بالصور موهبة الستين..الحرب على غزة تُعيد مواطن إلى العصر « الفرعوني »!!

الساعة 09:04 ص|02 فبراير 2013

غزة (تقرير خاص)

لم تلمس أنامله يوماً مطرقة أو مبرد، ولم يكن في يوم من الأيام نحاتاً ولا رساماً، لكن حرب "إسرائيلية" ضروس أَكَلت الأخضر واليابس فُرضت عليه إقامة جبرية أَبَى إلا أن يكسرها عن طريق فضح قوات الاحتلال بمنقوشاتٍ ورسوماتٍ يشهد لها التاريخ ولتصبح مع مرور الأيام لعنة على الاحتلال وجيشه.

المواطن عبد اللطيف أبو كرش (60 عاماً)..لم يستسغ الركون أو الاستسلام لما فرضته عليه قوات الاحتلال من إقامةٍ جبريةٍ في بيته التي لا تقاس أمتاره إلا بعدد أصابع اليد، فَقَرر جاهداً أن ينحت من الحجر ما يلقن به جيش الاحتلال الغاشم دروساً بالتاريخ والأصالة.

نحت الصخر

عبد اللطيف الذي حاوره مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، أكد أنه لم يعهد في حياته الركون والانزواء وكان دائم الحركة كثير التنقل حتى جاءت الحرب الإسرائيلية 2008/2009م وأجبرت الجميع على لزوم المسكن لكنه قرر أن يكسر العزلة وينطلق لمقارعة الاحتلال عن طريق الحجر والصخر والقلم".

عبد اللطيف الذي لم تتحرك يديه يوماً في نقشٍ منحوتة ولا تلمس مطرقة أو مبرد بدأ في فك تلك العزلة التي قرر كسرها بأخذ ما جاد عليه مخزنه القديم المتهالك من بقايا صخرية وأدوات يستخدمها في النحت.

"لم أتصور في يوم من الأيام أن أنحت بالصخر وأخرج لوحات بهذا الشكل وهذه الرمزية، وأتمنى أن يمد الله بعمري حتى أنجز في هذا الإتحاه أكثر وأكثر"، يقول عبداللطيف.

ورغم قلة الإمكانيات التي كانت في حينها لعبد اللطيف إلا أنه استطاع أن يبدأ مشواره بعد عمر الستين مبتغياً الهدف والوسيلة ولأن الهدف أسمى تحركت الأدوات في سبيل تحقيقه فيقول عن أهدافه:"الهدف من الفكرة والنحت هو أن يصبح الحجر والمطرقة والمبرد أداة من أدوات مقاومة الاحتلال وان تصبح أقلاماً تكتب تاريخ فلسطين وان تبرز القضية الفلسطينية وجاهد أهلها".

 جدير بالذكر أن عبداللطيف أمضى خمسة أعوام في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" على فترات مختلفة.

وعن منحوتاته ومن أين جاءته الفكرة قال :"الفكرة استهوتني رغم إنني لم أنحت بحياتي، عندما زرت مصر وخاصة مدينة أسوان والأقصر والجيزة ونظرت إلى المصريين ومدى اهتمامهم وتقديسهم لحضارتهم وتاريخهم، فعقدت العزم على عمل منحوتات على الطريقة الفرعونية تجسد القضية الفلسطينية".

 الحرق على الخشب

وابتكر عبداللطيف قبل 5 أشهر فن الرسم عن طريق الحرق على الخشب، وتقوم فكرته على استخدام (جهاز الكاوي) واستخدامه كقلم لرسم الصور على الواحٍ خشبية.

ويضيف :"فن الرسم عن طريق الحرق على الخشب هي من إبداعاتي، والجميل بالرسم بالحرق أنه لا يذوب ولا ينته ولا يبلَ مع مرور الزمن ويتحمل عوامل التلف".

وعن طريقة الرسم بالحرق استطاع رسم العديد من اللوحات التي جسدت القضية الفلسطينية ووجوه العديد من قيادات ورموز الشعب الفلسطيني، هادفاً من ورائها تذكير أبناء الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بجهاد وتضحيات أولئك القادة.

ومن منحوتاته ورسوماته: الجمل، والصقر، والبوم والضباط الأربعة والقاضي، والقدس وللأسرى في سجون الاحتلال، والمرأة الفلسطينية المجاهدة، وخارطة فلسطين التاريخية، لافتاً إلى أن لكل منقوشة أو رسمه خطتها يداه "قصة وحكاية".

ويشارك عبداللطيف بـ (25) منحوتة ورسمه في معرض بروكسل الشهير تحت عنوان (صالة مركز الأقصى)، كما وشارك بعشرات اللحوحات والمنحوتات في معارض محلية أقيمت بالقطاع.

لكن عبداللطيف يعاني مما وصفه بحالة الإهمال بالفنان الفلسطيني من قبل وزارة الثقافة بغزة حيث قال :"الفنان الفلسطيني خاصة بالقطاع يعاني الإهمال وقلة التشجيع والرعاية المناسبة لموهبته وطموحه وعدم إيجاد مناخ مناسب لإبراز موهبته، ونتمنى من المسئولين الاهتمام بالجانب الذي يؤرخ للقضية الفلسطينية عن طريق الفن ويحفظ التاريخ من الضياع".

ورحب عبداللطيف في نهاية حديثه في استقبال المواطنين والهواة  في بيته المتواضع لرؤية إنجازاته ومنحوتاته ورسوماته.

 
نحات من غزة

 -
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة
-
نحات من غزة