خبر المفهوم لم يكذب-هآتس

الساعة 09:32 ص|10 يناير 2013

 

بقلم: يهودا بن مئير

زار رئيس الوزراء الاسبوع الماضي موقع الجدار الذي يقام على طول الحدود بين اسرائيل ومصر في سيناء، قبل انهاء الاشغال. ومجد اهميته ونجاعته في الدفاع عن الدولة، وبالفعل يستحق رئيس الوزراء الثناء على أنه عمل بتصميم على حث هذا المشروع الحيوي. وهذه ايضا فرصة طيبة لاعادة فحص المفهوم الذي يقول ان اسرائيل يمكنها أن تدافع عن نفسها من حدودها، سواء ضد دول أم ضد منظمات ارهاب تسيطر على المناطق، من خلال دمج الردع ومنظومة دفاعية ناجعة.

اليمين يرفض هذا المفهوم رفضا قاطعا، ويدعي بان الانسحاب احادي الجانب من لبنان في العام 2000 كان اخفاقا وهكذا ايضا فك الارتباط عن غزة في 2005. انسحبنا من لبنان، هكذا هو الادعاء، وحصلنا على الكاتيوشا وخطف الجنود؛ انسحبنا من غزة وحصلنا على القسام والغراد. اسرائيل صرحت بعد الانسحاب بان كل صاروخ او مقذوفة صاروخية تطلق علينا ستجر ردا ساحقا، أما عمليا فلم يحصل شيء. الادعاء يبدو جد مقنع، ويبدو أن اجزاء واسعة من الجمهور الاسرائيلي يشتريه.

ولكن اذا وضعنا جانبا الديماغوجيا، الدعاية والاراء المسبقة، يخيل انه في نظرة ثانية، اكثر وعيا، ولا سيما في ضوء نتائج حملة "عمود السحاب"، فان المفهوم الذي يقول ان اسرائيل يمكنها أن تدافع عن نفسها من حدودها قد أثبت نفسه جدا في واقع الامر. صحيح، هذا استغرق زمنا والكثير من الدراسة وفترات غير قصيرة من التجربة والخطأ، ولكن، في نهاية اليوم، رغم ما هو دارج التفكير فيه – فان المفهوم لم يكذب.

في كل ما يتعلق في تحقيق الهدوء والحفاظ عليه، ففضلا عن حملة سيناء في 1956، من كل حروب اسرائيل كانت حرب لبنان الثانية هي التي حققت لاسرائيل اكثر النتائج تأثيرا، بالثمن (بشكل نسبي بالطبع) الادنى. فمنذ ست سنوات ونصف لم يطلق حزب الله حتى ولا صاروخ واحد او رصاصة واحدة – الجليل يزدهر وهو احدى المناطق الاكثر هدوء في الشرق الاوسط. بضغط العملية الاسرائيلية اضطر حزب الله الى الموافقة على نزول الجيش اللبناني جنوبا ومرابطة قوات دولية في المكان، وهو لم يعد يتواجد على الحدود، على الاقل ليس بشكل علني واستفزازي مثلما في الماضي. يتبين أن الردع يعمل ايضا حيال منظمة ارهابية.

منذ حملة "عمود السحاب" مر أقل من شهرين، ومن السابق لاوانه استخلاص الاستنتاجات. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل حقيقة أنه على حدود القطاع نشأ وضع جديد، لم نعرفه من قبل. في الجنوب يسود هدوء تام. فليس فقط لم يطلق على اسرائيل اي صاروخ او قذيفة هاون، بل توقفت تماما محاولات المس بقوات الجيش الاسرائيلي التي تقوم باعمال الدورية بجانب الجدار. فلا توجد عبوات جانبية ولا يوجد اطلاق نار. وفي الحدود الطويلة والاشكالية في سيناء ايضا يسود الهدوء حاليا. فحماس ليس فقط لا تطلق النار بل هي تنجح – حاليا على الاقل، وربما بمساعدة مصر، في فرض إمرتها على كل المنظمات الاخرى. يتبين أن هنا ايضا الردع يفعل فعله، ولا سيما عندما تكون حكومة اسرائيل، بحكمة، اضافت لحماس حوافز ايجابية بشكل تسهيلات، إن لم تكن الغت الحصار عمليا، من اجل الحفاظ على الهدوء.

تعرف اسرائيل كيف تقيم الجدران والعوائق التي يصعب جدا اجتيازها، وجدنا أيضا حلا لمحاولات العبور من فوقها (بواسطة نار الصواريخ)، ويفترض بالعقل اليهودي أن يجد أيضا حلولا لمحاولات العبور من تحتها. وعندما نضيف الى ذلك قدرة ردع مثبتة وقوية، فان مفهوم الدفاع عن الدولة من حدودها هو بالتأكيد مفهوم قابل للتنفيذ، ويبدو أنه لا يقل جودة، بل وربما اكثر جودة بل وأكثر توفيرا من السيطرة على الاراضي الاقليمية.