بالصور لماذا بكى « إبراهيم ».. وسط ميدان الجندي المجهول بغزة ؟!

الساعة 11:26 ص|14 فبراير 2013

غزة (تقرير خاص)

قالوا قديماً .. "إذا بكى الرجل فاعلم أن الأمر جلل" .. مقولة لاحت وتجسدت واقعاً في ميدان الجندي المجهول وسط مدينة غزة، رسم ملامحها المخضبة بالدموع رجل يبلغ الخمسين من عمره.

لم يكد يدخل الميدان –خلال وقفة تضامنية مع الأسرى- حتى تنحى جانباً وانهار بالبكاء ليسكب الدمع الثخين على وجنتيه.

 حاول إبراهيم الحطاب  (55 عاماً) جاهداً أن لا يلفت انتباه المشاركين بالوقفة، وحاول أن يغطي عينيه ومظاهر حزنه، لكن عدسة "وكالة فلسطين اليوم" كانت المبادرة في رصد تلك الدموع، ومعرفة أسباب بكائه وحزنه.

 

قوة الأسرى من قوة التضامن

الحطاب المُكنى بـ"أبي محمد" أوضح أن سبب حزنه وبكاؤه نابع من شعوره بتقصيره تجاه الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، وتقصير العامة من أبناء الأمة الإسلامية والعربية ومن ضمنها أبناء الشعب الفلسطيني تجاه الرابضين خلف القضبان.

يقول "أبو محمد" وهو أحد الأسرى المحررين من سجون الاحتلال –اعتقل لمدة 4 أعوام- :"جئت من وسط القطاع للمشاركة في الوقفات التضامنية، ولكن ما يحزنني أنني أجد التفاعل الجماهيري والشعبي والفصائلي تجاه قضية الأسرى ضئيل، ولا يرقى لتضحيات الأسرى المجاهدين في سجون الاحتلال".

ويخوض ثلة من الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية" إضراباً مفتوحاً عن الطعام، احتجاجا على إعادة اعتقالهم إداريا بعد الإفراج عنه في صفقة "وفاء الأحرار- شاليط". وهم الأسير جعفر عزالدين والأسير طارق قعدان، والأسير أيمن الشراونة، والأسير يوسف ياسين إلى جانب الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 204 أيام متواصلة.

 وأستغرب "أبو محمد" ضعف التضامن الشعبي والجماهيري مع قضايا الأسرى مناشداً الفصائل الفلسطينية بتشكيل لجنة وطنية لإنقاذهم من أيدي الطاغوت الإسرائيلي تنضوي تحتها جميع الفعاليات والوقفات الإسلامية والوطنية المناصرة للأسرى.

وأضاف "أبو محمد" :"قوة الأسرى المضربين عن الطعام من قوة الحجم الجماهيري الشعبي والرسمي الضاغط باتجاه الإفراج عنهم، ولا يعقل أن يُفني الأسرى زهرة شبابهم في السجون ولا نقف لبضع دقائق إسناداً لهم، وهم الآن يصارعون الموت البطيء تحت ايدي سجان لا يرحم فهل قمنا بواجبنا تجاههم؟!".

وأشار "أبو محمد" انه من الأسرى القدامى الذين شاركوا بالإضراب عن الطعام لأسابيع عدة، فيقول بهذه التجربة :"خضت إضراباً عن الطعام لمدة أسابيع فعانيت الأمرين، فما بال أخوتنا الأسرى الذين شارفوا على الإضراب عن الطعام لمدة عام".

ويقول في هذا الصدد :""أجمل لحظات في تاريخ الإضراب عن الطعام عندما كنت أفتح المذياع وترد الأخبار أن هناك وقفات وفعاليات تضامناً معنا".

 

الأسرى منتصرون

وأكد "أبو محمد" أن قضية الأسرى المضربين عن الطعام منتصرة لا محالة، حتى في حال استشهاد أحدهم، حيث قال :"اذكر أنني في يوم من أيام الإضراب وكان الجو في تلك اللحظات حار للغاية فجاء أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية لثني عن الإضراب ومحاولته أن يفت في عضدي بكميات كبيرة من الطعام والشراب والألبان واخذ بشربها وعرضها علي وأنا كنت محتاج في تلك اللحظات لكل قطرة لقمة تشدُ من أزري فاستعنت بالله، ورفضت الطعام، فوجدت الغيظ في عيونه وانتابته لحظتها حالة هستيرية من الغضب داخل القسم".

ووجه "أبو محمد" نداءه إلى الشباب الفلسطيني بمدينة غزة والضفة المحتلة بضرورة مساندة الأسرى والمشاركة الفعالة في نصرتهم والعمل الدءوب على تحريرهم.

وتوجه بالتحية إلى عموم الفصائل الفلسطينية التي تكافح وتجاهد وتهتم بالأسير الفلسطيني وخص حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالذكر والتحية.

 واختتم "أبو محمد" حديثه -ماسحاً دموعه بيديه- بكلمة وجهها للأسرى المضربين عن الطعام فقال :" أقول للمضربين عن الطعام أن تلك الحالة التي تعيشون فيها هي موضع مواضع الجهاد في سبيل الله وصدق الله فيكم عندما قال (ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح) .. فأملوا خيراً وان الفرج قريب".



اسير محرر
-
اسير محرر
-
اسير محرر
-
اسير محرر