خبر نعم للشبح الطائفي- هآرتس

الساعة 09:34 ص|02 يناير 2013

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: ليس الانتماء الطائفي في حد ذاته شرا اذا أفضى الى الاصلاح ورعاية حقوق الطائفة لكنه يصبح كذلك اذا تهرب من واجبات ومسؤوليات اخرى - المصدر).

        انه لا يُخيب الأمل أبدا فهو يظهر في كل معركة انتخابات وفي المباحثات في الميزانية. وفي قوائم الفقر والغنى، وفي مؤتمرات عن المركز والضواحي. وهو يرقص ويبتهج مثل دعاية قفازة في موقع انترنت، ويهز ذيله ويعلن بضحكه الذي يثير القشعريرة: أنا هنا، أنا الشبح الطائفي. وهو مخيف ومهدد لأنه أسود لأنه لا يوجد شبح طائفي سوى للسود وهم وحدهم يتمسكون بالشعار الخفي الذي يستطيع أن يطلقه من القمقم. وحينما يُطلق يحتشد البيض في ذعر ويجتمعون في ساحاتهم ويقولون في توسل: إرجعوا الشبح من فضلكم الى القمقم. فهو يُدمرنا ويُمزق وحدتنا ويُصدع بوتقة الصهر التي بنيناها من أجلكم بجهد كبير جدا. ما الذي لم نُضحِ به من اجل الشبح الطائفي؟ كم من وزير اسود له ورؤساء اركان سابقين واعضاء كنيست واساتذة جامعات، وخصصنا له مئات الأبحاث وفتحنا له قسما خاصا في اذاعة الجيش الاسرائيلي، وانشأنا له فرقة موسيقية أندلسية وعيّنا له مديرين عامين ورؤساء اتحادات بل ضحينا من أجله بمهنة تنظيف الشوارع، فماذا يريد بعد؟.

        كم يصعب الاعتراف بأن بوتقة الصهر قد فشلت. وكم يُخيب الأمل ان نعترف بأن اسرائيل دولة طوائف وثقافات، وسلطة ملونة وليست حمّين (نوع طعام) ذا لون واحد. أي غضب يحرق ويغرق شاس لأنها تتجرأ على تمثيل طائفة وهي غير مستعدة لأن تتبنى كما ينبغي ايديولوجية يسار ويمين، وسلام أو حرب، مثل الجميع. إنهم يهود وهم منا. فاذا بدأوا يمثلون "فئة" فسيريد الاثيوبيون ذلك في الغد ايضا.

        حينما أُنشيء حزب "اسرائيل المهاجرة" (يسرائيل بعلياه) ليوري شتيرن ويونتان شيرانسكي، كانت أسباب ذلك تشبه الاسباب التي تعرضها شاس وهي تمثيل الطائفة الروسية التي عانت من صعاب الاستيعاب ووطء مُنتجي بوتقة الصهر لصورتها. من يذكر أنه في الرابع والعشرين من أيار 1994 زعمت وزيرة العمل والرفاه أورا نمير أن "فريقا من المهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق توجد عندهم عادة سفاح الأقارب". وفي مقابلة صحفية مع صحيفة "هآرتس" 2/10/1994 أفادت أن "ثلث المهاجرين كبار السن وثلث معاقون وثلث تقريبا أمهات بلا آباء". وأضافت نمير أنها لا تريد ان تغير قانون العودة لكنها تريد ان تمنع بطريقة مكتبية مجيء مهاجرين "غير مرغوب فيهم".

        ابتُلع الحزب "الروسي" في الحقيقة في الليكود، لكن افيغدور ليبرمان ركب "شبحه الطائفي" وجنى ربحا سياسيا لا يُستهان به. ولماذا يمكن ان يكون لطائفة المستوطنين حزبان على الأقل؟ فقد كانوا يستطيعون الاكتفاء باحزاب يمين "عادية" باعتبارها جزءا من المزج بين الفرق الجالية بين اولئك الذين يسكنون خارج حدود الدولة وبين سكان الدولة. ولماذا يُنظر الى تعبير "احزاب عربية" أنه مفهوم من تلقاء ذاته من الجانب الطائفي برغم الفروق بينها ولا يتهمها أحد بشق الوحدة بسبب صبغتها الطائفية – القومية؟ صحيح إن العرب، كل العرب، أعداء ولكونهم كذلك يجدر ان يُدخلوا في قفص طائفي مميز جيدا كي لا نضطر الى البلبلة بين "الأخيار" و"الأشرار".

        إنه بسبب الصهر المقدس خاصة، من المناسب ان تمثل شاس أو كل حزب آخر يرغب في ذلك طائفة أو فئة. فاذا كانت شاس تُقدر ان تمثيل الحريديين الشرقيين بسبب الظلم والتمييز سيمنحها قوة سياسية فانه ينبغي ان نعاضدها لأن هذا هو جوهر لعبة القوى السياسية. واذا نجحت بذلك في ان تُسهم في اصلاح الوضع الاقتصادي لـ "طائفتها" وفي إحداث اصلاح في الجهاز الذي لا مساواة فيه فلتكن مباركة. لأنها ستعمل بذلك في اعادة البناء الجزئي لبوتقة الصهر. ليست مشكلة شاس أنها تمثل طائفة أو فئة بل أنها ترفض مباديء اخرى فهي ترفض التساوي في حمل العبء ومساواة الفرص التي تأتي مع الدراسة العامة ومع العمل. وهذا الخلط الذي يؤلف بين الحريدية والطائفية مثل عنصرين قابلين للانفجار في مُركب كيميائي هو الذي يُنشيء الخوف من الشبح الطائفي. ان المجتمع الذي يعرف كيف يحترم ويرعى الطوائف والثقافات لا يجعلها أشباحا. والحزب الذي يستغل فكرة صحيحة هي التمثيل الطائفي ليتهرب من العبء الجماعي يُدمر طائفته.