خبر حرب الملك -يديعوت

الساعة 09:26 ص|13 يناير 2013

بقلم: سمدار بيري

        هذا بالضبط ما لم يكن يعوز السلطات في الاردن: طوفان أمطار عظيم ودرجة حرارة تحت الصفر جعلا مئات من سكان مخيم اللاجئين الزعتري في شمال المملكة يهربون الى الشوارع. وحكاياتهم تمزق القلوب ويُقسم فريق منهم ان يعودوا الى سوريا لمواجهة موت مؤكد.

        هناك 4500 خيمة يحتشد خمسة تحت كل واحدة، و4 آلاف كرفان اخرى وزعت بطريقة كل من سبق فاز. بحسب السجلات هرب 290 ألفا من سوريا وتم استيعابهم في الاردن لكنه لا يوجد مكان آخر سوى مخيم اللاجئين لـ 62 ألفا فقط أما الباقون فهم صداع غير قليل لاجهزة الامن انضموا الى أقربائهم أو وجدوا ملاذا عند الفلسطينيين.

        كيف يُعلم من غرسته اجهزة الاستخبارات السورية لتنفيذ عمليات تفجيرية حينما تحين لحظة الحسم في قصر الرئاسة في دمشق؟ ان المخابرات الاردنية مشغولة الى ما فوق رأسها. وهبت اجهزة استخبارات اجنبية ايضا لمساعدة المملكة فقد تعلم الامريكيون درسا من قضية تنحية مبارك فيبدو أنهم لا ينوون التخلي عن الملك.

        بعد ايام في الثالث والعشرين من كانون الثاني سيتجه الاردنيون الى انتخاب مجلس نواب جديد. والشارع في عصبية لكن من حسن حظ القصر ان المعارضة منقسمة، فمن جهة تم تحطيم تأييد البدو "بعيون معصوبة".

        ومن جهة ثانية يريد الاسلاميون تقليص قوة الملك ويتجرأ البدو على توجيه انتقاد لم يسبق له مثيل لكنهم يخشون سيطرة فلسطينية. أما الفلسطينيون من جهتهم فدُفعوا عن الجيش والاجهزة الى مجال التجارة.

        ماذا يفعلون؟ انهم يخرجون الى صناديق الاقتراع في جوقة فيها 61 قائمة حزبية تنشد بصوت واحد معارض للفساد ولمال السلطة. لا توجد استطلاعات رأي وغطت الأمطار الملصقات بطبقة وحل ثخينة. وهم يشغلون أنفسهم كما هي الحال عندنا بالبطالة والسكن والطعام والتدفئة للطبقات الفقيرة.

        قُبيل الانتخابات أغلقوا معبر اللاجئين الفلسطينيين من سوريا لأنه يجب على الملك ان يصد انفجارا. ويقول رئيس الوزراء النسور في تحدٍ ان دولتنا ليست البديل عن دولتهم. وتبدو موجة اللاجئين الفلسطينيين عندهم كمؤامرة اسرائيلية لاقرار حقائق على الارض. ويهدد رئيس الوزراء الاردني قائلا: بعد ان تنشأ دولة الفلسطينيين فقط سنقرر أي تعاون ينشأ بيننا اذا نشأ أصلا، والى ذلك الحين دعوا الأسرة المالكة الهاشمية في حالها.

        أقسم الملك عبد الله ان يقود اصلاحات لكن القيادات العليا تصد ذلك كي لا يربح أصحاب الملايين من الفلسطينيين. وتلقى الاسلاميون الذين تجرأوا على طلب اقتطاع من سلطاته، ركلة. فقد بيّن لهم الملك أمس أن "ملكية إبني (ولي العهد حسين ابن التاسعة عشرة) ستكون مختلفة تماما عما تعرفونه". ويقول هذا بكلمات بسيطة إن القصر يصغي الى الشارع لكنه لا ينوي ان يتخلى عن الملكية.

        إن التصويت هذه المرة لمجلس النواب الـ 17 أكثر تعقيدا. سيصوتون بورقة لممثلي المحافظات (يتنافس 1483 في 133 مقعدا) وسينتخبون بالورقة الثانية (820 متنافسا) الفائزين الـ 27 الذين سيحصلون على مقاعد القائمة القُطرية. وقد زادوا مجلس النواب ليصبح 150 عضوا (فيه هذه المرة 88 امرأة)، ويدعو الملك مليونين وربع مليون من أصحاب حق الانتخاب الى عدم التنازل. واستقرت آراء الاسلاميين على مقاطعة الانتخابات والسلطة لا تريد ان ترى في مجلس النواب سوى موالين. ويريدون حِفظ جماعة الاعمال الفلسطينية في الدائرة الثانية من متخذي القرارات بحيث يُغلفون ولا يتدخلون.

        وينبغي ألا ننسى أن أطول حدودنا هي مع الاردن. إن التعاون الأمني لا تؤثر فيه الرياح الباردة التي تهب من القصر على ديوان رئيس الوزراء في القدس. فالطرفان يتفقان على القدرة الكامنة التي لن تتحقق (يجب ان نعترف بأن جزءا كبيرا من ذلك نتحمل نحن تبعته) وعلى مراكز الأخطار ايضا.

        يُقدر الملك ايضا ان نتنياهو سيكون رئيس الوزراء القادم. لكن إنتبهوا الى كلامه بعد اللقاء السري مع نتنياهو إذ قال: "احيانا حينما أسمعه يكون عندي شعور بأنه يفهم ما الذي يجب عليه أن يفعله للتوصل الى حل... المشكلة هي أنه يوجد فرق عظيم بين ما يقوله نتنياهو وبين ما تفعله حكومته".