خبر الهدوء ما قبل المسيرة السياسية- معاريف

الساعة 09:57 ص|06 فبراير 2013

بقلم: نداف ايال

        (المضمون: نتنياهو، حسب التحليل في واشنطن، أسير احزاب الوسط مع مناهج معتدلة. الامريكيون يريدون امساك اللحظة، واوباما يمكنه ان يستغلها كي يبث ريحا في أشرعة الحكومة الجديدة - المصدر).

        في واشنطن سارعوا امس الى تخفيض مستوى التوقعات قبيل زيارة اوباما – ولا سيما بالنسبة للتفاهمات عن استئناف المسيرة السياسية. ولم تتضمن التصريحات الرسمية تعبير "المسيرة السلمية"؛ فالبيانات من واشنطن لا تتضمن حاليا الا حديثا عن "استئناف الالتزام" التاريخي بين الولايات المتحدة واسرائيل، وكذا بحثا في المواضيع الاقليمية مثل سوريا وايران. وماذا عن الفلسطينيين؟ حاليا لا شيء. ظاهرا، سبب وجيه للفرح بالنسبة للشريك الائتلافي نفتالي بينيت، الذي حقا، ولكن حقا لا يريد أن يبدأ عهده في الحكومة بمسيرة سياسية مكثفة. اذا كانت مثل هذه المسيرة، معقول الافتراض بانه لن ينشغل، مع كل الاحترام بخطته لضم المستوطنات في الضفة. بعيد عن ذلك.

        ولكن الهدوء مضلل. الرئيس اوباما لا يأتي لاول مرة الى اسرائيل كرئيس (فقط) كي يضع اكليل ورد في "يد واسم" (مؤسسة الكارثة والبطولة). وفوجئت محافل في واشنطن أمس من توقيع النشر الاصلي في القناة 10، وبالاساس لم يكونوا جاهزين مع أجندة. ولكن من بالفعل اطلعوا على الامر رووا بان الرئيس ينوي منح دفعة اخرى، ربما أخيرة؟ - في محاولة لاستئناف المسيرة السياسية وخلق مسار قابل للتطبيق لاتفاقات دائمة بين اسرائيل والفلسطينيين.

        يوشك اوباما على أن يفعل الامر الذي أوصي بان يفعله المرة تلو الاخرى في الولاية الاولى: الحديث الى الجمهور الاسرائيلي، حتى من فوق راس الحكومة. اوباما، في حينه، تجاهل هذه النصائح. فقد أراد أن يكون مشاركا بشكل جزئي جدا في المسيرة السياسية؛ ضمن امور اخرى كي لا يلتصق الفشل بادارته. كما أنه فهم بان ائتلاف نتنياهو لا يسمح له على اي حال بالتقدم الحقيقي – "ونحن لا يمكننا ان نريد هذا اكثر من الاطراف أنفسهم"، على حد تعبيره.

        بعد هذه الانتخابات، تغير الواقع. فقد تحرك الناخب الاسرائيلي نحو الوسط. رئيس الوزراء، حسب كل تحليل في واشنطن، أسير أحزاب الوسط مع مناهج أكثر اعتدالا. ويريد الامريكيون ان يمسكوا باللحظة، ويمكن لاوباما أن يستغلها كي يبث الريح في أشرعة الحكومة الجديدة. ريح اليسار، اذا كان لاحد ما شك. فالى اي حد سينجح في ذلك؟ الى اي حد، خلف الكواليس، سيحاول البيت الابيض ان يحقق موافقة الطرفين على استئناف فوري للمحادثات؟

        رسميا، لا يزال الفلسطينيون يطالبون بتجميد البناء في المستوطنات في الطريق لمفاوضات سياسية. الى اي حد سيقفون خلف هذا الشرط القديم، اذا ما ضمن الامريكيون لهم بان يكون تقدم حقيقي؟ يبدو أن لا. الصيغة المحتملة هي وعد اسرائيلي (خطي) يعيد تأكيد التزاماته خطاب بار ايلان، ربما مع اضافة قول صريح من نتنياهو  عن النية الى الوصول الى تسوية.

        إذن نحن سنرى، على ما يبدو، خطابا في الكنيست. رئيسا، في ولاية ثانية، وبلا قيود سياسية ذات مغزى، يتحدث عن الحاجة للسلام. عن المصلحة الاسرائيلية في تحقيقه. عن الزمن الملح. وهو سيبذل جهدا كي يأسر الاسرائيليين بسحره. واذا ما حاكمنا الامور بناء على نسبة التأييد التي يحظى بها الان في الولايات المتحدة، فانه سينجح ايضا.

        توقيت النشر يساعد نتنياهو بالطبع في عملية تشكيل الحكومة. فهو يمارس ضغطا هائلا على يئير لبيد، تسيبي لفني، وآخرين للارتباط برئيس الوزراء. فالمسيرة السلمية قد تستأنف. ريح جديدة تهب من واشنطن. وسيكون سهلا جدا على نتنياهو أن يطلب من شركائه المحتملين الكف عن الانشغال بالصغائر مثل التجنيد للجميع، عندما تكون حاجة بعد لحظة لمواجهة حديث أمريكي اسرائيلي على اعلى المستويات، وفي المواضيع الاكثر حرجا لمصالحنا الاستراتيجية. ناهيك عن المسيرة السياسية، الامر الذي يوجد في رأس سلم الاولويات (ظاهرا) لبيد.