خبر منصة أوباما- يديعوت

الساعة 09:01 ص|19 فبراير 2013

 

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

أصبحت البدعة الحالية هي دعوة رئيس الولايات المتحدة الى أن يخطب في الميدان. لأنه اذا تحدث فقط الى الشعب الذي يسكن في صهيون – لا عن طريق مَلَك بل مُرسَل ولا بواسطة مُجري لقاء بل وجها الى وجه – فسيتغير كل شيء. فالذي لم يفعله ألف تحذير و100 ألف تصريح سيفعله الكلام الذي سيقوله أمام جموع بيت اسرائيل التي تقف مزدحمة في الميدان، وأمام الجماهير التي هي أكبر التي تشاهد الشاشات في البيوت. إن الاتصال المباشر سيؤثر تأثير حفل روك: فنوعية النغمة ليست جيدة كثيرا والمغنون يسيئون الغناء ولا يرون في الصفوف الخلفية لكن كل من كان هناك لن ينسى الى الأبد هذه التجربة الشعورية.

من الممكن جدا ان تُحدث خطبة في الميدان تجربة شعورية لا تُنسى. فاوباما صاحب عرض مدهش. وليس من المؤكد من جهة ثانية ان يكون لرئيس الولايات المتحدة ما يقوله لنا. حينما أجرى البابا يوحنا بولص الثاني زيارته التاريخية لبولندة الجنرال يروفلسكي توجه الى الشعب من فوق رؤوس قادته. وتوجه الى الناس الذين بذلت السلطات كل ما تقدر عليه لتحجب عنهم الرسائل التي أراد البابا ان ينقلها اليهم وهي أنهم ليسوا وحدهم وان العالم مهتم بهم وان الحرية ممكنة وان الأمل ممكن. وكان لتلك الخطبة الشهيرة في الميدان تأثير كبير لأن الضيف استغل الميدان للالتفاف على أسياد وسائل الاعلام.

لكن الشعب والقادة ووسائل الاعلام في اسرائيل في المقابل متفقون في الآراء. فقد عبر الشعب في اسرائيل عن ترتيب أولوياته في الانتخابات التي أُجريت من قريب. فهو وقادته يعتقدون ان المسيرة السياسية مشكلة كبيرة يحسن دفعها عنهم. ولا ينبع هذا الشعور فقط من نشوب اسرائيلي لأن الجمود السياسي تعبير عن عدم ثقة الطرفين بالقدرة على حل مشكلات بالتفاوض، والثمن الذي يهدد التفاوض بأن يجبيه منا ومنهم. إن التنازلات المطلوبة ستثير على القيادات (غير المتحمسة أصلا) قوى معارضة اذا نجحت في التغلب عليها ايضا (وليس هذا مؤكدا) فليست هي مقتنعة بأن الجهد يساوي الثمن السياسي الذي ستجبيه التسوية. وفي هذه الحال فان عدم الفعل هو أفضل سبيل للابقاء على الاجماع الذي هو روح السياسي الضعيف. فمن السهل اذا على جميع الأطراف (وإن كان يجب ان نعترف بأنه أسهل علينا) ان يتجاهلوا المستويات التي أخذت ترتفع للكوليسترول السياسي في دمنا وعلاج (أو التنكر بزي المعالجين) مشكلات اخرى (هل تحدثنا من قبل عن المساواة في العبء؟). ويمكن ان نحيا مع ذلك الى ان نُصاب بذبحة صدرية سياسية.

إن الشيء الذي يُحتاج اليه لتحريك مسار سياسي غير ذي شعبية هو ساسة مستعدون للمخاطرة بمستقبلهم من اجل مستقبل مُفوضيهم. وسيصعب عليكم ان تجدوا هؤلاء واولئك في الثلاث التالية التي تعوزها الحماسة وهي الولايات المتحدة واسرائيل والسلطة الفلسطينية. فالساسة الاسرائيليون والفلسطينيون غير مستعدين للمخاطرة بأنفسهم من اجل وجود حل. فنتنياهو غير معني وأبو مازن غير مستعد لدفع الثمن وحتى لو كان مستعدا فنشك في ان يستطيع تقديم "السلعة". ويُشك أكثر من ذلك بأن يكون اوباما معنيا بأن يؤدي دور الرجل السيء الذي يحاول – كما يتمنى معسكر السلام – ان يفرض اتفاقا على الطرفين. فعند اوباما ما يكفي من الأسلاك الشائكة الخاصة به. وليس لديه أي اهتمام لأن يستلقي على أسلاكنا خاصة. أسمع اوباما تشخيص المرض بأوضح صورة حينما حذّر من قصر نظر نتنياهو. هل أنتم مُصرون على متابعة الاستيطان؟ تفضلوا. سنلتقي في قسم العلاج الطاريء.

يجدر اذا ألا نتوقع من الآخرين ان يعملوا العمل من اجلنا فلن تغير أية خطبة لاوباما لا في ميدان ولا في أي مكان آخر الواقع. فهذه الحياة ليست حياة اوباما بل حياتنا. هل تريدون مسيرة سياسية؟ أُطلبوا الى مندوبيكم في الكنيست ان يُحركوها. هل يرفضون الاصغاء؟ هذه هي لحظة الخروج الى الميادين فالميدان هو مكانكم لا مكان اوباما.