منافية لمعايير السلامة..

بالصور « علب سردين » تنقل طلاب رياض الأطفال.. فأين المسئولين؟!!

الساعة 09:47 ص|03 فبراير 2013

غزة (تقرير خاص)

يُحشر يومياً عشرات الطلاب داخل مركبات نقل الطلبة –خاصة طلبة رياض الأطفال- بصورة مأساوية تتنافى والقوانين المرورية ومعايير السلامة، لتجد في تلك المركبات أضعاف حمولتها حيث لا تجد مكان لقدمِ طفلٍ ولا ترَ إلا مجموعات من الطلبة تصرخ وتستغيث من شدة التزاحم والتمايل.

وتكمن الكارثة (لا قدر الله) في حال وقوع حادث جراء تلك الحمولة الزائدة وهو ما ينتج عنه ما يندى لها الجبين.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تحدثت إلى بعض أهالي أولئك الطلبة، وسائقي تلك المركبات، وأصحاب الاختصاص من الشرطة المرورية ومدى متابعتها للظاهرة.


مخالفة للسلامة..

الأم دعاء السرحي (35عاماً) والتي تودع ابنها ذهاباً وإياباً من وإلى روضته "بقلق وبحذر" شديدين تقول :"مركبة النقل (فلوكس واجن) غير مهيأة البتة لنقله من وإلى الروضة نظراً للمشاكل التي تعتريها والخطورة التي تكمن بداخلها، ناهيك عن الحمولة الزائدة التي يتعمدها السائق بلا وجه حق –مع العلم أننا ندفع له ثمن الأجرة المناسب- لكن أجد ابني أخر اليوم مرهق ومتعب نظراً لعدم وجود كرسي خاص له داخل الباص وحالة الإذدحام التي تعاني منها المركبة".

(الحمولة) وتمنح الشرطة المرورية للباص فولكس واجن (7+ 1) ترخيصا بحمولة 16 طفلا، وميني باص (10+1) ترخيصا بحمولة 25 طفلا، فيما يمنح باص كبير (19+1) ترخص بحمولة 30 طفلا.

وأوضحت السرحي أن سائق المركبة بتعليمات من مربيات الفصول لإحدى رياض الأطفال بالمنطقة يقل حمولة مضاعفة عن الطاقة الاستيعابية للمركبة وعن القوانين المروية مشيرة عدم وجود رقابة مرورية على تلك المركبات الخاص بنقل الطلبة على حد قولها.

وتضيف السرحي :"نتيجة الحمولة الزائدة ينتظر ابني ما يقارب الساعة الكاملة داخل المركبة حتى ينتظر تفريغ السائق للطلبة الآخرين وهو ما يشكل خطورة على صحته جراء الوقوف الملازم لفترات كبيرة".

وتشير إلى أنها والعديد من العائلات وأهالي الطلبة أجروا حديثاً مع سائق المركبة بهدف تخفيف الحمولة عما هي عليها، إلا انه رفض التخفيف قطعياً.

"ولكن ما يجبرني على أن أوفد ابني مع هذا السائق "المتعجرف" هو أنه لا توجد بمنطقتنا البعيدة عن الخطوط العمومية سائق أخر وهو سائق أقرب روضة على الحي الذي اقطن فيه" بهذا اختتمت السرحي حديثها.

خوف وذعر !!

المواطن حسن عليان (45 عاماً) أوضح أنه بالأغلب الأعم عدم مراعاة سائقي مركبات نقل الطبلة –خاصة رياض الأطفال- لمعايير السلامة داخل تلك المركبات حيث أنها تفتقد إلى العديد من المقومات أولها زيادة حمولة الطلبة الركاب إلى ما يقارب الضعف.

جدير بالذكر انه بالأشهر السابقة وقعت حادثة مؤلمة وهي ما عرفت باسم حادثة جبع التي راح ضحيتها 6 مواطنين أغلبهم من الأطفال، إضافة لمعلمتهم، فيما أصيب 20 آخرين وصفت جراح 8 منهم بالخطيرة وأرجعت بعض التحقيقات الجنائية إن ما زاد من وقوع الضحايا الزيادة المضاعفة للحمولة من الأطفال.

ويقول عليان:"ينتابني الذعر والخوف الشديد عندما أرى عشرات الطلاب في جو غير سليم داخل المركبة الواحدة يتزاحمون بصورة هستيرية وسائق المركبة لا يبالي بتلك الأعداد".

وأضاف :"لا بد من وضع حد لتلك الخروقات المرورية وتلك الظاهرة العبثية التي باتت تشهدها كل مركبة لنقل الطلبة واخص بالذكر منهم طلبة رياض الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 7 أعوام".

ولفت إلى أن المسؤولية الكبرى في تلك الحالة أو في حدوث مكروه –لا قدر الله- تتحملها  الحكومة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص الشرطة المرورية.

وأشار إلى أنه في حالة حدوث –لا قدر الله- حادث ما فإنه بالغالب سيكون مدمر لألئك الطلبة نظراً لما تحويه من أعداد ضخمة لا تتناسب والمركبة.


سردين !!

أما سائق الباص (فلوكس واجن) حسن – ج (52 عاماً) والذي كان يحشر طلبة رياض الأطفال "كعلب السردين" داخل المركبة  اقر فور حديثه لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بمخالفته المرورية لنظام الحمولة حيث قال :"أعلم جيداً أنني مخالف لقوانين المرور وأخشى مخالفة رجال الشرطة لكنني لم أتعرض طوال فترة عملي لمخالفة مرورية".

وبرَرَ سبب زيادة حمولتها بأسباب واهية أمام سلامة الطلبة حيث قال :"سبب الحمولة أن المركبة الخاص بي لا تستطيع نقل أعداد كبيرة بالحجم القانوني، وكثرة أعطال سيارتي، وقلة الأجرة التي أجبيها من أهالي الطلبة، ولو أريد أن أنقل بالشكل القانوني سأتأخر عن موعد الروضة الذي حددته لي مديرة الروضة وبالتالي قطع رزقي".

وأكد أنه في حال حدوث أي مكروه فإن الطلبة هم من سيتحمل العواقب وستكون كارثية ومأسوية على الجميع حسبما قال.

ولفت إلى أن ما يشجعه على نقل حمولة زائدة هو وجود مركبات أخرى تقل حمولة أكثر منه.

 

إقرار ومتابعة

بدوره أقر مدير عام شرطة المرور المقدم على الناجي بوجود إشكالية الاكتظاظ الطلابي داخل باصات المدارس ورياض الأطفال إلى جانب عدد كبير من المشاكل التي تتعلق بسلامة المركبة من الناحية الميكانيكية وسلامتها على الركاب وتأثيرها سلبياً على الطلبة داخله.

وأكد الناجي أن شرطة المرور حررت العديد من المخالفات المرورية إلى جانب حجز العديد من السائقين لتلك المركبات أو حجز رخصهم ومركباتهم ممن يخالفون التعليمات والنظام العام المعمول به.

وقال المقدم الناجي :"بالفعل ظاهرة الإكتضاظ الطلابي داخل الباص الواحد منتشرة وبكثرة بما يخالف القانون لكن القوات والحملات المرورية إلى جانب وزارة النقل والمواصلات والسلامة على الطرق جنباً إلى جنب تتابع الإشكالية وتضع يومياً الحلول للحد منها عن طريق المخالفات والجانب الإرشادي".

وأضاف :"إن ما يدفع سائق باص لرياض الأطفال من نقل حملولة زائدة من الطلاب -في بعض الحالات الضعف- هو دافع التوفير من الناجية المادية والعجلة من ناحية الوقت ولكن ذلك لا يعفيه من الحفاظ على النظام العام".

وأوضح الناجي خطورة إذدحام الطلبة داخل المركبة الواحدة  مشيراً أن عواقبها الضررية وخيمة على الطلبة :"فزيادة الحمولة يؤدي إلى عدم السيطرة على المركبة وبالتالي انزياحها عن مسلكها وإمكانية انقلابها –لا قدر الله- ويتحمل بذلك أكبر الضرر الطلبة".

من الإشكاليات التي تتعلق أيضاً بالمركبات الخاصة بنقل الطلبة افتقادها لمعايير السلامة كوجود معلمه بجانب الطلبة باتجاه الباب اليمين، وافتقاد المركبة لإطفائية ومعدات السلامة الأخرى من الناحية الفنية.

واختتم المقدم الناجي حديثه داعياً المواطنين إلى ضرورة التبليغ عن كل من يخالف قوانين السير فيما يتعلق بمركبات نقل الطلبة ويتعمد زيادة الحمولة بشكل يخالف القانون.

  


رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال
-
رياض اطفال