خبر سيناريوهات تشكيل الحكومة الإسرائيلية بعد الانتخابات القادمة

الساعة 07:07 م|14 يناير 2013

وكالات

ينشغل الكثير من ساسة إسرائيل والإقليم، وحتى بعض القوى الدولية هذه الأيام بقضية الانتخابات الإسرائيلية، وما قد تسفر عنه من نتائج وسيناريوهات تشكيل الحكومة القادمة، ورغم الأيام الثمانية التي تفصلنا عن الانتخابات وما يمكن أن تحمله من تغيرات تنشغل غالبية الأحزاب الإسرائيلية باليوم التالي للانتخابات، وشكل الحكومة القادمة وإمكانيات وفرص بناء الائتلاف الحكومي، ويجمع كافة رجالات الأحزاب الإسرائيلية على أهمية عدد المقاعد التي سيحصل عليها كل حزب وأثرها الكبير في صياغة الائتلاف الحكومي القادم مع شبه تسليم بفوز حزب الليكود بيتنا ومن هنا بالتحديد تأتي أهمية عدد المقاعد التي ستحوزها الأحزاب الأخرى .

وألقى تقرير العجز وارتفاع نسبة العجز في الموازنة الإسرائيلية وتجاوزها الهدف المنشود بما يقارب الضعفين وما يعنيه هذا الأمر من ضرورات اقتصادية تتطلب اتخاذ خطوات قاسية مثل تقليص ما يقارب 18 مليار شيكل من الميزانية القادمة واقتطاع هذا المبلغ الكبير من ميزانيات الوزارات إضافة إلى ضرورة رفع قيمة الضرائب المختلفة خشية أن يتدهور تصنيف إسرائيل الائتماني بظلاله على حزب الليكود بيتنا وأجبرهم على أعادت التفكير بدارة تحالفاتهم القادمة والتفكير ربما بمحاولة استبعاد حلفاء طبيعيين للحزب مثل شاس التي يتوقع معارضتها الشديدة للخطوات الاقتصادية القادمة وكذلك حزب البيت اليهودي لصالح محاولة بناء ائتلاف حكومي مع أحزاب الوسط مثل حزب يائير لابيد وتسسيفي ليفني.

وبهدف محاولة رسم السيناريوهات المتوقعة اعتمدنا على استطلاع الرأي الذي نشرته صحيفة " معاريف العبرية يوم الجمعه الماضي والذي منح حزب الليكود بيتنا 38 مقعدا فيما وقف حزب العمل وراء الليكود بفارق كبير حيث منحه الاستطلاع 16 مقعدا وحزب البيت اليهودي 13، شاس 12 ، و 8 مقاعد لكل من حزب " يش عتيد " يائير لابيد " وحزب " تنوعاه " برئاسة تسيفي ليفني .

السيناريو المهم والأقرب للواقع

يتضح من خلال المحادثات والأحاديث التي أدلى بها غالبية الشخصيات الحزبية الرفيعة بأنه وفي حال حصل الليكود على 38-40 مقعدا كما يشير استطلاع " معاريف" هناك فرصة كبيرة جدا بان يعيد نتياهو رسم خارطة تحالفاته وتحديد حلفائه الطبيعيين " الأحزاب الدينية والبيت اليهودي في الوقت الحالي " وهناك أوساط عديدة في الليكود تؤكد بأنه وفي حال حصل الحزب على عدد الأصوات المتوقع فان هذه الخارطة ستتبدل وسيفضل نتنياهو التنازل عن الأحزاب الدينية التي ستصعب مهمته الاقتصادية القادمة وستعارض بشدة التقليصات والاقتطاعات الاقتصادية وفي هذه الحالة سيتوجه نتنياهو بداية الأمر نحو محاولة التحالف مع حزب لابد وليفني دون استبعاد التوجه الى شاؤول موفاز وحزب كاديما على فرض ان هذا الحزب سيتجاوز نسبة الحسم وسيعتر هذه الأحزاب بمثابة الدائرة التحالفية الأولى فيما تتشكل الدائرة الثانية من احتمالية إقامة ائتلاف حكومي مع حزب البيت اليهودي والأحزاب المتدينة لكن بثمن سياسي واقتصادي زهيد تحت طائلة التهديد باللجوء للدائرة الأولى واستثناء هذه الأحزاب لأنه لا يحتاجها بشدة في ظل توفر الإمكانية الأولى .

ويستند هذا السيناريو أو التقدير المدعوم من قبل اوساط ليكودية عديدة على مسألتين أو فرضيتين أساسيتين مواجهة الأزمة الاقتصادية القادمة وتسهيل اتخاذ القرارات المناسبة ومواجهة الضغوط السياسية الكبيرة المتوقع ممارستها من قبل الإدارة الأمريكية ما سيقود نتنياهو إلى تشكيل ائتلاف حكومي بقاعدة برلمانية واسعة حيث توقع مصدر كبير في الليكود انضمام لابيد وليفني وموفاز لهذا الائتلاف متوقعا انضمامهما بنسبة 99 % وفي هذه الحالة يسعى نتنياهو الى ضم حزب "يهدوت هتوارة " المتدين بدلا من حركة شاس لانه لا يريد ان يبقى معلقا بالتحالفات او الشركاء الطبيعيين الذين يتحولون الى عبء ثقيل فور رغبة نتنياهو باتخاذ خطوات سياسية او اقتصادية هامة، وهذا ما فهمه مؤخرا اريه درعي الذي اصدر نداء " استغاثة " لنتنياهو لفتح حوار يتعلق بالائتلاف الحكومي القادم حتى قبل موعد الانتخابات في محاولة لقطع الطريق واستباق الأحداث .

سيناريو اقامة ائتلاق يميني- ديني

هذا السيناريو الذي يمكن القول بان الجميع يتوقعونه وينتظرونه ويمكن وصفه بالائتلاف العادي او حتى التافه الذي سيتشكل من حزب الليكود بيتنا وحركة شاس والبيت اليهودي ويهدوت هتوارة .

ورغم عدم وجود خلافات حول اعتبار هذا السيناريو الخيار السهل والأسهل لكنه المؤقت بالنسبة لنتنياهو لكن قلائل في الساحة السياسية الاسرائيلية المستعدين للرهان على مثل هذا الائتلاف خاصة لادراك الجميع بان حكومة بهذه التشكيلة لا يمكنها تمرير التقليصات الضرورية والدراماتيكية في الميزانية القادمة وإصدار قانون التجنيد الجديد " تجنيد المتدينين " اضافة الى استحالة الاستجابة للضغوط الدولية المتعلقة بالمفاوضات مع الفلسطينيين .

سيناريو جلوس لابيد الى جانب ارئيه ادرعي

الصعودبات الكامنة بتنفيض السيناريوهات السابقة قد تقودنا للتفكير بامكانية سيناريو ثالث يبدو اكثر واقعية ويتمثل باقامة ائتلاق يميني- ديني ينضم اليه يائير لابيد او تسيفي ليفني او الاثنان معا لكن مشكلة هذا الائتلاف تتمثل بوجود مشكلة جوهرية وهامة لكل حزب من مكوناتها مع الحزب الاخر على سبيل المثال سيجد لابيد صعوبة كبير بتقبل فكرة الجلوس مع الاحزاب الدينية، وذلك على خلفية موقفها من قانون التجنيد الجديد كما ستجد ليفني صعوبة كبيرة بالجلوس مع حزب البيت اليهودي وذلك لتناقض المواقف فيما يتعلق بالموضوع السياسي ورغم صعوبة هذا الائتلاف الا ان نتنياهو ديرك استحالة السير منفردا مع الحلفاء الطبيعيين وحدهم .

السيناريو غير المعقول او المستحيل

ويعتبر هذا السيناريو الاخير ويوصف حاليا بتجاوزه لكل حدود العقل والمنطق ويلامس حدود الخيال العلمي ويتمثل باقامة حكومة وحدة وطنية مع حزب العمل برئاسة يحموفيتش وحزب لابيد وحركة " تنوعاه " برئاسة ليفني بمشاركة حزبا دينيا واحدا .

لكن فرصة قيام يحموفيتش بما سبق لايهود باراك وشاؤول موفاز القيام به وتمسح بجرة قلم تعدها الواضح بعدم امكانية دخولها للائتلاف الحكومي ومشاركتها بحكومة يقف نتنياهو على رأسها هي فرصة ضعيفة وواهية جدا لكن مصادر سياسية اسرائيلية قالت يوم امس "الاحد " في اشارة لامكانية من هذا النوع " لا تنسوا بانها " يحموفيتش " ورغم كل شئ سياسية " .