تقرير المحرر السعدي: الأسرى عقدوا العزم على تنظيم إضراب « جماعي وشامل » قريباً..

الساعة 08:40 م|04 فبراير 2013

غزة (حديث خاص)

أعلن المحرر بسام السعدي مساء اليوم الاثنين أن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي سينظمون إضراباً جماعياً مفتوحاً عن الطعام تضامناً وإسناداً مع الأسرى المضربين عن الطعام.

وقال الشيخ السعدي : “تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية ستشهد الأيام القادمة تنظيم إضراب مفتوح عن الطعام وشامل في كل السجون والأقسام الاسرائيلية، سيشهد له التاريخ ويضاف إلى إنجازات الحركة الأسيرة داخل السجون”.

وكانت قوات الاحتلال أفرجت مساء الاثنين 4/5/2013م عن الشيخ بسام السعدي "53 عامًا" القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فيما تواصل اعتقال زوجته منذ عدة أشهر. 

وأوضح أن الأسرى لم يعلنوا بعد عن "ساعة الصفر للإضراب" وتركوها مجهولة التوقيت لأسباب امنية، وحتى تنال الهدف المرجو من الإضراب، ولتفويت الفرصة على إدارة السجن من محاولة اتخاذ التدابير اللازمة تجاه تلك الخطوة.

وأضاف السعدي :"الإضراب الجماعي للأسرى سيرفع من الروح المعنوية لدى الاسرى المضربين عن الطعام، وسيحقق نجاحاً أكبر على صعيد انجازات الحركة الاسيرة، وسيلحق هزيمة جديدة تضاف لمسلسل هزائم إدارة السجون الإسرائيلية".

 "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تحدثت الى الشيخ المحرر بسام السعدي عقب الإفراج عنه، حول قضايا عدة تعنى بالأسرى داخل سجون الاحتلال.

 

معركة الإرادة

وأكد الشيخ السعدي أن معركة الإرادة التي يخوضها الاسرى شكلت عامل "قلق وخور وضعف وانهزامية" لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال :"الشيخ خضر عدنان دشن لمعركة الكرامة وانتصر فيها وهزم الإدارة والإرادة للمؤسسة الإسرائيلية قاطبة، وتبعه الاخت المجاهدة هناء شلبي والتي هزمت الكيان بجوعها، وتبعهم ثلة من المجاهدين الابطال، والقافلة لا تزال طويلة ومستمرة لحين تحقيق الحرية المطلوبة".

وأضاف الشيخ السعدي :"فرحتي اليوم وانا طليق السجن والسجان للأسف منقوصة، لأننا تركنا خلفنا مئات الاسرى الابطال من المضربين عن الطعام امثال البطل جعفر عزالدين وايمن الشراونة وسامر العيساوي وطارق قعدان والقافلة تطول، واخرين من المؤبدات العالية الذين يعانون الامرين بالسجون الإسرائيلية".

ولفت الى ان الحالة الصحية للاسرى المضربين عن الطعام تزداد سوء يوماً بعد يوم، إضافة لفقدهم اوزان من اجسادهم، مشيراً بالوقت ذاته الى صمودهم الاسطوري واستمرارهم بالإضراب رغم الحالة التي وصلوا لها.

وفي كلمة وجهها للأسرى الابطال قال السعدي:" اقول لهم ما قاله الله تعالى "يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" .. اعلموا انكم في الخندق الامامي للدفاع عن الحقوق المسلوبة، وايقنوا ان النصر حليفكم وان قضيتكم منتصرة  .. وقريباً بيننا تنعمون بالحرية".


هجمة شرسة

وأكد السعدي ان ادارة السجون باتت بالفترة الاخيرة تتعامل بشكل وحشي مع الاسرى الفلسطينيين وتتعمد إذلالاهم وحرمانهم ابسط حقوقهم الإنسانية التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية والانسانية واصفاً ذلك بـ"الهجمة الشرسة".

واوضح ان قوات الاحتلال تبتغي من وراء تلك السياسات العنصرية تجاه الاسرى النيل من إنجازات الحركة الأسيرة, حيث قال :"الهجمة الإسرائيلية متواصلة وشرسة وتهدف لسحب الإنجازات التي حققتها الحركة الأسيرة بدمائها وجوعها وعطشها منذ عقود مضت".

وذكر السعدي ابرز تلك الانتهاكات التي تقترفها إدارة السجون بحق الاسرى وهي : التفتيش العاري، وحالة الإهمال الطبي المتعمد، والحرمان من الزيارة (خاصة اسرى قطاع غزة)، والحكم الإداري، والعزل الانفرادي.


الوحدة الفلسطينية

ويقول السعدي :"إن المطلب الاساسي والوحيد الذي يرجوه الاسرى داخل سجون الاحتلال من القيادات الفلسطينية واصحاب القرار وطرفا الانقسام الفلسطيني هو التوحد العملي الذي يطبق على ارض الواقع، ولا بد من التقدم خطوة نحو ذلك والإسراع باتجاه رأب الصدع الفلسطيني وانهاء حالة الانقسام".

واضاف :"ان اكثر ما يؤلم الاسير الفلسطيني بالسجون الاسرائيلية هو حالة الانقسام الفلسطيني، التي اضرت بقضيته وحرفت مسار الهدف الذي سجن من اجله".

ودعا الشيخ السعدي القيادات الفلسطينية الى ضرورة الإسراع بإجراء مصالحة حقيقة وواقعية ملموسة, بعيداً عن الشعارات التي ملً الفلسطيني سماعها.


رسالة من الاسرى

واوضح الشيخ السعدي ان التضامن الشعبي والرسمي مع قضية الاسرى بسجون الاحتلال لم ترق بعد لتضحياتهم وطموحاتهم واصفاً اياها بـ"الضعيفة".

وقال السعدي في رسالة شفوية حملها من الاسرى الى الشعب الفلسطيني عامة :"مزيداً من الوقوف الى جانب قضيتنا وتضامنوا من اجلنا وكثفوا من دعمكم تجاهنا ولا تتركونا لقمة سائغة للعدو الإسرائيلي".

واضاف :"عندما كنا نشاهد بعض الاعتصامات والوقفات التضامنية مع الاسرى كنا نفرح،  لكن بالوقت ذاته ينتابنا الحزن والضيق الشديدين نظراً للقلة التي تحضر الوقفات".

وتوجه السعدي بالتحية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وامينها العام الدكتور رمضان عبدالله شلح على الوقفة الجادة تجاه الاسرى والفعاليات المساندة التي شهدتها الاراضي الفلسطينية الفترات الاخيرة الى جانب القوى الوطنية والإسلامية.

 

فرحة الاستقبال والم الفراق

وعبر المحرر السعدي عن بالغ سعادته بالاستقبال الجماهيري الحاشد الذي حظي به حيث قال :"تنتابني فرحة عارمة جراء الاستقبال الجماهيري الكبير الذي شاهدته من المواطنين والاطفال والنساء والشباب والشيوخ على ارصفة ومفترقات الطرق وعلى البيوت .. فرحة لا توصف..".

"لم أكن اتوقع ان اقابل بحجم ذلك الاستقبال، وهذا بالفعل يوم مميز ويختلف كل الاختلاف عن سابقه من الاعتقالات والتحرر" قول السعدي.

وكان في استقباله لدى اطلاق سراحه من سجن عوفر، عدد من قادة وعناصر حركة الجهاد الاسلامي على رأسهم الشيخ خضر عدنان، وممثلون عن القوى والفصائل الفلسطينية، وعائلته، وحشد من أهالي المخيم.

لكن الشيخ السعدي سرعان ما بادر بقوله :"لكن الفرحة منقوصة ومشوبة بغصة، لسبب وجود  زوجتي نوال السعدي  (ام ابراهيم) داخل السجون الاسرائيلية وعودتي الى البيت دون الزوجة، ولكن اتمنى لها الافراج القريب والعاجل هي وباقي الاسرى والاسيرات".


طهو أم (ابراهيم)..

وانهى المحرر الشيخ السعدي بممازحة -والتي تعبر عن صميم المعاناة والم الفراق- قائلاً :"كما أن (ام ابراهيم) تجيد الطهي، وانا بصراحة بعد قضاء تلك الفترة بالسجن اشتقت لطهو طعامها... اعادها الله الينا سالمة غانمة لأننا وعائلتها وابنائها اشتقنا لها".

يذكر أن الأسيرة نوال السعدي اعتقلت في 5/11/2012م  وتقبع حالياً في سجن هشارون، ويماطل الاحتلال بمحاكمتها، وتؤجل محكمتها في كل مرة.

والجدير ذكره بان الشيخ بسام السعدي هو والد الشهيدين ابراهيم وعبد الكريم من مجاهدي سرايا القدس في مخيم جنين، واعتقل معظم افراد عائلته للضغط عليه، واعتقلت زوجته للمرة الثالثة في الانتفاضة، واستشهدت والدته ونجل شقيقة، ويعتبر من الرعيل الاول والمؤسسين لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، وكان مبعدا الى مرج الزهور مع عدد من قادة الجهاد وحماس في العام 1993 م .