خبر كلاهما صادق- يديعوت

الساعة 10:50 ص|14 يناير 2013

كلاهما صادق- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

        إن معركة الانتخابات الحالية تشبه سيارة يقودها سكران فهي لا تعرف السير إلا على الأطراف. والمناوأة بين اولمرت ونتنياهو مثل جيد على معركة انتخابات فقدت رأسها. إن اولمرت هذه المرة لا ينافس في أية واحدة من القوائم الحزبية وليس واضحا لماذا وعلامَ أمسك هذه المرة بصولجان رئيس المعارضة. ونتنياهو يدير معركة انتخابات أنا وغيري صفر ولا يُفهم لماذا يقفز كمن نهشته أفعى حينما يسمع أية كلمة انتقاد.

        تجولت أمس في هضبة الجولان محاولا أن أفهم كيف يستعد الجيش الاسرائيلي لانتقاض نظام الحكم في دمشق، فهذا موضوع مركب وقابل للانفجار ومُلح بقدر لا يقل عن الذرة الايرانية إن لم يكن أكثر منها. وفي الجولان بخلاف ما كان في سيناء وغزة حيث ردت الحكومة على التطورات بصورة بطيئة جدا ومتأخرة جدا، هناك جهد جدي لتعجيل الدواء للداء. فجهاز الامن ينفق الآن 250.300 مليون شيكل على انشاء متعجل لسور جديد مطور ونظام جمع معلومات جديد. وهذا جزء صغير فقط من الاستعداد.

        وبعد الظهر جاء الى هناك رئيس الوزراء فأُخذ من مروحيته الى قمة جبل أفيتال بازاء القنيطرة والتقطت له صور مع جنود غولاني وخلفهم الثلج الابيض. وكان يفترض في الأصل ان يشاهد نتنياهو تدريبا عسكريا في الاسبوع الماضي لكنه جاء مقابل ذلك في زيارة تظاهر، زيارة من اجل التقاط الصور.

        ليس نتنياهو أول رئيس وزراء يستغل منصبه وجنود الجيش الاسرائيلي ليدفع قدما باحتمالاته في صناديق الاقتراع. لكن المشكلة هي الافراط فلا يوجد يوم لا يخرج فيه نتنياهو لتلتقط له صور مع وحدة عسكرية ما ولا يرى الناخبون إلا الصور. فهم لا يرون البسمة على وجوه قادة في الجيش الاسرائيلي يُستعملون معطيات احصائية لهذه العروض. وقد أعلن نتنياهو أمس في جلسة الحكومة انه أمر شخصيا باخلاء البؤرة الاستيطانية الفلسطينية التي قامت في طرف المنطقة بين معاليه ادوميم والقدس، فكل الاحترام للتصميم والمشاركة والتعجل. وقد حاول كل من شارك في اخلاء بؤر استيطانية ان يتذكر أمس متى أمر نتنياهو باخلاء بؤرة استيطانية غير قانونية لشباب التلال. إن نتنياهو ليس قويا إلا على الضعفاء.

        ولنعد الى الخصومة بين رئيسي الوزراء السابق والحالي. يوجد أكثر من قليل من الحقيقة فيما يقوله اولمرت في نتنياهو ويوجد أكثر من قليل من الحقيقة فيما يقوله نتنياهو في اولمرت.

        اجل أنفق نتنياهو وباراك مبلغا يقرب من 3 مليارات دولار – 11 مليار شيكل – على الاعداد لهجوم على ايران لم يقع. لم يُبذر المبلغ كله لأنه توجد منظومات اشتُريت وما تزال قابلة للاستعمال؛ هذا الى ان الاعداد الاسرائيلي كان له تأثير كبير في استقرار رأي الغرب على تشديد العقوبات. وهذا هو نصف الكأس المليئة، أما النصف الفارغ فيشمل مبلغا أكبر بكثير تم انفاقه هدرا وشيئا آخر وهو انه لو كانت علاقات الثقة بين نتنياهو واوباما لما احتيج الى انفاق مليارات لاقناع الامريكيين بأن نواياه جدية فقد كان يكفي ان يهمس لرئيس الولايات المتحدة في أذنه.

        إن باراك ونتنياهو مُتسقان في استعدادهما لانفاق مبالغ ضخمة على اجراءات عسكرية لا تتحقق. فهكذا تصرفا ايضا زمن عملية "عمود السحاب" حينما جندا أكثر من 60 ألف جندي احتياط لتخويف حماس فقط. وقد قال لي ضابط كبير في اثناء العملية: "اذا كان الحديث عن حيلة فانني كنت استطيع ان أفعل ذلك بكلفة أرخص"، ويصح هذا ايضا على الهجوم على ايران.

        وفيما يتعلق باولمرت فان هجومه على نتنياهو لا يمكن ان يُستقبل على أنه انتقاد مشروع من رئيس وزراء سابق على خلفه. فلم تكن ولاية اولمرت بريئة من الأخطاء وفيها أخطاء كلفت ميزانيات ضخمة وحياة انسان ايضا. ومحاولة اولمرت جعل الاسبوع الاخير قبل الانتخابات اسبوع مواجهة بين حكومته وحكومة نتنياهو لن تنجح لجميع الاسباب التي في العالم لأن هجومه يراه الجمهور آخر الامر على أنه حيلة عشق للذات. فاولمرت الذي اختار ألا يرشح نفسه يُصر مع ذلك كله على انتظار المتسابقين في الدورة.