خبر أبو مازن ينتظر يئير - يديعوت

الساعة 01:23 م|27 يناير 2013

ترجمة خاصة

أبو مازن ينتظر يئير - يديعوت

بقلم: سمدار بيري

أسهل شيء ترديد أن أبو مازن "ليس شريكا"، والتلويح بمقابلة بُثت في نهاية الاسبوع في قناة تلفاز لبنانية مع مُجري لقاء عديم الراحة ضغط ليُخلص منه عناوين صحفية حماسية موجهة علينا. ينبغي ألا ننسى أن أبو مازن هو أقرب جار فهو لا يبعد عن ديوان رئيس الوزراء في القدس إلا عشرة كيلومترات وهذا لا يجعله "مِنا" فسيبقى دائما في الطرف الثاني.

في المقدمة التي بُثت قبل البث وعدوا بأن أبو مازن سيعود ليكون مُنكر المحرقة. ولن يُريحه غسان بن جدو مُجري اللقاء وهو ثقة عند الامين العام لحزب الله نصر الله. فقد تحدث كثيرا وتملق وضيّق على أبو مازن في مسألة حق العودة، وادعى عليه أنه يجد قاسما مشتركا بين الاسرائيليين والفلسطينيين وأنه مستعد لأن يفكر في الاسرائيليين تفكيرا ايجابيا ولماذا يبدو راضيا ومتفائلا. ونجح في ان يُخلص منه شكوى من وزير الخارجية الخارج ليبرمان الذي "أطلق تهديدات بأنه يجب اغتيالي بالفعل" ومن بوغي يعلون "الذي أعلن في مقابلة صحفية مع صحيفة عربية بأنه يجب التخلص مني لأنه لا فرق بيني وبين حماس".

إن أبو مازن الذي استطاع كما يبدو ان ينسى ما يخرج من أفواه الساسة عندنا وقت دعاية الانتخابات قد تناول في جدية ايضا كل الاهانات التي يوجهونها اليه مثل انه ليس شريكا أو انه فرخ أعرج أو انه غير ذي صلة أو انه كاذب ورافض للمسيرة السياسية. وماذا نفعل اذا كان يقول لعدسات التصوير إن الذين اغتالوا عرفات يمكنهم الوصول إلي ايضا.

جلست أمس أمام الشاشة ساعتين صافيتين مخصصتين لأبو مازن. انه من بعيد يبدو مثل جد في الحي يقص الأقاصيص لكنه من قريب ثعلب داهية تعلم كيف يسير في حذر وكأنه يسير على قشر البيض المكسور فلا يزلق ولا تزل قدمه وهو يزن كل جملة ويرسل حكما الى هنا ورسائل الى الاتجاه المعاكس، والأساس عنده ان يعود الى رام الله بسلام.

اليكم عددا من الرسائل الجديدة: بخلاف تقديرات الوضع عندنا، لا يوجد استعداد فلسطيني لانتفاضة ثالثة فهو يكشف عن ان جميع الفصائل الفلسطينية ومنها حماس قد اتفقت بينها في حديث مغلق في القاهرة على ان يتم النضال ضد اسرائيل والاحتلال في القناة السياسية فقط. هل يهدد خالد مشعل؟ في حماس انتخابات ايضا. والذي يزداد تطرفا سيفوز. ومن أبعد مبارك وحصل على مرسي ينبغي ان يعرف من هو الفلسطيني الصالح بالنسبة للاسرائيليين.

وحقيقة ثانية هي ان مشكلة اللاجئين (خمسة ملايين بحسب احصاء أبو مازن) طالبي حق العودة قد أصبحت ذات حجم مقلق فهم ما عادوا مستعدين للاكتفاء بحق العودة أو بتعويض مالي، فهم الآن يطلبون واحدا مع واحد وهو الموافقة على العودة والمال مقابل الممتلكات التي تركوها. ومن يمول ذلك؟ لا يجب ان تكون خبيرا كبيرا كي تستوعب الى أية دولة يحلمون للعودة. يمكن ان نفهم من وجه أبو مازن الحامض انه يُخمن ايضا ان الاخلاء والموافقة والتعويض ستطرح ملف اللاجئين في مزبلة التاريخ.

أصبحوا يبحثون في مكتب الرئيس عن رقم هاتف "يوجد مستقبل" لدعوة يئير لبيد الى المقاطعة. ومن المؤكد ان اثنين من قدماء التفاوض يريدان ان يرياه يجلس في مكتب وزير الخارجية "لأن كل واحد سيكون أفضل من ليبرمان بمئة مرة". وفي نفس الوقت يدحرجون الى نتنياهو اقتراحا لم نسمعه بعد وهو ان يكون لبيد في وزارة الداخلية ويعقوب بيري في وزارة الخارجية، ويقبلون عكس ذلك ايضا. ويُسمع الأمر من رام الله على النحو التالي: "بيري يعرفنا معرفة عميقة فقد كان يُدير شيئا أو شيئين والرأس السياسي عنده في الموضع الصحيح". "الآن"، أُخمد الحماسة، "أحرقتموه".