خبر يوجد مستقبل للتفاوض- يديعوت

الساعة 09:59 ص|30 يناير 2013

يوجد مستقبل للتفاوض- يديعوت

بقلم: دوف فايسغلاس

        (المضمون: يجب العمل في أقرب وقت على اعادة المحادثات السياسية مع القيادة الفلسطينية الحالية وإلا انتقضت الامور على السلطة الفلسطينية وعلى اسرائيل معا - المصدر).

        عبر نتنياهو في خطبته التي خطبها بعد انتهاء الانتخابات فورا عن أمل ان تكون الحكومة القادمة واسعة قدر المستطاع وان تشغل نفسها في الأساس بقضايا التساوي في عبء الخدمة، والرفاه الاقتصادي للطبقة الوسطى واسعار السكن. ولم يذكر في كلامه ألبتة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والازمة التي تزداد سوءا في علاقات اسرائيل الخارجية، وهي نتاج مباشر للصراع، فلا توجد مشكلة من وجهة نظره.

        ما زال نتنياهو، مخلصا لنهجه يفخر بأنه نجح في ازالة الفلسطينيين عن برنامج العمل السياسي بيد ان المشكلة موجودة وعلى نحو قوي. نُشر في المدة الاخيرة ان وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري أعلن عن نيته ان يزور اسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل تشكيل الحكومة كي يعمل على الدفع قدما بالتفاوض الجامد. وكرر رئيس فرنسا ورئيس الوزراء البريطاني قلقهما من الحاجة الملحة الى حل الصراع.

        وفي نفس الوقت أخذت تقصر المدة التي يمكن فيها اجراء تفاوض، فقد ضعفت القيادة الحالية في السلطة الفلسطينية جدا - وكان ذلك بقدر غير ضئيل بسبب سياسة اسرائيلية عديمة الفعل والمنطق – وقد ينتهي حكمها قريبا. وسيحل محل قادة فلسطينيين عمليين ومعتدلين وواعين كرئيس السلطة أبو مازن ورئيس الوزراء فياض اللذين أظهرا في السنين الاخيرة قدرة مدهشة على مكافحة الارهاب، في القريب قادة آخرون أشد تطرفا ويتضاءل احتمال تسوية معقولة – وقد يختفي.

        كلما ضعفت السلطة قويت حماس: فالشارع الفلسطيني يرى ان الجمود السياسي فشل للسلطة وزاد احتمال مصالحة فلسطينية داخلية تُدعى بها حماس الى المشاركة الحقيقية في القيادة في يهودا والسامرة. واذا حدث هذا لا سمح الله فقد ينتقض الهدوء الامني الذي كان سائدا في السنين الاخيرة، وسيكون الاشتعال العام مسألة وقت فقط.

        العالم قلق جدا من احتمال تجدد العنف في المنطقة. ولانهيار الهدوء صيغة معلومة معروفة: فالارهاب الفلسطيني المتزايد يفضي الى رد اسرائيلي مناسب ويغضب هذا الجمهور الفلسطيني وجمهور الشرق الاوسط ويُخرج الجموع الى الشوارع. وتضطر نظم الحكم العربية المعتدلة الى الرد: فقد تمس الاردن ومصر باتفاقات السلام، وقد تزيد تركيا في عدائها لاسرائيل وتحتفل منظمات اسلامية متطرفة كالقاعدة وحزب الله بسبب الاضطراب الناشيء وقد تنقض تماما بقايا الاستقرار في المنطقة.

        لا يريد أحد في العالم ذلك، واذا استثنينا قلة قليلة من نشطاء اليمين فانه لا أحد في العالم يريد سقوط القيادة الفلسطينية الحالية. لكن عدم الفعل الاسرائيلي يفضي الى فقدان الصبر وغضب أخذ يتزايد – ولم يعد العالم يؤمن برغبة اسرائيل في تسوية سياسية، ويرتاب في ان نيتها كلها هي البقاء على التمسك بالمناطق التي احتُلت. وأصبحوا في اوروبا يتحدثون بصوت جهير عن اجراءات سياسية معادية، وكذلك رئيس الولايات المتحدة الذي يهب على نحو عام لتخليصنا، أصبح يبدو يائسا من موقف اسرائيل السياسي وعبر بكلام لاذع عن رأيه السلبي في رئيس وزرائنا. قد يكون العالم كله ضدنا حقا، لكن هذا واقع ينبغي تغييره فورا. سيكون منع الشر الذي أخذ يقترب ممكنا فقط بتجديد فوري لمحادثات السلام مع قيادة السلطة الفلسطينية الحالية. ولا يجوز ان يكتفي حزب "يوجد مستقبل" بالبرنامج الائتلافي الذي يقترحه نتنياهو. يجب عليه وقد تغيرت الظروف السياسية وأصبح في يده مفتاح انشاء حكومة ان يضطره الى تناول المشكلة الرئيسة الموضوعة على باب اسرائيل. وان يشترط مشاركته في الحكومة بوجود مسار سياسي حقيقي يرمي الى احراز تسوية سلمية. اذا حدث هذا فسيُسوغ يئير لبيد الهدية الضخمة التي منحه وزير التاريخ إياها.