خبر لماذا يهجر الباعة الأسواق ويتجولون بين الأحياء السكنية؟

الساعة 07:11 ص|09 فبراير 2013

غزة

 

ارتفعت أعداد الباعة المتجولين في الشوارع والأزقة والأحياء، مؤخرا، لتسويق أصناف مختلفة من السلع الاستهلاكية، دون قصر البيع المتجول على الخضروات والفواكه فقط.

ولم يخف الكثير من المواطنين تذمرهم من الضوضاء والإرباك اللذين يحدثهما هؤلاء الباعة أثناء ترويجهم لبضاعتهم عبر مكبرات الصوت في ساعات مبكرة من الصباح.

وعزا بائع المنظفات علاء شعبان وجوده وأمثاله من الباعة المتجولين في الشوارع إلى ضعف الحركة التجارية في الأسواق في الآونة الأخيرة.

ويتعمد شعبان البيع في الصباح الباكر لإدراكه أن من عادة ربات البيوت التنظيف في هذا الوقت، مقرّا بتسببه في إزعاج الناس والتنغيص عليهم بسبب استخدامه مكبر الصوت للترويج لبضاعته.

وأهاب بالمواطنين تحمل الباعة لما يواجهونه من ركود في الأسواق ازدادت حدته خلال الأسابيع الأخيرة.

ويشاطره الرأي الشاب هشام خميس بائع الخضروات على عربة كارو، الذي لجأ منذ عدة أيام فقط للبيع المتجول بعد أن أصبح البيع في السوق صعبا وخاسرا في معظم الأوقات.

وقال: إن الباعة المتجولين يشجعون المواطنين على الشراء منهم لرفع عناء الذهاب إلى الأسواق عنهم، بما يتضمنه من تضييع للوقت ودفع لأجرة المواصلات.

ورأى أبو خميس الذي يمتلك محلا صغيرا في سوق حي الشيخ رضوان في مدينة غزة في هذه الطريقة وسيلة معقولة للهرب من الركود وفتح مساحات للبيع وكسب المزيد من المال.

ولم يعدم باعة الملابس أن يجدوا لهم مكاناً بين الباعة المتجولين، وهؤلاء يختارون وقت الظهيرة بعد انتهاء ربات البيوت من الأعمال المنزلية الضرورية.

وأبدى الشاب حسن أبو جرس ارتياحه من نسبة إقبال المواطنين وخصوصاً ربات البيوت على شراء الجوارب والقبعات للأطفال بعكس الحال في الأسواق، موضحا أن مبيعاته خلال التجوال تزيد ثلاثة أو أربعة أضعاف عنها في الأسواق كحد أدنى.

وأكد أبو جرس الذي يعاني من إعاقة في قدمه اليسرى أن هذا الأمر سيشجعه على الاستمرار في سلوك هذه الطريقة من البيع للتحايل على أزمة الركود التي تعصف بكل الأسواق.

ولا تمنع الإعاقة أبو جرس من المشي عدة كيلو مترات يومياً ساعيا إلى رزقه ورزق عائلته، التي تعتاش على هذه المهنة منذ أن تزوج قبل خمس سنوات.

ويختار الطفلان الشقيقان أسامة وسامر طلب أبواب المساجد لبيع الملابس الشتوية بأسعار منخفضة لترغيب المواطنين والمصلين في الشراء، الأمر الذي ينجحان فيه في كثير من الأوقات.

ولا يأبه الطفلان اللذان لا يتجاوز أكبرهما الثانية عشرة من عمره بتذمر وانزعاج المصلين من صوتهما المرتفع أثناء تأدية الصلاة، وعلل أسامة ذلك برغبته في بيع ما لديه من ملابس شتوية يجبره شقيقه الأكبر على التخلص منها قبل انتهاء الموسم.

وأوضح أسامة أنه لا يذهب إلى السوق إلا في يوم الجمعة، أما باقي الأيام فهو يقضيها في الشوارع وأمام بوابات ومداخل المساجد.

أما بالنسبة للشاب سعيد رجب بائع الكعك، فلم تعد مفترقات الطرق وبوابات العيادات الصحية مكاناً ملائماً ومناسباً لبيع كل ما لديه من كعك، فلجأ بدوره إلى البيع متجولا في الأحياء منذ ساعات الصباح الباكر.

ورغم اعترافه بخوض بعض الشجارات والمشادات الكلامية مع مواطنين متذمرين من الضوضاء التي يحدثها بالتزامن مع بزوغ الفجر فقد أكد أنه سيواصل مسيرته في هذا البيع لجدواه الاقتصادية مقارنة مع البيع أمام المفترقات الرئيسية وبوابات العيادات الصحية.

من جانبه، لا يجد المواطن إبراهيم شامية أي مبرر لهؤلاء الباعة لاستخدام الصوت المرتفع في ساعات الصباح الباكر، ويرى أن عليهم احترام خصوصية الوقت بالنسبة للمواطنين وأطفالهم الراغبين في متابعة نومهم دون إزعاج، لاسيما وأن عمل هؤلاء الباعة يبدأ مبكرا في الساعة السادسة صباحاً.

وأرجع المواطن نائل صلاح عدم رغبته في التصادم مع هؤلاء الباعة لما يتسببون به من إرباك لنوم أطفاله إلى تعاطفه مع أوضاعهم المادية، لكنه طالبهم بالحفاظ على الحد الأدنى من الذوق في البيع حتى لا تحدث المزيد من الشجارات والمشادات مع المواطنين وللحفاظ على رزقهم.