خبر من القيادة الى الحكومة -معاريف

الساعة 09:32 ص|17 فبراير 2013

من القيادة الى الحكومة -معاريف

بقلم: امنون لورد

(المضمون: من ناحية بينيت، فان هذا إما الان أو أبدا. وعليه، فمن جهة تجده ملتزما جدا من ناحية ايديولوجية بحكومة نتنياهو، رغم كل الرواسب الشخصية. ومن جهة اخرى، تجده ملتزما باستنفاد المطلب المدني – الوطني في موضوع تجنيد الاصوليين  - المصدر).

        في الاسبوع الماضي كان يخيل ان ضبابا وغبارا يغطيان المفاوضات الائتلافية، والاعصاب بدأت تسحق. ولهذا يجدر بنا العودة الى الحقائق الاساس لنتائج الانتخابات وللسياسة.

        في غضون كل ضباب المعركة الائتلافية يخيل أن رئيس الوزراء نتنياهو هو اكثرهم واقعية، وانه يفهم الخريطة الجديدة التي يتعين عليه أن يناور فيها. فنتنياهو وبينيت على حد سواء تعلما كيفية القيادة في الوحدة الخاصة لرئاسة الاركان. وبات بينيت في جيل اجهزة الاقمار الصناعية أما بيبي فقد تعلم قيادته في عهد البوصلة، الكواكب والمسارات الميدانية. هيا نخرج من الفرضية بانه افضل من نفتالي بينيت في القيادة، كما شهد عنه قائده في الوحدة خلال فترة معينة، ايهود باراك.

        المعطى الاساس الاول: بينيت لن يكون هو الذي سيتسبب في فقدان اليمين للحكم. فثمة حدود للمناورات وللتحالفات مع يئير لبيد.

المعطى الثاني: التحالف مع يئير لبيد يواصل التعزز، حسب التقرير في الصحف. يوجد هنا شيء ما مضلل. رجاء العودة الى الوراء، الى يوم الجمعة التالي ليوم الانتخابات في 22 كانون الثاني. كان هذا يوم جمعة جيدا جدا. فالبيت اليهودي حصل على 12 مقعدا. وخيبة الامل النسبية اصبحت انتصارا نسبيا. فبينيت هو الان العنصر القوي في المحور الوهمي بقدر ما مع لبيد.

        المعطى الثالث: ليس فقط بينيت مع مقاعده الـ 12 هو الطرف الاقوى في المحور مع لبيد، بل انه الجهة الاقوى والمقررة في المفاوضات الائتلافية. شيء يشبه لسان الميزان في "السياسة القديمة". ظاهرا، المفارقة هي ان بينيت بواسطة لبيد يريد أن يفرض على نتنياهو حكومة يمينية. فلعل احد ما يشتبه بان نتنياهو لا يريد ذلك.

المعطى الرابع: مواقف بينيت ولبيد في موضوع تجنيد الاصوليين ليس مشابها. فنتنياهو سيخطيء اذا حاول ان يفصل لهذا السبب بين بينيت ولبيد. الطريق الصحيح في صالح المصلحة الوطنية هو استخدام بينيت ورفاقه كجسور في موضوع تجنيد الاصوليين.

نتنياهو والخلفية المؤسساتية للبيت اليهودي على حد سواء يجب أن يفهما بان بينيت ملتزم بالمقترعين في الميدان ممن جلبوا للبيت اليهودي الانجاز الانتخابي الهائل. فقد درس صناديق الاقتراع. ورأى بوضوح بانه في الصناديق التي كانت في المواقع الانتخابية الدائمة للمفدال والصهيونية الدينية لم يكن ارتفاع هام للبيت اليهودي، باستثناء النمو الطبيعي الديمغرافي. وبالمقابل، فانهم في الصناديق في المحيط حيث كان الليكود هو السائد وفي مواقع الانتخابات للصوت الروسي، بل وفي الحركة الكيبوتسية، سجلت ارتفاعات هامة للغاية. ويوضح التحليل بان اليمين العلماني، وان شئتم السكان في القاعدة الوطنية المدنية، حي قيوم. هؤلاء هم الناخبون الذين رفعوا البيت اليهودي. اما في الصناديق التقليدية للاتحاد الوطني في يهودا والسامرة مثلا، فقد ذهبت الاصوات بجموعها الى حزب قوة لاسرائيل. ميخائيل بن آري احرق مقعدين مقدسين وطاهرين لليمين. بمعنى أن بينيت ليس مدينا للوسط الاصولي الديني بشيء. وهو بالتأكيد ملتزم بالجمهور المدني – الوطني. وهذا ما سيحققه.

ولكن تدخل هنا حقيقة هامة اخرى. هذا حدث انتخابي لمرة واحدة. فالحديث يدور بالاجمال عن اصوات متنقلة. من ناحية بينيت، فان هذا إما الان أو أبدا. وعليه، فمن جهة تجده ملتزما جدا من ناحية ايديولوجية بحكومة نتنياهو، رغم كل الرواسب الشخصية. ومن جهة اخرى، تجده ملتزما باستنفاد المطلب المدني – الوطني في موضوع تجنيد الاصوليين.

فضلا عن كل هذا، تفضلوا رجاء بالحفاظ على التوازنات. فمنذ الان، في نظرة الى الوراء، واضح أن السنوات الاربعة الاخيرة كانت من أنجح الولايات وافضلها لاي رئيس وزراء كان في تاريخ الدولة. فهل تجنيد الاصوليين اكثر مصيرية من النووي الايراني؟ من الاقتصاد؟ من المسيرة السلمية؟. ليس لليمين اليوم زعيم على المستوى الوطني يقاس بنتنياهو. الحساب البارد يدل على أن بالذات بمعونة بينيت، سيكون ممكنا الوصول الى الصيغة المناسبة في موضوع الاصوليين، ولبيد سيضطر الى التنازل في موضوع شاس. حتى ذلك الوقت تبقى نحو ثلاثة أسابيع ونصف.