بالصور الحاجة أم ربيع « المقدسية » .. « موت وفقر وخربان ديار » !!

الساعة 07:59 ص|08 يناير 2013

غزة (تقرير خـاص)

ليس عبثاً يومأ أن تصرخ وتستغيث امرأة في الستين من عمرها، وليس حباً بحياة ولا أمل في أن يذكرها الإعلام فيخلد ذكراها قبل اللحظات الأخيرة، وإنما صرخت وناشدت عندما بلغ السيل الزبى من المعاناة والاضطهاد ليتجسد الحرمان والمعاناة والخوف والجوع والإعاقة بـ"أم ربيع" المقدسية.

الحاجة أم ربيع سالم (60 عاماً) من حي الشيخ جراح شرقي مدينة القدس، لم تكن تعلم أنها في يوم من الأيام ستهدم بيتها الذي تقطن فيه وعائلتها بيديها، حتى حانت اللحظة التي أصبح فيها الأمر واقعياً عقب عشرات البلاغات مما تسمى المحكمة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال.

"أم ربيع" ناشدت وسائل الإعلام بتكثيف الضوء على مشكلتها ومعاناتها هادفة من وراء ذلك فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بالمدينة المقدسة وعلى أمل في إيصال الرسالة للمسئولين الذين غفلوا عن معاناة أهالي المدينة أمثال الحاجة.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تواصلت مع الحاجة المكلومة لتستطلع معاناتها عن كثب ولتقف على أخر مستجدات المعاناة التي عصفت بالحاجة الستينية جراء بطش الاحتلال.


استهداف !!

الحاجة أوضحت أن قوات الاحتلال تستهدفها على وجه الخصوص عازية هذا الاستهداف لقدم منزلها بالحي  ولصمودها المتواصل في وجه الاستيطان الإسرائيلي والتهديدات الإسرائيلية المتكررة.

وتوضح "أم ربيع" أنها تلقت بالأعوام الخمس الأخيرة عشرات البلاغات العسكرية عن طريق بلدية الاحتلال مشيرة  بالوقت ذاته أنها لم تكن تلتفت لتلك البلاغات وكانت تمزقه بوجه مسئولي البلدية هاتفة بوجههم "لن نركع للقرارتكم نحن أصحاب المدينة وانتم حتماً راحلون، وسيأتي اليوم الذي أنا من يأتي لكم بالبلاغ".

لم تتوقف الحاجة "أم ربيع" عن البكاء في حديثها لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" وهي تتحدث عن معاناتها اليومية مع زوجها الذي أقعده المرض –إثر جلطتين حادتين- علاوة على الضائقة المالية التي حولت حياتها إلى "جحيم" حسبما أفادت.

الحاجة التي "أكل الدهر عليها وشرب" توضح بحرقة أنه وعقب شلل زوجه الكامل أثرت الا أن تبني له غرفة لا تتجاوز مساحتها 16 متر لتليق به من الناحية الصحية وتحفظ له كرامته فيما تبقى له من عمر.

وتحدثت الستينية "أم ربيع" حول بناءها للبيت الذي دمره الاحتلال ببلاغاته العسكرية المتتالية في فقالت "البيت يقوم على مساحة 200 م تقريباً وكنت أتقاضى بعض المساعدات واحرم نفسي من الطعام والشراب وأحيانا اقتصد من الدواء لصالح بناء حائط أو شراء حجر حتى أصبح نوعاً ما مقبول للحياة، لنتفاجأ بعدها بالبلاغات الإسرائيلية اليومية تهطل كهطول الأمطار التي أغرقت بيتنا".


البلاغ الأخير !!

موظف البلدية جاء كعادته مدجج بالحراسة الإسرائيلية إلى منزلها ليخيرها خيارين أحلاها وهما إما أن تهدم منزلها بيديها وإما أن تهدمه الجرافات التابعة للاحتلال مقابل غرامة تصل قيمتها عشرة آلاف شيكل، بحجة بناء غرفة غير مرخصة وقالت الحاجة ضاحكة من "مرارة المعاناة":"نكبة وخراب ديار حسبنا الله ونعم الوكيل".

وتشير الحاجة إلى أنها اتخذت قرار أن تهدم "ثمرة حياتها" بيديه التي اثقلهما الدهر تجنباً لدفع غرامة لا تستطيع هي وعائلتها تحملها أو حتى دفع "قراريط" منها نظراً للحالة الاقتصادية الصعبة.

توضح الحاجة أنها بدأت من اليوم الثاني بهدم الغرفة الخاصة بزوجها القعيد الذي تعرض لجلطتين الثانية أبلغ من الأولى والذي لا يقوى على الحركة ولا حتى الكلام.

الحاجة أم ربيع تصف المشهد بطريقة"دراماتيكية" فتقول بحرارة المضطهد :"أخرجت المعول وأخليت الغرفة من الأثاث وغيره وبدأت بضرب الجدران أنا وأولادي وبكل ضربة معول كنت أتأوه واصرخ واستغيث وابكي بكاء حار على المخاسر التي منيت بها جراء تلك القرارات العفنة العنصرية، وزوجي بجانبي يبكي أمامي كالأطفال لا يقوى على شيء".


"أم ربيع" تغلق الهاتف !!

 وتشير الحاجة أن بيتها أصبح كتلة من الجحيم جراء بقايا الهدم والشقوق الذي ظهرت جمع الجدران جراء هدم الغرفة العلوية، كما وتلفت إلى أن البيت غرق تماماً بالشتاء نظراً لتصدعات أصابت السقف.

انتقلت الحاجة أم ربيع إلى بيت عائلتها لعدم صلاحية بيتها للسكن الآدمي لتفاجأ أن بيت الأخيرة أيضاً مهدد بالإزالة من كيان الاحتلال.

وفجأة خلال حديث أم ربيع لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" اشتدت الحاجة المكلومة بالبكاء لتقفل الهاتف، لنعاود الاتصال بها مجدداً علنا نشارك بالتخفيف من معاناتهم بنشر قصتها إلى العيان، لتجيب على الهاتف مرة أخرى لتقول بنفس الحرارة والبكاء:"أيعقل أن عمري تجاوز 60 عاماً ويبكيني الدهر، ولا أجد من يساندني بعد مقارعة عشرات الأعوام لقوات الاحتلال".

وتقول الحاجة :"ارحموا سني بالنظر في معاناتي، وعززوا صمدي أنا وعشرات العائلات بحي الشيخ جراح ولا تتركونا لقمة سائغة إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي يتفنن في الإفراط بتعذيبنا".

وتختتم الحاجة أم ربيع حديثها موضحة أنها سلمت شخصياً عشرات الرسائل لمسئولين حكوميين من بينهم رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية برام الله الدكتور سلام فياض، إلا أن رسائلها لم تلبي معاناتها ولم يلتفت إليها أحد.



ام ربيع
الحاجة أم ربيع تتوسط منزلها المدمر

ام ربيع
احفاد وابناء الحاجة ام ربيع

ام ربيع
زوج الحاجة ام بيع المقعد والذي لا يقوى على الحركة او الكلام