تقرير غضب كبير حيال الصليب الأحمر..ما فائدة وجوده إذا كان مقصراً؟

الساعة 10:12 ص|30 يناير 2013

غزة (خـاص)

على الرغم من مرور أكثر من سبعة شهور على معاناة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، ووصولهم لحالة يرثى لها، فضلاً عن تفاقهم معاناة الأسرى الحياتية والإنسانية، والحالات المرضية الصعبة بينهم، إلا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تحرك ساكناً ولا تقم بدورها كما يجب.

المؤسسات المعنية بالأسرى والمحررين، اتهمت الصليب بالتقصير الكبير تجاه الأسرى خاصةً المضربين عن الطعام، وعدم قيامها بدورها المنوط به، الأمر الذي أشعل حالة غضب لدى أهالي الأسرى والمؤسسات المعنية.

لا يوجد مبرر

ياسر صالح المسؤول الإعلامي لمهجة القدس لشؤون الأسرى والمحررين، أكد لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن تقصير الصليب الأحمر تقصيره كبير تجاه الأسرى على عدة اتجاهات من بينها، أن الأسرى المضربين لا يوجد لهم فحص دوري لحالتهم الصحية، كما لا يُراقب العلاج المقدم لهم، كما يُمنع أهالي الأسرى من زيارتهم، وفي بعض الأوقات يتم منع المحامي من زيارة الأسرى.

أما بخصوص زيارات أهالي الأسرى بغزة، فأشار صالح إلى أن زيارتهم لم تعد كما هي، فحتى الآن يتم منع الأطفال من الزيارة ولا يسمح سوى للأب والأم والزوجة فقط، فضلاً عن إشكالية في الجو والطقس واستمرار منع إدخال الملابس والأغطية الشتوية، ورغم ذلك لا يتدخل الصليب الأحمر.

ونوه صالح، إلى قضية الأسير أيمن أبو ستة، حيث تمنع أخته من زيارته خاصةً وأن والده ووالدته متوفيان، وتناشد منذ فترة من أجل زيارته، مؤكداً أن الصليب الأحمر لم يتحرك بشكل جدي من أجل الموضوع.

وحول مبررات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتقصيرها في هذه القضايا، أوضح صالح، أنه لا يوجد مبرر لدى الصليب الأحمر، حيث يحاول عند الاجتماعات التي تعقد إقناع الجميع بأنه يقوم بدور حيادي وكما ينبغي.

وقد اتهم صالح الصليب الأحمر بالتقصير، مؤكداً وجود دراسة جادة لمقاطعة الصليب، أو تحديد العلاقات معه، كما كان يجري في السابق من منع مقابلة مدير الصليب.

ما فائدة وجوده؟

بدوره، أكد عبد الله قنديل مدير العلاقات العامة في جمعية واعد لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الصليب الأحمر المنوط به القيام بالمهمات الإنسانية كعلاقة مباشرة من داخل السجون، لا يقوم بدوره حيث أن الملاحظ تراجع قوي في دور الصليب الأحمر الإنساني، حيث تتفاقم معاناة الأسرى ويغيب عن المحطات الهامة في حياة الأسرى كالإضرابات.

وأضاف قنديل، أن الصليب الأحمر يغيب عن دوره في تقديم العلاج للأسرى المرضى وإجراء عمليات جراحية لهم، بالإضافة إلى غيابه عن ملف الأسرى المعزولين، الذين يعانون معاناة إنسانية كبيرة، فضلاً عن موضوع الزيارات الذي يظهر فيها الصليب الأحمر مقصراً بشكل كبير، وليس له أي تأثير ايجابي في هذا الخصوص.

وأضاف أن السماح المحدود للزيارات لا يُرضى الأسرى وذويهم، والمؤسسات المعنية بالأسرى، بل المنتظر هو أكبر من الدول المبذول الآن، فالصليب الأحمر وجد للدفاع عن حق المظلومين، والقيام بدور محايد.

وشدد قنديل، على أن الصليب الأحمر يفقد الحياد الذي يمثله، وينحاز بشكل كبير للجلاد على حساب الضحية، منوهاً إلى أن الصليب الأحمر لم يفعل شيئاً حيال 207 أسيراً استشهدوا، كان آخرهم المحرر أشرف أبو ذريع.

وتساءل قنديل:" ما فائدة استمرار وجود مكاتب للجنة الدولية للصليب الأحمر إذا لم تقم برفع الظلم عن المظلومين"، مضيفاً: "نحن لا نطلب من الصليب الأحمر أن يفرج عن الأسرى غداً، ولكن على الأقل أن يقوموا بإخبار المؤسسات الدولية بأن ما تمارسه "إسرائيل" هو فظائع إنسانية.

وأكد قنديل، أن هناك مواقف عملية، يتم دراستها للرد على تقصير الصليب الأحمر بما يتعلق بتقصيرهم، منها مقاطعة الصليب لمدة شهر، ومنع موظفي الصليب من الوصول لمكاتبهم لمدة ساعتين أو ساعة، فضلاً عن مطالبات حقيقية بضرورة العمل من أجل الأسرى المضربين عن الطعام.