خبر دعوا السلاح يصل الى حزب الله -هآرتس

الساعة 10:19 ص|04 فبراير 2013

بقلم: شلومو غزيت

        (المضمون: إن نقل السلاح السوري الى حزب الله أفضل من ان يبقى في سوريا ويقع في أيدٍ وجهات غير مسؤولة - المصدر).

        هاجمت طائرات سلاح الجو الاسرائيلي، بحسب مصادر اجنبية، ودمرت قافلة سيارات كانت ترمي الى نقل سلاح حديث من سوريا الى حزب الله في لبنان. فاذا كانت هذه هي الحقائق حقا فانه بُت قرار في اسرائيل يقوم على القرص القديم الذي يرى ان سوريا بشار الاسد هي جزيرة استقرار أما لبنان حزب الله فهو العدو الذي ستحتاج اسرائيل الى مواجهته مرة اخرى في المستقبل غير البعيد.

        اليكم عددا من الحقائق ينبغي أخذها في الحسبان:

        مر نحو من سبع سنوات على حرب لبنان الثانية وأصبحت الحدود اللبنانية من أكثر حدودنا هدوءا واستقرارا. وكل ذلك برغم الكلام المسموم الذي يُسمعنا إياه زعيم حزب الله حسن نصر الله عن اسرائيل والرغبة في تدميرها. وما يزال تأثير الردع الذي نشأ في الحرب على حاله بل ان هذا الرد قوي في السنين الاخيرة خاصة منذ تحولت منظمة حزب الله الى شريكة فاعلة في ادارة الدولة اللبنانية وهي تحرص أشد الحرص على ألا تلقي الدولة مرة اخرى في هرج الحرب ومرجها.

        إن الدولة اللبنانية خاصة التي عرفت حربا أهلية قاسية طويلة هي اليوم جزيرة استقرار وهدوء في العالم العربي الذي حولها. ولكل الجهات السياسية في بيروت هدف واضح فهي تسعى الى الابقاء على الهدوء والحفاظ على التوازن اللطيف بين الطوائف المختلفة وعلى اعادة بناء الدولة وعدم العودة الى الحرب.

        إن النظام القوي المستقر لعائلة الاسد الذي حكم دمشق وهو نظام عرفناه جيدا واعتمدنا على تصميمه على الوفاء باتفاق فصل القوات الذي وقع عليه في سنة 1994، إن هذا النظام قد اختفى ولم يعد موجودا. وليس من المهم اليوم هل يختفي الرئيس الاسد في الاسابيع القريبة أم في غضون بضعة اشهر أو في السنة التالية – فسوريا اليوم في وضع اضطراب حكم ويتوقع ان تمر فترة طويلة الى ان ينشأ هناك استقرار وهدوء مرة اخرى.

        لن تكون الجهات السياسية التي ستوجد وراء الحدود في سوريا أقل عداءا لاسرائيل من حزب الله اللبناني، فلن تكون هناك سيطرة مركزية على مستودعات السلاح التي ستقع في أيديها.

        ما لم يوجد حل سياسي يضمن نظاما مستقرا في سوريا، وما لم توجد لاسرائيل طريقة لنقل السيطرة على الوسائل القتالية الحديثة وغير التقليدية الموجودة اليوم في سوريا الى أيدٍ ذات مسؤولية فان الجواب واضح. عندنا اختياران فقط نختار منهما: فاما ان يبقى السلاح على ارض سوريا ويقع في أيدي العصابات المسلحة هناك التي لا تعتبر جميعا من محبات صهيون، وهي عصابات مسلحة ستكون موجودة في الجولان وراء خطوط اليوم؛ وإما ان ندع القوافل تنتقل الى لبنان وندع بشار الاسد يحقق خطته وهي إبعاد السلاح عن سوريا كي لا يقع فقط في أيدي قوات المتمردين التي تواجهه.

        إن استنتاجي واضح وهو ان مصالح اسرائيل وبشار الاسد متشابهة لاسباب مختلفة تماما. فعلينا ان نبارك قوافل السلاح التي تخرج الى لبنان وان ندعها تمر في أمن. هذا هو السلوك الجديد وهو بعيد عن أن يكون مثاليا لكنه أفضل بلا شك من بديله.