خبر انقضى عهد الاحزاب الكبيرة- هآرتس

الساعة 09:19 ص|10 فبراير 2013

 

بقلم: موشيه آرنس

ثمة ناس يشتاقون الى الايام الطيبة التي كان لنا فيها حزبان كبيران هما الليكود والعمل واحزاب صغيرة مختلفة اخرى انضم بعضها آخر الامر الى الائتلاف الذي انشأه الحزب الأكبر الذي فاز في الانتخابات. بل يوجد بيننا من ربما يتكئون على الايام التي كان فيها حزب كبير واحد انشأ ائتلافا بعد الانتخابات. وهذا ما كان في الـ 25 سنة الاولى من وجود اسرائيل حينما كان مباي يسيطر على الدولة.

بعد حرب يوم الغفران بدأ عهد التنافس في السلطة بين الحزبين الأكبرين الليكود ومباي. وفاز واحد منهما على الأقل بـ 40 مقعدا بل أكثر في الكنيست. ويمكن ان تُعد نسبة ثلث المقاعد مرساة قوية يمكن ان ينشأ حولها ائتلاف يكون مستقرا، لكنها تُمكّن الحزب الأكبر ايضا من تحقيق أهدافه. واذا حصل الحزب على أقل من 40 مقعدا فانه يحيا في خوف دائم من عدم استقرار ائتلافي، وصعاب حكم.

في الانتخابات التي أُجريت في 1996 تم التعبير لأول مرة عن تدهور الحزبين الأكبرين اللذين انخفض كلاهما الى ما تحت خط 40 مقعدا. ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه صورة الحال. فقد انقضت الايام التي كانت فيها الساحة السياسية في اسرائيل يحكمها حزبان كبيران، أو على الأقل لهذا العهد. إن عدم الاستقرار يترصدنا. فما الذي حدث؟ أولا، أُجريت انتخابات 1996 على حسب قانون الانتخاب المباشر الجديد الذي كان يفترض ان يزيد الاستقرار والقدرة على الحكم. وكانت نتائجه على الضد من ذلك كما كان يمكن ان نتوقع. فقد مكّن مواطنين كثيرين من توزيع اصواتهم واستفادت احزاب صغيرة من ذلك على حساب الكبيرة. وفي تلك الانتخابات حصل حزب العمل على 34 مقعدا والليكود على 32. وفي انتخابات 1999 التي أُجريت على حسب القانون نفسه، حصل حزب العمل على 26 مقعدا والليكود على 19 مقعدا. ولم يبلغ أي حزب منذ ذلك الحين الى 40 مقعدا ويبدو أن هذا الطموح قد أخذ يبتعد. وقد أُلغي قانون الانتخاب المباشر لرئيس الوزراء في هذه الاثناء في الحقيقة، لكنه ترك أثره.

ثم سبب آخر لكون الليكود والعمل يفقدان من قوتيهما وهو الظاهرة الاسرائيلية المميزة التي يجتاز معها ساسة كانوا في مواقع رئيسة في احزابهم، الخطوط. وهؤلاء القادة الذين يعتزلون احيانا على أثر الخسارة في الانتخابات التمهيدية يشعرون بأنهم أكبر من الاحزاب التي كانوا يقودونها، أي يعتقدون أنها تفقد من قوتها. وهذه الرسالة لا تغيب عن نواظر مصوتين كثيرين.

بعد عدد من المغادرات من هذا النوع لرؤساء الليكود والعمل جاءت النهاية الحقيقية لعصر الحزبين في 2005 حينما ترك اريئيل شارون، رئيس الليكود المنتخب، الليكود وانشأ حزبا خاصا به هو كديما. وأخذ معه اهود اولمرت وشاؤول موفاز وتسيبي لفني وتساحي هنغبي من الليكود، وشمعون بيرس وحاييم رامون وداليا ايتسيك من العمل. وفي الانتخابات بعد ذلك حصل كديما على 29 من مقاعد الكنيست والعمل على 19 مقعدا والليكود على 12 مقعدا. وتدهور الوضع فقط منذ ذلك الحين. وفي الفترة الاخيرة ترك عمير بيرتس وعمرام متسناع حزب العمل وانضما الى لفني التي تركت حزبها هي ايضا.

إن هذا الترك يُسهم فقط في عدم استقرار الجهاز السياسي في اسرائيل، ولن تستطيع التغييرات المقترحة لطريقة الحكم ان تُنهيها. ويُحتاج من اجل ذلك الى زعماء يُظهرون قدرا مناسبا من الزعامة والولاء لاحزابهم ايضا سواء أفازوا أم خسروا في الانتخابات الداخلية.