خبر نتنياهو في مواجهة احزاب الوسط:- هآرتس

الساعة 08:57 ص|24 يناير 2013

المعركة على لبيد

بقلم: يونتان ليس

        (المضمون: يستطيع يئير لبيد رئيس يوجد مستقبل في ظروف ما ان يرأس حكومة وسط لكن احتمالات ذلك ضعيفة. وقد يفضله نتنياهو هو وبينيت على الحريديين - المصدر).

        أصبح يئير لبيد، مفاجأة الانتخابات أمس (الثلاثاء) أكثر مرشح تراوده كتل اليمين والوسط – اليسار. وفي حين أصبح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معنيا بلبيد ليكون مرساة مركزية في حكومة واسعة يخطط لها، أصبحوا في كتلة الوسط – وفي حزب العمل بخاصة – يحددون لبيد على انه رئيس الوزراء القادم.

        إن احتمالات ذلك ضعيفة لأن لبيد قد بيّن عشية الانتخابات انه لا يرى نفسه مرشحا لرئاسة الوزراء. يعتمد جمهور ناخبي لبيد بقدر غير قليل على مصوتي اليمين الذين احتاروا بين الليكود وبينيت وانتخبوه آخر الامر بعد ان كانت تصريحاته في اثناء الحملة الانتخابية معتدلة نسبيا. والى ذلك بيّنوا في كتلة الوسط – اليسار أمس انه ليس من المؤكد انه يوجد للبيد كثرة من الاحزاب توصي الرئيس بمرشحها لرئاسة الوزراء لأن الكتل الحزبية العربية ستفضل الامتناع أو ان تعرض مرشحا آخر من قبلها.

        إن الاحتمال الأكثر منطقا الآن هو ان ينضم لبيد الى حكومة "تساوٍ في العبء" برئاسة نتنياهو. وستحظى هذه الحكومة التي تشتمل على البيت اليهودي وحركة تسيبي لفني وكديما بأكثرية مستقرة تبلغ 69 نائبا على حساب الكتل الحريدية.

        أعلنت رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش أمس أنها ستبذل كل جهدها لانشاء حكومة لا يرأسها نتنياهو. وكانت هذه أول مرة أشارت فيها الى أنها قد تؤيد مرشحا آخر سواها لمنصب رئيس الوزراء. وأسرعت يحيموفيتش أمس الى الاتصال بلبيد وتهنئته على انجازه المدهش. واهتمت ايضا لأن يصفق نشطاء حزبها لانجاز حزبه في اثناء خطبتها الليلية في بيت بيرل.

        من الصحيح الى الآن وبحسب احصاء اصوات الجنود ان لبيد يستطيع – في ظروف ما – ان يرأس الحكومة القادمة اذا رغب في ذلك. لأن يوجد مستقبل والعمل والحركة وميرتس وكديما والاحزاب العربية تساوي معا 60 نائبا. وزعمت يحيموفيتش في الاشهر الاخيرة أنها قادرة على ربط الاحزاب الحريدية معا للانضمام الى هذه الكتلة وتأييدها، فاذا نجحت فقد يتمتع لبيد بكثرة مستقرة لا تعتمد بالضرورة على اصوات الاحزاب العربية، وهو اجراء أعلن لبيد اشمئزازه منه.

        لكن هذا السيناريو ضعيف لا بسبب تقديرات ان لبيد لن يريد ان يكون رئيس الوزراء غير ذي التجربة، فقد التزم لبيد لمصوتيه بأن يدفع قدما بقانون التساوي في العبء. وعبر الجمهور عن تأييد شديد لهذه المبادرة حينما أيد لبيد وأيد البيت اليهودي ايضا الذي رفع راية تجنيد الحريديين، ولهذا من المنطق ان نفترض ألا تمنح الاحزاب الحريدية هذه الحكومة دعما.

        يشتمل سيناريو آخر لحكومة برئاسة لبيد على احزاب كتلة الوسط – اليسار وعلى البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينيت. وستكون هذه حكومة قد تدفع الى الأمام بتغيير ثوري في مجال التجنيد، لكن احزاب الوسط ستضغط لبدء تفاوض سياسي واخلاء البؤر الاستيطانية – وهذه اجراءات سيصعب على بينيت ان يساعد عليها. والى ذلك قالت عناصر حول رئيس البيت اليهودي أمس إن لبيد لن يستطيع ان يُدير ظهره لمصوتي اليمين الكثيرين الذين أيدوه بالقيام بتحول حاد الى اليسار.

        ومهما يكن الأمر فانهم في الجهاز السياسي يفترضون ان احتمالات ان يُغرى لبيد بمحاولة انشاء حكومة برئاسته ضئيلة جدا. في مقابل ذلك يتوقع ان يفحص يوجد مستقبل عن تأييده لحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو والدخول اليها في مقابل حقائب وزارية مناسبة وسلسلة من الاتفاقات على الشؤون الجوهرية التي يدفع الحزب بها الى الأمام. وهكذا فمن المنطق ان نفترض ان يُصر لبيد على الدفع قدما بالتساوي في العبء. وهذا الاتفاق مع نتنياهو قد يُخرج من الحكومة القادمة الاحزاب الحريدية. فاذا التزم لبيد ايضا بالدفع قدما بالتفاوض السياسي فقد يجد البيت اليهودي نفسه بعيدا عن مائدة الحكومة.

        إن اصرار لبيد على الشؤون السياسية قد يُسهل عليه ان يُدخل في سهولة الى الحكومة رئيسة الحركة تسيبي لفني. وقدّروا في الجهاز السياسي في الاسابيع الاخيرة ان لفني – التي ضعفت قوتها بالفعل عما كان يتوقع – ستفضل دخول الائتلاف على أن تصبح حزب معارضة لا تأثير له. بيد انه كي تدخل لفني وتؤيد نتنياهو يجب على رئيس الوزراء ان ينشيء من اجلها مناخا سياسيا يُمكّنها من تأييد حكومته من غير ان تخون القيم التي دفعت بها قدما في الانتخابات، وعلى رأسها الدفع قدما بتسوية سياسية مع السلطة الفلسطينية. وقد يعرض لبيد على لفني في محاولة لزيادة قوته ان تتحد مع قائمته وان ينشئا بذلك حزبا كبيرا مهما يفرض على نتنياهو طائفة من الشروط الجوهرية في الاتفاقات الائتلافية.

        والى جانب هذين الحزبين، ينتظر نتنياهو ان يرى ماذا سيكون مصير كديما: فعلى حسب النتائج الحقيقية حتى الآن اجتاز كديما نسبة الحسم وأدخل نائبين الى الكنيست، لكن اصوات الجنود قد تغير هذه النتيجة وتمحوه تماما. فاذا دخل كديما الى الكنيست فقد يجد نفسه – بحسب أكثر التقديرات – حول مائدة الحكومة.

        اذا أراد نتنياهو ان ينشيء حكومة يمين – حريديين (البيت اليهودي وشاس ويهدوت هتوراة) فله تأييد 60 نائبا فقط. واذا ضم كديما فسيزيد التأييد بنائبين آخرين، وستُصعب هذه المعطيات عليه أداءه لمهامه وتجعل ائتلافه يقوم على دعامة هشة. وزعموا في الليكود في الاشهر الاخيرة ان نتنياهو غير معني أصلا بحكومة كهذه بسبب صورتها المتطرفة في العالم وبسبب الصعوبات التي ستواجهها في دفعها قدما لبرنامج عمل سياسي اقتصادي اجتماعي.

        وهناك امكان آخر يُذكر قُبيل انشاء الحكومة القادمة وهو انشاء حكومة تناوب. برغم ان لبيد بلا تجربة قيادية أو ادارية أو أدائية فانه قد يحاول ان يفرض على نتنياهو تسوية يستمر في اطارها رئيس الوزراء المتولي لعمله في منصبه في السنتين أو السنوات الثلاث القريبة ويُخلي المقعد للبيد بعد ان يستطيع هذا شحذ نفسه في واحدة من وزارات الحكومة الجليلة.

        قالت عناصر سياسية أمس إن "الرئيس بيرس يُسعده ان يتوسط وينشيء حكومة تناوب مثل الرئيس هرتسوغ تماما في 1984". فقد تحول هرتسوغ في خطوة غير عادية الى وسيط بين المعراخ والليكود في تلك السنة بعد ان فاز المعراخ برئاسة شمعون بيرس بـ 44 نائبا ولم ينجح في انشاء حكومة. وعلى حسب الاتفاق الذي أتمه هرتسوغ انضم الليكود الذي فاز بـ 41 نائبا الى الحكومة مقابل ان يتم بعد سنتين تبادل المناصب ويُعين رئيس الحزب اسحق شمير رئيس وزراء.