بالصور المرأة الفلسطينية : تاريخ حافل بالتضحيات .. ونهر عطاء لا ينضب

الساعة 10:37 ص|18 فبراير 2013

غزة

لم تكن المرأة الفلسطينية في منأى عن التضحية والفداء، لقد تعرضت كركن أساسي في المجتمع  إلى سلسلة من النكبات وحالات الفقدان على مدى سنوات الاحتلال الطويلة، فلم تسلَم المرأة  الفلسطينية من حالات القتل و الاعتقال، والإصابة، وهدم المنزل، والتشريد، عدا عن فقدان الزوج أو الأخ أو الأب أو الأبناء أو جميعهم معاً ..

وتعززت هذه الانتهاكات والممارسات اللا إنسانية التي كانت لها آثارها السلبية بأوجهها المختلفة خلال انتفاضة الأقصى، فمع تصاعد الحملة الصهيونية المضادة لكل ما هو فلسطيني فوق هذه الأرض المباركة، كانت المرأة الفلسطينية أكثر المتضررين كونها الأم، والزوجة، والأخت، والابنة ... حتى أنه بات من النادر أن تجد امرأة فلسطينية لم تفقد زوجاً أو ابناً أو أخاً شهيداً كان أو أسيراً داخل السجون الصهيونية، أو جريح ... وليت الأمر تقف عند هذا الحد بل بتنا نذكر العشرات بل المئات من النساء اللواتي استشهدن أو تعرضن للاعتقال والتعذيب دون أن يفّت ذلك في عضدّهن أمثال الأسيرة المجاهدة منى قعدان التي تعرضت للاعتقال عديد المرات، والأسيرة المجاهدة "أم إبراهيم السعدي التي قدمت نجليها المجاهدين التوأمين إبراهيم وعبد الكريم من سرايا القدس شهيدين في سبيل الله، وتعرضت وزوجها وأبنائها للاعتقال ومازالت خلف القضبان، وبالإضافة إلى الأسيرة المجاهدة لينا الجربوني عميدة الأسيرات التي مازالت تعاني الألم والويلات في سجون الظلم الصهيونية.

استشهاديات صنعنّ الرعب في قلب الكيان..

وفي استعراض سريع لبدايات العمل الجهادي للمرأة الفلسطينية، كانت المجاهدة 'عطاف عليان' من "سرايا القدس" الجناح السكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عندما حاولت في يوليو 1987 تنفيذ عملية استشهادية بسيارة مفخخة في القدس المحتلة، إلا أن العملية لم تنجح لتعتقل على إثرها وتصدر ضدها أحكام مجموعها 15 عامًا قضت منها 10 سنوات في السجون الصهيونية ولازالت حتى يومنا هذا تعاني اضطهاد بني صهيون.

وظل حلم الاستشهاد يراود النساء الفلسطينيات إلى أن قامت "وفاء إدريس" 26 عاما بتدشين هذا الموكب البهي خلال انتفاضة الأقصى، حيث نفذت عمليتها في مدينة القدس يوم 28 يناير 2002، فقتلت أحد الجنود وجرحت مائة وأربعين آخرين, ثم أعقبتها "دارين أبو عيشة"، 21 عاماً  التي نفذت عمليتها في حاجز عسكري صهيوني شمال الضفة الغربية في 27 فبراير 2002م، وهو ما أدى إلى إصابة 3 جنود صهاينة. وجاءت  "آيات الأخرس" 18 من مدينة بيت لحم لتنفذ عمليتها في 29مارس 2002 بأحد أسواق القدس الغربية، مما أدى إلى مقتل صهيونيين وإصابة العشرات. ثم نفذت "عندليب طقاطقة" من مدينة بيت لحم عمليتها يوم الجمعة 12 ابريل 2002 في القدس ، وأسفرت عن مقتل ستة صهاينة، وإصابة 85 آخرين. أما "هبة عازم دراغمة"  19 عاماً  ابنة "طوباس" من سرايا القدس، فقامت بتفجير جسدها الطاهر في مدينة 'العفولة' شمال فلسطين المحتلة يوم الإثنين 19 مايو 2003. مما أدى لمقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة العشرات كأول عملية استشهادية نسائية تنفذها سرايا القدس. وتلتها "هنادي جرادات" نفذت عملية نوعية قتل فيها  نحو 20 صهيونياً وجرح أكثر من مائة حين فجرت نفسها بتاريخ 4/10/2003، في مطعم بحيفا. وفي يوم الأربعاء الرابع عشر من يناير كانت أم فلسطينية اسمها ريم الرياشي، فجرت جسدها الطاهر في قلب معبر "ايرز الصهيوني"، وقد أعلن العدو الصهيوني مقتل أربعة من جنوده، والاستشهادية مرفت سعود 22 عاماً من سرايا القدس فجرت جسدها الطاهر وسط جنود العدو ببلدة بيت حانون أثناء اجتياح الاحتلال لها وأطلقت عليها السرايا عملية انتقام الحرائر وأسفرت عن مقتل وإصابة عدداً من الجنود الصهاينة، ثم جاءت عملية الحاجة  "فاطمة النجار" 58عاماً أول جدة استشهادية تفجر نفسها وسط جنود صهاينة، وهكذا تمضي المرأة الفلسطينية قدماً بعطائها اللا محدودة أسوة بأخيها الرجل على مذبح الحرية والفداء  ..

 

خنساوات قدمنًّ ومازالن ..

عطاء المرأة الفلسطينية لم يتوقف عند بذل الروح، بل كانت ولازالت المرأة الفلسطينية المخزون الاستراتيجي الذي يقدم فلذة كبده لإبقاء جذوة المقاومة الفلسطينية مشتعلة في وجه العدو الصهيوني، فبرزت خنسوات فلسطين والأمة، أمثال " أم محمد الشيخ خليل" ، و" أم أبو الوليد الدحدوح"، " وأم محمد فرحات".

وفي هذا السياق  قالت "أم محمد الشيخ خليل" خنساء الأمة وهي والدة لخمس شهداء قدموا أنفسهم فداءً لدين والوطن، أنه على الرغم من التضحيات الكبيرة التي يقدمها نساء فلسطين، "إلا أننا سنبقى مجاهدين ومدافعين عن الأرض الفلسطينية، وعن القدس الشريف، لأننا في أرض الرباط، وأملنا جميعا أن نموت شهداء فوق أرضنا المباركة من أجل إرضاء الله رب العالمين".

وأكدت أم محمد لـ"الإعلام الحربي" أن تقديمها لخمس شهداء من أبنائها المجاهدين وهم ( شرف، واشرف، ومحمود، ومحمد، وأحمد)، كان من منطلق واجبها الشرعي، مشددةً أن المقاومة حق مشروع للشعوب.

أما " أم إبراهيم" خنساء فلسطين وهي والدة لثلاث شهداء " محمد وأيمن وخالد"، وجدة لشهيدين كامل وادهم، فعبرت عن فخرها واعتزازها بأبنائها الذين قضوا نحبهم شهداء، قائلة :" الحمد لله الذي أكرمني باستشهاد أبنائي محمد وأيمن، وخالد، وأحفادي كامل وادهم".

وتابعت الوالدة الصابرة حديثها لـ"الإعلام الحربي " قائلةً :" دماء الشهداء ووصياهم  ستظل أمانة في أعناقنا، لن نساوم ولن نهاون حتى لو على حجر ذبحنا، حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني والقدس الشريف"، مؤكدةً أنها مستعدة لبذل المزيد لأجل إعلاء كلمة الله وتحرير الأرض من دنس اليهود المغتصبين.

ودعت كلاً من أم محمد وأم إبراهيم في نهاية حديثهما المولى عز وجل أن يجمعهنَّ بأبنائهم الشهداء في جنات النعيم مع الشهداء والصديقين.

 

المرأة .. عنوان معركة الكرامة..

ولم يتوقف عطاء المرأة عند ما سبق، بل برز دور المرأة الفلسطينية جنباً إلى جنب في معركة الأسر ومواجهة السجان، فكانت المحررة " هناء الشلبي" من الجهاد الإسلامي أول امرأة تخوض إضراب عن الطعام بعد المحرر الشيخ المجاهد خضر عدنان الذي قاد معركة الكرامة ضد السجان الصهيوني.

وتقول الأسيرة المحررة المجاهدة فاطمة الزق لـ"الإعلام الحربي":" المرأة الفلسطينية زُج بها في غياهب السجون، وتعرضت لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، والمعاملة القاسية، ولألوان متعددة من الحرمان والمعاناة، فيما العالم يبدي صمتاً غير مبرر إزاء ما تتعرض له من انتهاكات مخالفة لكافة الشرائع والقوانين الدولية"، مؤكدةً أن المرأة الفلسطينية لم تكن يوماً في منأى عن التضحية والفداء إلى جانب أخيها الرجل.

ووصفت الزق أوضاع الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال بالمأساوية، حيث الظروف القاسية والشروط الحياتية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، والمعاملة اللاإنسانية والعزل الإنفرادي وحرمانهن من زيارة الأهل والتواصل معهم، والرعاية الصحية والعلاج والملبس والفراش والأغطية والمأكل والمياه النظيفة، ما يدفع الأسيرات في أحيان كثيرة لشراء الأكل والمياه الصحية والملبس من مقصف السجن بأسعار باهظة جداً.

 

أرقام وإحصائيات ..

 ويشار إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت ومنذ العام 1967 ولغاية يومنا هذا  أكثر من ( 10000 ) عشرة آلاف مواطنة فلسطينية، من أعمار وشرائح وفئات طبقية مختلفة، وبلغ عدد من اعتقلوا منذ بداية انتفاضة الأقصى في ايلول (سبتمبر) أكثر من 800 مواطنة فلسطينية من بينهن 35 قيد الاعتقال حتى الآن، وغالبيتهن من الضفة الغربية وأسيرة واحدة فقط من قطاع غزة هي وفاء البس، و4 من القدس و4 أخريات من المناطق التي احتلت عام 1948، كما انه لازال الاحتلال الصهيوني يحتفظ بجثامين شهيدات فلسطينيات في ما يُعرف بـ "مقابر الأرقام الجماعية" أو في " ثلاجات الموتى "، وترفض الإفراج عنهن، أو تسليم جثامينهن لعائلاتهن لدفنها في مقابر اسلامية معدة لذلك، أمثال الشهيدات آيات الأخرس، ودلال المغربي، ودارين أبو عيشة، ووفاء ادريس، وهنادي جرادات، وهبة ضراغمة ومرفت مسعود وفاطمة النجار.


نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين
نساء فلسطين