خبر العصا التي وراء الجزرة-يديعوت

الساعة 09:49 ص|13 فبراير 2013

بقلم: ايتان هابر

        بعد نحو من شهر حينما تُقلع من هنا طائرة "الاير فورس 1" في طريقها الى الاردن أو السعودية أو مصر، سيكون ممكنا ان نسمع تنفس الصعداء من رئيس الوزراء حتى يبلغ به جبال القدس. فـ "أوف" نتنياهو ستتجاوز سماء دولة اسرائيل.

        قُرب درج الطائرة قُبيل الوداع سيشرب رئيس الولايات المتحدة ورئيس حكومة اسرائيل العصير. لكن ينبغي ألا يوجد خطأ هنا فاوباما ونتنياهو يشبهان "خطين متوازيين لا يلتقيان". وسيكون هنا في الأكثر وقف اطلاق نار.

        لماذا؟ لأن نتنياهو يُدبر الامور بحسب خريطة كواكب خاصة به، والعالم تُصرف أموره بحسب خريطة كواكب مختلفة تماما. وبين الفينة والاخرى ينظر نتنياهو من وراء كتفه الى خريطة الكواكب العالمية بل انه يميل الى فهمها لكنه يعود فورا الى خريطته الخاصة. والعالم كله في خريطته ضد لنا، والعالم كله وفيه اوباما يريد الشر لنا، بل ان هناك من يريدون القضاء علينا كايران مثلا. وهم في واشنطن على يقين من ان نتنياهو يلفه شعور مسيحاني بأن الله أرسله لينقذ شعب اسرائيل.

        سينزل اوباما شديد الابتسام من طائرة "الاير فورس 1". وهو غير مدين هنا بشيء لأحد: فقد انتُخب مرة ثانية وأخيرة ولا يجب عليه ان يتملق بعد الآن نساء فيتسو في واشنطن. وفي مرة من المرات النادرة بالنسبة اليه يجلب معه موافقة كل البلدان الاوروبية تقريبا على مطالب الولايات المتحدة.

        يستطيع اوباما مع ريح دعم كهذه ان يقول لمضيفه الاسرائيلي إن العالم غير موافق على ما تفعلونه في الشأن الفلسطيني. وسيعرض نفسه على أنه صديق اسرائيل الذي جاء لينقذها من دولة الفصل العنصري قبل لحظة من ... واذا كان أكثر فظاظة فسيقول لمضيفيه ان اسرائيل تفقد في نظر العالم (الولايات المتحدة واوروبا) شرعيتها. واذا كان قاسي القلب فسيعرض على رئيس وزراء اسرائيل أمثلة من الماضي مثلما حدث لدول فقدت شرعيتها.

        سيكون بيننا بالطبع غير قليل ممن سيوجهون اوباما ومبعوثيه ليُقبلوا الاعضاء التي يقعدون عليها، ومن المؤكد أنهم سيُذكرونه ايضا بتفرد المحرقة اليهودية وبانشاء دولة اسرائيل بخلاف رأي العالم. لكن يحسن ان نتذكر ان كل هذه الاشياء للأسف الشديد لم تعد تؤثر في العالم. فقد أصبحنا في 2013 لمن لم يستوعب ذلك حتى الآن.

        وشيء آخر هو ان امريكا الرسمية ذات السلطة لم تعد ترانا "نورا للأغيار" ونموذج قيم مشتركة كالديمقراطية. إن امريكا تلك تقرأ وتسمع عن إقصاء النساء وعن التحرشات الدينية في بيت شيمش، ويتغلغل الى وعيها تنقص الحياة الديمقراطية في اسرائيل. ولا يوجد كبير فرق بين آيات الله في طهران ولابسي الملابس السوداء في مئه شعاريم في نظر واحد من الأغيار من ميريلاند.

        إن الحقائق على الارض تميل الى جانب اوباما، فلاسرائيل سلام على نحو ما مع مصر والاردن والسعودية ودول الخليج (ربما ما عدا قطر)، وسيأتي اوباما مع سؤال هل تريدون ان ينقلب العالم الاسلامي، والشيعي في هذه الحال على رؤوسكم؟ وهل تريدون الاخوان المسلمين والحرس الثوري في قلقيلية على مبعدة دقيقتين من كفار سابا؟.

        ويعرض اوباما احتمال نشوء جبهات متعددة تواجه اسرائيل في حين تكون ايران رأس الحربة. وهو يعلم ايضا ولا يحتاج الى تفسيرات مدروسة من اسرائيليين أنه اذا أصبحت ايران ذرية فان تركيا والسعودية ومصر ستكون ذرية، فكيف تكون حالنا نحن الامريكيين والاسرائيليين آنذاك؟.

        لكن اوباما بعكس نتنياهو يؤمن ايمانا جازما بأن اسباب نشوء هذا الوضع هي الصراع مع الفلسطينيين. فهو السبب وهو النتيجة. ولاوباما اليقظ بعد أحلام وحيرات في الولاية الاولى تصور عام شامل وأهداف.

        ولهذا يجب ان نفترض ان تتناول زيارته لاسرائيل في الشهر القادم الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ومحاولة ما لوجود حل للمشكلة الذرية الايرانية. وتخميننا ان اوباما سيحاول ان يخرج من هنا مع شيء يقرب من اتفاق على الشأن الفلسطيني وتفاهم على الشأن الايراني. فما هو ذلك الشيء؟ ليتنا كنا أنبياء لنعلم.