خبر مثلما في الحرب- معاريف

الساعة 11:53 ص|06 يناير 2013

 

بقلم: أودي هيرش

النجاح الجارف لشاس في انتخابات 1999، والتي فازت فيها بـ 17 مقعدا، يعزى الى عاملين مركزيين: ادانة زعيم الحزب آريه درعي بالجرم الجنائي، ودخول تومي لبيد الساحة السياسية، والذي أقام حملة "شينوي" على اساس الهجوم على الجمهور الاصولي.

شاس ومقترعيها، شعروا بانهم مضطهدون فاتحدوا ضد عدو مشترك، ولسوء حظ درعي، ايلي يشاي واريئيل اتياس، الثلاثي المتنازع الذي يقود الحزب اليوم، فان ابن تومي يدير حملة انتخابات أقل عدوانية بكثير، وكنتيجة لذلك لا ينجح منفذو أوامر الحاخام عوفاديا يوسيف في الاقلاع في الاستطلاعات.

غير أن في هذه الاثناء، بهدوء تام تجري حملة عنيفة يفترض أن توحد حوله حزبا قطاعا آخر. هذا الحزب يفترض أن يمثل الجمهور العلماني المعتدل، سوي العقل، الذي يدفع الضرائب ويخدم في الاحتياط، ذاك الذي ليس واثقا بالضرورة بانه يمكن صنع السلام الان ولكن بالمقابل يفضل الا تضع حكومة اسرائيل المستوطنات على رأس اهتمامها، الا تهاجم الجهاز القضائي والا تستند الى الفساد.

لا ينبغي الوقوع في الخطأ: هذا الجمهور يتعرض للهجوم. حزبان ذوا توجه ديني اكثر (البيت اليهودي) وديني أقل (الليكود بيتنا)، يتنافسان على من يعلن الولاء بشهوة أكبر لارض يهودا والسامرة. مشادات حول مواضيع مثل رفض الاوامر، اقصاء النساء وتشريعات الحشمة للبنات الصغيرات، والتي كانت في الماضي هم الهوامش المتطرفة في الساحة السياسية، توجد في بؤرة الصراع بين من على التو سيكونان الحزبين الاكبر في الائتلاف.

ولم يبدأ هجوم اليمين على المنطق في الحملة الانتخابية الحالية. كلية اريئيل اصبحت جامعة، جولات الحرم الابراهيمي ادخلت الى المنهاج التعليمي، وفي الكنيست اجيزت قوانين خطيرة مثل "قانون المقاطعة"، فيما أنه بالتوازي عنيت منظمات من خارج البرلمان بمطاردة مكارثية لمواطنين محافظين على القانون بالصدفة فقط يتبنون لشدة الفظاعة اراء سياسية معتدلة.

وفي الحملة الانتخابية الحالية لم يعد الليكود يعتبر حزبا يدعي تمثيل كل طبقات الجمهور: اولا المستوطنات وبعد ذلك، اذا ما بقي بعض الفائض، كل ما تبقى.

لقد بدا هذا الاسبوع بان شيئا ما تحرك في صفوف الحزب المعتدل الذي ذكر آنفا، رغم أنه ليس موجودا على الاطلاق. شيلي يحيموفتش التي أصرت حتى الان على الا تقود ما تسميه "سياسة الكراهية" استوعبت بانه حيال الكراهية التي يبديها نحو مقترعيها المعسكر الديني – الوطني يجدر بها أن تنمي عامودا فقريا. فقد أعلنت بانها لن تنضم الى حكومة نتنياهو. وتسيبي لفني دعت بالبث الحي والمباشر يحيموفتش ولبيد الى الارتباط بها. وحتى لبيد، الذي بدلا من أن يتقدم ببديل حقيقي لليكود، تحت من اللحظة الاولى عن الزحف نحو الائتلاف، وافق على اللقاء.

ولكن هذا المعسكر لا يزال يبدو لم يستوعب خطورة الوضع. لقد سارعت يحيموفتش الى الشكوى من أنها لم تنجح في تنسيق لقاء مع لفني ولبيد سارع الى القول انه يؤيد دخول الاحزاب الثلاثة معا الى الحكومة، وكأن نتنياهو سيتخلى عن الاصوليين واليمين. ولفني لم تتعهد بعد بانها لن تجلس في الحكومة. هذا المعسكر المعتدل وسوي العقل لا يزال لم يستوعب بان عليه ان يتعامل مع نفسه كوسط ضيق ومنسق، بالضب مثلما يفعل الجمهور الديني والاصولي. ربما بعد السنوات الاربعة القادمة، عندما سيسيطر المتدينون الوطنيون والاصوليون لاول مرة على الدولة دون قيود ودون اعتذارات، فان حسم الموقف سيتم أخيرا. يمكن فقط الامل الا يكون هذا متأخرا أكثر مما ينبغي لنا جميعا.