خبر كيري يطالب الكونغرس بالإفراج عن 200 مليون دولار للفلسطينيين

الساعة 02:17 م|05 فبراير 2013

فلسطين اليوم

أكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، أمس الإثنين، أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري ينوي متابعة مكالماته الهاتفية مع كل من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ورئيس وزراء "إسرائيل" - الذي يعمل على تشكيل حكومته الجديدة- بنيامين نتنياهو، والتي أجراها الأحد بخطوات ملائمة لإنعاش عملية السلام.

وقالت نولاند، في إطار ردها على أسئلة دوت كوم، بخصوص أي التزامات محددة من قبل الولايات المتحدة كما من الطرفين: "قام الوزير كيري بإعطاء تعهد حقيقي وشخصي إلى جانب التزامنا الوطني لمساعدة الطرفين، بالعودة إلى مائدة المفاوضات ودعم جهود السلام".

وأوضحت بشأن القلق الذي يعتري واشنطن بخصوص الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، بسبب حجز الأموال الأمريكية التي تمت الموافقة عليها للسنة المالية لعام 2012، ولا تزال تقع رهن الحجز في الكونغرس الأمريكي، إلى جانب استمرار "إسرائيل" حجز أموال الضرائب الفلسطينية: "إننا نشعر بالقلق بسبب المأزق المالي الذي تقع فيه السلطة، والذي يجب حلّه كأولوية لاستمرار عملية السلام، والإبقاء على الفلسطينيين كشريك حيوي في هذه العملية"، مبينة أن الإدارة الأمريكية لعبت دوراً ملحوظاً في الإفراج عن جزء من أموال الضرائب المحجوزة لدى لـ "إسرائيل".

وأكدت نولاند أن "المبلغ المالي المخصص للفلسطينيين والذي لا يزال قيد الاحتجاز يبلغ 495 مليون دولار لعام 2012 المالي، وأن كيري وضح نيته باستمرار البحث مع الكونغرس للإفراج عن هذه الأموال، خاصة الـ200 مليون دولار المخصصة لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني".

يشار إلى أن "إسرائيل" أفرجت عن مئة مليون دولار من أموال الضرائب الفلسطينية المحجوزة وهو ما يضاهي شهر واحد من مجموع هذه الضرائب.

ولم تحدد نولاند ما إذا كان وزير الخارجية الجديد جون كيري سيقوم بزيارة "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية والمنطقة إثر تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة.

وفي قضية متعلقة، رفضت نولاند إعطاء تقييم للدراسة التي نظمتها ومولتها الحكومة الأمريكية لقياس مدى "التحريض الذي يمارسه الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي ضد بعضهما البعض في مناهج الدراسة"، رغم محاولة الصحفيين المتتابعة لدفعها بالإفصاح عما إذا كانت الإدارة الأمريكية تتخذ موقفاً واضحاً من أي من الطرفين بهذا الخصوص، مكتفية بإلقاء اللائمة على الطرفين.

وتظهر الدراسة المذكورة التي مولتها الحكومة الأمريكية ونشرت نتائجها أمس، أن "الإسرائيليين" والفلسطينيين يصوران بعضهما كأعداء في الكتب المدرسية وينفي كل منهما بشكل كبير تاريخ الطرف الآخر ووجوده.

وقالت اللجنة التي تتألف من علماء اجتماع مسلمين ويهود ومسيحيين، تابعة لمجلس المؤسسات الدينية في الأراضي المقدسة في تقريرها "إن الشبان الصغار يرثون من خلال الكتب الدراسية صراعاً مستمراً منذ نحو مئة عام على الأرض والشرعية".

وأشارت الدراسة إلى أنه وعلى مدى أكثر من عشر سنوات قامت الدول المانحة للسلطة الفلسطينية بالتحقق من المزاعم الإسرائيلية المتعلقة بالتحريض على العنف وحتى معاداة السامية في الكتب المدرسية الفلسطينية، لكن التقرير قال "إن الجانبين يتحملان اللوم على غرس هذا العداء".

وقال أحد الباحثين المشاركين في الدراسة من جامعة تل أبيب يدعى "دانيال بار تال" في مؤتمر صحفي: "أن الكتب المدرسية تعرض روايات لتحفيز أفراد المجتمع على أن يكونوا جزءاً من الصراع".

ولاقت الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة رد فعل قوي من الحكومتين حيث عبر الفلسطينيون عن سعادتهم لتضمين إسرائيل في دراسة شاملة، في حين وصفت إسرائيل -التي قاطعت التحقيق- الدراسة بإنها "متحيزة وغير مهنية".

وفحص فريق البحث الذي يتحدث اللغتين العربية والعبرية 168 كتابا مدرسيا، واستهدف الحالات التي تتعرض بالنقاش للآخر، وصنّف الفقرات المتعلقة بالآخر بواحدة من خمس تسميات من "سلبية للغاية" إلى "إيجابية للغاية".

كما أشارت الدراسة إلى كتاب مدرسي ديني إسرائيلي مقرر على الصف الرابع، يظهر "أن "إسرائيل" دولة شابة محاطة بأعداء مثل حمل صغير وسط 70 ذئبا".

ووجدت الدراسة أيضا أن المدارس الحكومية الإسرائيلية تتصدى للنواحي السلبية في تاريخها مثل مذابح 1948 بحق المدنيين الفلسطينيين العزل بشكل مباشر، مقارنة بما تفعله المدارس الدينية الإسرائيلية والمدارس الفلسطينية.

يشار إلى أن السلطة الفلسطينية أبقت على استخدام الكتب المدرسية الأردنية والمصرية إلى أن بدأت في كتابة المنهج الخاص بها في عام 2000.

وقدمت وزارة الخارجية الأمريكية 500 ألف دولار لإجراء البحث بعد دراسة أجرتها بنفسها في مراجعتها الحقوقية السنوية للوضع في الأراضي الفلسطينية عام 2009، والتي انتقدت خلالها الكتب المدرسية الفلسطينية بوصفها "غير متوازنة ومنحازة وعديمة الدقة".

ورحب رئيس الوزراء الفلسطيني د.سلام فياض بنتائج الدراسة الجديدة وقال في بيان صادر عن مكتبه "إن الدراسة برّأت ساحة الكتب المدرسية الفلسطينية من الاتهام الفاضح بأنها تحرض على الكراهية تجاه الآخر".

وسيتم مناقشة الموضوع بندوة في نادي الصحافة في واشنطن يوم غد الأربعاء.