خبر خبير أمني بسرايا القدس: المجاهد الثرثار دائماً ما يكتب نهايته ورفاقه بلسانه

الساعة 12:20 م|28 يناير 2013

فلسطين اليوم

ما أن تضع الحرب أوزارها مع العدو الصهيوني لبرهة من الوقت ضمن إستراتيجية " الكر والفر" التي تتبعها المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني عملاً بقوله تعالى "إن عُدتم عُدنا"، حتى يسارع البعض من المجاهدين إلى الكشف عن هويتهم الجهادية أمام الآخرين، ولا يبالي النذر القليل منهم الخوض في تفاصيل تتعلق ببعض المهام التي لديه اطلاع بها أمام عائلته، وأصدقائه، وفي المقاهي، والدواوين وعبر مواقع الدردشة "الفيسبوك" والتويتر" والمنتديات وغيرهما...، الأمر الذي من شأنه أن يعرض حياته وحياة إخوانه المجاهدين للخطر الشديد.

ويؤكد خبراء في مجال الأمن والشأن الصهيوني أن أجهزة مخابرات العدو الصهيوني تستغل فترات الهدوء بصورة حثيثة لجمع أكبر قدر من المعلومات عن الخلايا المجاهدة وأماكن تخزين سلاحها، وطرق وآلية تحركاتها لتغذية بنك أهدافها في أي جولة صراع قادمة، مشددين على ضرورة إبقاء ملف متابعة "العملاء" مفتوح بشكل أكبر خاصة في فترات الهدوء النسبي التي يتحركوا فيها دون خوف أو وجل .

وسائل الاتصال مرتع خصب

وحذر الخبراء في أحاديث منفصلة لموقع " الإعلام الحربي" لسرايا القدس، من خطورة مواقع الدردشة والمنتديات التي تعتبر مرتع خصب لأجهزة المخابرات الصهيونية التي تسخر كل إمكاناتها من طواقم تضم (خبراء في علم الاجتماع والنفس والسلوك، الأديان، وعسكريين وتقنيين وفتيات وشبان من مختلف الاعمار) لجس نبض الشباب الفلسطيني والعربي واستدراجهم لكشف عن هويتهم وأنشطتهم، دون أن يشعر الأخير انه قدم معلومات خطيرة ممكن أن تضره وغيره في المستقبل أو حتى اصطيادهم كما حدث مع العديد من الشباب الذين خدعوا فوقعوا في وحل الخيانة، مشددين على ضرورة تلاحم كافة الجهود لكشف عن مخططات العدو وتحصين الجبهة الداخلية من أي تغرير بها.

الانترنت بؤر للاصطياد

وبدوره أكد الخبير الأمني في سرايا القدس "أبو إسلام" أن العدو الصهيوني لجأ في الآونة الأخيرة إلى البحث عن طرق وأساليب جديدة لتجنيد العملاء، والحصول على اكبر قدر من المعلومات لتغذية بنك أهدافه، مشيراً إلى أن مواقع الانترنت والدردشة شكلّت بؤرةً مهما له للإيقاع بشبابنا وبناتنا في مستنقع الخيانة، عدا عن الاعتقالات العشوائية وسياسة الابتزاز الممنهج الذي تمارسه أجهزة المخابرات ضد الصيادين والمزارعين والمرضى الذين يضطرون للسفر عبر معبر "ايرز" والتي باتت قديمة.

التهدئة لتغذية بنك الأهداف

وقال الخبير الأمني في سرايا القدس لـ "الإعلام الحربي":" لا يوجد شيء اسمه هدنة في العمل الاستخباراتي وجمع المعلومات، فمع لحظة إعلان وقف إطلاق النار تبدأ مرحلة تغذية بنك الأهداف، حتى لحظة تجدد إطلاق النار التي يتم فيها تحديد الأولوية للاغتيال والطريقة الأنجع لتنفيذ عملية القتل، من خلال غرفة العمليات المشتركة بين جهاز الشاباك الذي يمتلك عناصر موجودة في مسرح العمليات، ووحدة "آمان" المسئولة عن تنفيذ كافة عمليات الاغتيال التي تتم عن طريق الطائرات او البارجات الحربية وغيرهما .."، مؤكداً ان مسألة اتخاذ قرار الاغتيال وتنفيذه على الأرض يحدده تحركات العنصر المطلوب على الأرض.

وأشار "أبو إسلام" إلى أن نظام شبكات العملاء لم يعد موجوداً بعد انسحاب العدو  من قطاع غزة، موضحاً أن عملية مراقبة المجاهدين تتم من خلال مجموعة من العملاء الذين يتواصلون عبر الجوال أو الانترنت مع ضابط استخبارات صهيوني لديه خبرة واسعة عن طبيعة المنطقة بالكامل.

إحباط وفشل استخباراتي

وتطرق "أبو إسلام" إلى محاولات العدو الحثيثة لإسقاط وتجنيد المزيد من أبنائنا بشتى الطرق والوسائل سواء المتواجدين داخل فلسطين أو خارجها بهدف الدراسة أو العمل والتجارة ، إلا إن كافة محاولاتهم باءت بالفشل الذريع، لسبب رفض الشباب الفلسطيني الإغراءات الصهيونية العديدة و إبلاغ الجهات الأمنية بما تعرضوا له من ابتزاز رخيص.

ولم يخفِ الخبير الأمني حالة الإحباط الشديد الذي تعيّشه أجهزة مخابرات الاحتلال بعد الانسحاب من قطاع غزة، وما تبعها من تطور ملحوظ في أداء المقاومة وزيادة الوعي لدى كافة قطاعات شعبنا ساهم بشكل كبير في تناقص أعداد العملاء بصورة ملموسة، مؤكداً أن آخر التقارير التي نشرة في هذا السياق تحدثت عن مطالبة أجهزة المخابرات زيادة المخصصات التي تعنى بتطوير الملف الأمني الذي بات يعتمد بصورة أساسية، على عنصر تكنولوجيا الاستخبارات مثل طائرات الاستطلاع, مراقبة الأجهزة الخلوية, التنصت على الأجهزة السلكية واللاسلكية، و الأقمار الصناعية المرتبط بمشروع التصنت الإقليمي "الأذن الكبيرة ".

المقاومة له بالمرصاد

وتابع " أبو إسلام" حديثه لـ"الإعلام الحربي" قائلاً :" العنصر البشري لا يمكن الاستغناء عنه مهما من تطور الأجهزة والوسائل التكتيكية في كشف الأسرار والخفايا، حيث يقوم العنصر العميل برصد الهدف والتبليغ عن تحركاته، بواسطة أجهزة المحمول أو إرسال تقارير الرصد بواسطة البريد الالكتروني أو بتسليم ضابط المخابرات المعلومات من خلال لقاءاتهم على المعابر والحواجز أو من خلال نقاط ميتة ، يتم تفريغها بواسطة عملاء آخرين، حيث يقوم العملاء في رصد الأماكن والأهداف ووضع الإشارات عليها لكي يتم تحديدها واستهدافها، هذا أمر يصعب تحقيقه بالتكنولوجيا"، مؤكداً أن عمليات إسقاط عميل جديد غالباً ما تكون بالتزكية من قبل عميل آخر يقدم لـ"الشاباك" معلومات كاملة عن الشخص المراد إسقاطه ونقطة ضعفه التي يتم من خلالها استدراجها لمستنقع الخيانة ..

وحذر الخبير الأمني بسرايا القدس كافة أبناء شعبنا من خطورة التساهل مع اتصالات المخابرات الصهيونية، سواء عبر الهاتف أو مواقع الدردشة والمنتديات والثرثرة معها، مؤكداً القول أن الكثير من عمليات الإسقاط التي وقعت في الآونة الأخيرة لبعض الشباب من كلا الجنسين، كانت لمجرد أنهم شعروا أنهم أذكى من عناصر المخابرات الصهيونية، وحاولوا التغرير بهم، لكنهم كانوا ينصبوا لهم الفخاخ لاصطيادهم ..".

مرحلة تكسير العظام

ومن جانبه أوضح الخبير الأمني "كمال تربات" على أن المقاومة الفلسطينية اليوم تشكل اكبر تهديد امني وجودي للاحتلال، مؤكدا على أن محالات العدو الاستخباراتية مستمرة ومتطورة ومتواصلة لضرب الجبهة الداخلية لشعبنا.

وقال تربان لـ"الاعلام الحربي":" العدو يعمل ليل نهار من خلال استغلال كل وسيلة تكنولوجيا وغيرها لتغذية بنك أهدافه لتحديد خطواته المستقبلية..".

وأضاف: "أجهزة الاستخبارات الصهيوني ( الشاباك) تعتمد على الاتصالات لمعرفة ما يفكر به أبناء شعبنا، ولشن حرب نفسية من خلال بث بعض الشائعات لضرب العقيدة الأمنية لدينا، إلى جانب الضغط على بعض الشباب لإسقاطهم في وحل الخيانة ".

وتابع حديثه لـ"الإعلام الحربي" قائلاً:" نحن اليوم وصلنا مع العدو الصهيوني إلى مرحلة تكسير العظام، فكما هو مطلوب منّا الحصول على سلاح رادع و مفاجئ حال دخلنا أي معركة قادمة، نحن بحاجة ماسة إلى بناء جسم مقاوم لعملية الإسقاط من خلال تعزيز البعد الديني والوطني والأمني لجبهتنا الداخلية..".

الدوافع والعوامل ثابتة

وأوضح تربان أن مداخل المخابرات الصهيونية وغيرها ثابتة، كما أنّ دوافع السقوط الأمني وعواملها ثابتة لكن المتغير الوسائل التي تتبعها أجهزة المخابرات لإسقاط أبناء شعبنا في وحل الخيانة، مشدداً على ضرورة تعزيز التربية الأمنية لدى كافة شرائح شعبنا لتحصينهم ضد أي محاولة اختراق صهيونية، بحيث لو عرض علي أي وسيلة جديدة.