خبر خطبة الملك نتنياهو- هآرتس

الساعة 09:34 ص|08 يناير 2013

خطبة الملك نتنياهو- هآرتس

بقلم: أوري مسغاف

        (المضمون: إن نتنياهو خائف وجِل من الاحزاب الثلاثة التي حاولت الاتحاد لاسقاطه ولذلك بادر الى الهجوم عليها بشدة - المصدر).

        مرت الايام التي كان بنيامين نتنياهو فيها يجري اللقاءات الصحفية مع وسائل الاعلام الاجنبية فقط. وكأن صباح يوم الاحد الذي كان ماطرا ايضا لم يكن وضعا صعبا بقدر كاف حتى استيقظ مواطنو اسرائيل في مطلع الاسبوع على هجوم دعاية. فقد اجتاح رئيس الوزراء أمواج المذياع ردا على تباشير التعاون بين احزاب الوسط – اليسار، وعلى لسانه رسالة موحدة: "لا شك في ان احزاب اليسار ستحاول الاتحاد قبل الانتخابات"، قال في جزم، "هذا شيء يتكرر مرة بعد اخرى، فهم يحاولون اسقاطي ولا يشمئزون من مختلف الوسائل". وقال مرة اخرى: "يوجد هنا رفض لي. انهم ينظمون أنفسهم لاسقاطي، وهم يريدون الافضاء الى وجود كتلة حاسمة من اليسار، واذا لم توجد كتلة حسم – فانهم يريدون الافضاء الى ذلك بوسائل مختلفة وقد حدثت امور مشابهة من قبل".

        جدير بنا ان نقف عند اصطلاح رئيس الوزراء فهو أمر حاسم لفهم عالم مصطلحاته لأن اللغة تنشيء الوعي وتعبر عنه. والتوجه الى طبول الطمطم مع "اليسار" الشيطاني أمر شفاف. لا يهم نتنياهو انه لا واحد من الاحزاب الثلاثة التي تجرأت، في مرحلة متأخرة بصورة مخيفة من معركة الانتخابات، على تحديه بأدب يُعرف نفسه بأنه "يسار". لكن أهم من ذلك ان نتعمق في عبارتي "ينظمون أنفسهم لاسقاطي" و"يحاولون اسقاطي".

        لا يُسقطون حاكما في الديمقراطية بل يحاولون استبداله بانتخابات أو تنحيته في الأكثر في منتصف ولايته، وهذا هو عمل المعارضة وعلى ذلك تقوم اللعبة النيابية. من يسقطون اذا؟ الملك الذي يجلس في قصره. فيبدو ان نتنياهو قد استنشق الى رئتيه التقرير الصحفي الرئيس المطري لمحرر مجلة "تايم"، وهو ضيف لحظة حظي بمساج الى ديوان رئيس الوزراء وكافأه بالعنوان الصحفي الذي لا يُنسى "كينغ بيبي". هذا الى انه يوجد ايضا صحفيون محليون يحترمونه احتراما مشابها ويشبهونه بحاكم وحيد أبدي.

        هذا مبلبل وللبلبلة أثر طبيعي: فالملك يُماهي نفسه مع الكيان الذي يحكمه، أليس قال لويس الرابع عشر "أنا الدولة"؟. وبعد ذلك بأكثر من 400 سنة يرى نتنياهو المعركة الانتخابية، الذي قدم موعدها هو نفسه للامتناع عن اجازة ميزانية سنوية لا تطيب لرعاياه، أنها محاولة سافلة لاسقاطه. ليس خصومه لاعبين سياسيين شرعيين بل هم متمردون على الملكية. انهم متآمرون في الخفاء "لا ينفرون من مختلف الوسائل". غير ان الوسائل الخاصة التي يشتكي منها هي اجراءات مشروعة ومطلوبة. ففي الديمقراطية المتعددة الاحزاب المستعملة في اسرائيل، الأحلاف والتعاون هي الطريقة الوحيدة لدفع المصالح الى الأمام.

        يأتي كل ذلك من رئيس وزراء سارع الى الاتحاد قُبيل الانتخابات مع لاعب مركزي في معسكر اليمين، ولم يشمئز في خلال ملكيته من شراء لاعبين مركزيين من المعسكر المضاد. كيف يمكن ان نفسر هذا النفاق الشاعر بالمطاردة؟ يُحتاج من اجل ذلك الى النظر في شعار انتخابات نتنياهو – "رئيس وزراء قوي، اسرائيل قوية". انها نفس المماهاة مرة اخرى بين الحاكم والكيان المحكوم. فالماهية هنا هي استمرار الملكية. والسلطة هي الهدف لا الوسيلة، وتعريضها للخطر خطيئة.

        ومن اجل ماذا، مع كل ذلك؟ اليكم خطبة الملك: "أنا أرى ما يوجد حولنا – ايران الساعية الى القدرة الذرية، وسوريا مع السلاح الكيميائي، والصواريخ مع حزب الله وحماس وطوفان المتسللين وعناصر ارهاب يأتون من سيناء ايضا. وأنا أعالج كل ذلك بشعور حقيقي بالرسالة".يمكن قبل اسبوعين من الانتخابات التي يأتيها عن حضيض انتخابي ان نستعمل علم النفس الأساسي كي نقول: يجب على ملك غارق الى عنقه في المخاوف ان يكون ملكا خائفا جدا.