خبر يوجد ماضٍ- يديعوت

الساعة 11:51 ص|31 يناير 2013

يوجد ماضٍ- يديعوت

بقلم: أمنون شاموش

        (المضمون: أضاعت شيلي يحيموفيتش وناس حزب العمل حولها فرصة ذهبية للحصول على أكبر عدد من النواب في الانتخابات الاخيرة. - المصدر).

        صوتُ لحزب العمل برغم شيلي يحيموفيتش. فقد أدارت ظهرها إلي والى أمثالي من الناس المتصلين اتصالا عقائديا عميق الجذور بحركة العمل. فقد كنت أصوت منذ سن الثامنة عشرة لذلك الحزب ما عدا مرة واحدة تركت فيها عضويتي ونشاطي فيه وعاقبته وعاقبت نفسي بالتصويت لحزب موضة بلا جذور انشأه ناس أخيار ودودون ساذجون جرهم الساسة المحنكون وداسوا عليهم.

        ما جئت أعترض على زعامة شيلي، فهي لم تُحدث هزيمة بل أحدثت فقط ضياع فرصة ذهبية، لكن من المهم عندي ان تستخرج هي ورفاقها دروسا من أخطائهم الشخصية والعامة. قد لا يكون من الصدفة ان اسمها "شيلي" (لي). إن الكلمة الثانية التي تعلم ابن حفيدي نطقها هي "شيلي" (لي). وقد شهدت أمها بأنها أرادت في طفولتها ان تفعل كل شيء "وحدها!" لكنها لم تنشيء حزب العمل ولا يحق لها ان تمحو الماضي ويجب ان تحسب المستقبل باعتباره استمرارا ناميا خارجا من جذور الشجرة القديمة التي نمت في هذه الارض وجذعها؛ لا في الشبكة الاجتماعية، والحكمة هي في إنبات أجنحة من غير انفصال عن الجذور.

        لشيلي أجنحة وخمسون مَلَك اقتصاد وليس عندها أديب واحد. لقد أبعدت الكيبوتسيين الذين حققوا بالفعل ايديولوجية حزب العمل وأبعدت أبناء القرى الزراعية الطلائعية عنها ووجهت عناق الدب لمن استوطنوا اراضي ليست لهم في مناطق ليست لهم مخصصة للشعب الجار. ونسيت الشعب الجار. ونسيت منشئي حزبها. ولم تذكر بكلمة واحدة انه نفس الحزب الذي انشأه بن غوريون وبيرل وشريت وأنه نفس الحزب الذي قُتل رابين على مذبح طموحه الى السلام. وقد لفت الاشتراكية التي يرفعونها في فرنسا بفخر، لفتها بالديمقراطية وأخفتها تحت الحزام.

        هرّبت شيلي وأحيتوفل الامريكي ثلاثة نواب الى ميرتس وثلاثة من كبار مسؤولي حزب العمل – عمير بيرتس وعمرام متسناع واهارون فلنسي – الى "الحركة" المحلقة في السحاب، واثنين أو ثلاثة آخرين الى اولئك الذين لهم مستقبل ولاية واحدة أو اثنتين وتعلمت منهم ما هو الاستبداد. فالزعيم يتحدث ويقرر ويُعين ويمول؛ ويجمع حوله نوعا غريبا من الساكتين. وهي لم تفهم الفرق العميق بين لبيد الذي انشأ حزبا جديدا بنفسه، وبين من تلقى ذخرا سمينا لحزب جذري بنى الدولة من أساسها. إن الجميع يقومون بحركة يمينا دُر، وشيلي لا تتخلف وتتجه الى اليمين. إن التاريخ لن يغفر لحزب يتبجح باسم "العمل" ولا يوجد بين منتخبيه للكنيست كيبوتسي واحد أو واحد من عمال القرى الزراعية من الجليل والنقب والأغوار.

        إن حزب عمل شيلي أضاع فرصة تاريخية للحصول على عدد نواب أكبر من كل حزب آخر (كان يلوح له 22 ولليكود 21) وان يعيد الدولة الى المسارات السليمة لمضاءلة الفروق ودولتين للشعبين وتشجيع العالم الواسع وصديقتنا الكبرى، مثل ميكرونيزيا مثلا واوباما حاكما. كان احتمال ذلك حقيقيا لولا الأخطاء المتسلسلة التي جعلت أشد الموالين يهربون. وهذا مؤلم لذلك وأنا أكتب من اجل ذلك.

        يشعر ناس مثلي، وليس من هم مثلي فقط في اوضاع كهذه شعور ساحل تركه خليج. إننا نتوقع أمطار خير تملأ الوادي القديم الذي جرت فيه الصهيونية السليمة العقل وستجري فيه مرة اخرى مع حركة عملي.

        إن شيلي ومجموعتها الودودة حولها تتجهان الى المعارضة. كل الاحترام! فليس هذا سهلا. لكن ليس من السهل ايضا ادارة الدولة. ان المعارضة الحكيمة تتعلم الدروس التي أفضت بها الى هناك وتهاجم وتُفشل وتُعيق اعمالا للحكومة لا مسؤولية فيها وهي في الأساس تبني نفسها وقوتها لتُقرب الانتخابات التالية ولتفوز فيها. تعلموا من كديما كيف لا تكونون معارضة منتحرة. الى الأمام للعمل! إنني أعد بأن أصوت في الانتخابات القادمة ايضا لـ ... العمل.