بالصور صاحب فاخورة تراثية: « بلدية غزة تتعمد اذلالي » ويهدد بالاضراب عن الطعام

الساعة 01:45 م|31 ديسمبر 2012

غزة (تقرير خاص)

لم يكن يتخيل الحاج عطالله سلمان عطالله (70 عاماً) أن يهدم فاخورته التراثية بيديه والتي ورثه عن أجداده لمدة تفوق ميلاده وميلاد أجداده، قضت فيها الفاخورة شامخة بعطائها وتراثيتها، تحافظ على ما تبقى من معالم تراثية اندثرت لعوامل داخلية وأخرى خارجية مفتعلة هدفها طمس ما تبقى من التراث الفلسطيني.

الفاخورة ناشدت بقيمتها وبتراثيتها وبكل من أحبوها وعشقوا دفئها أن لا تهدم وان لا تطمس، بلدية غزة وجهت الإخطار تلو الإخطار لصاحبها، الذي بكى حتى بللت دموعه الإخطارات المرسلة، ليستنكر ورق الإخطارات ما قامت به البلدية من إجراءات بحق الفاخورة.

وتعتبر الفاخورة من أهم المرافق التراثية بقطاع غزة على مدار ستة عقود، شاركت خلالها بكل طاقتها في المعارض التراثية، ومنحتها بلدية غزة شهادة شكر لما بذلته من عطاء في الخدمات التراثية، حتى أضحت قبلة لمن أراد أن يتنسم عبق الماضي.

 
هدم

عطالله يهدم فاخورة أجداده !!

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" قامت بزيارة ميدانية للفاخورة للوقوف على أخر المستجدات عقب المناشدات التي أطلقها الحاج عطالله وجيرانه وعائلته وعقب العديد من التحقيقات الإعلامية والتقارير الصحفية التي حاكت المعاناة الإنسانية والتراثية.

وعند زيارة مراسل "فلسطين اليوم" للفاخورة وجدنا ما يدهشنا من الحنق الذي يواجهُ صاحبها، فما أن اقتربنا من الفاخورة حتى وجدنا صوت عويل وبكاء وصياح يخرج من بوابتها التي كانت نبراساً ومشهداً من مشاهدِ العز بالقطاع لما تخلده من الماضي الأصيل، وعند اقترابنا من بوابة الفاخورة كانت تخرج أصوات لمواطنين يقولون:"وحد الله يا حج عطالله، حسبنا الله ونعم الوكيل، هذا مالك ما تعمل هيك، الخ .." وعند الدخول إلى فناء الفاخورة وجدنا الحاج عطالله يبكي بحرقة كالأطفال وبيده فأس ويقوم  بهدم فاخورته نظراً للإخطارات المتتالية التي تهدد بالإزالة من قبل بلدية غزة.

الحاج "السبعيني"عطالله لم يتوقف عن الصراخ والعويل ويديه تحطم كل ما وقعت عليه من الفخار الذي جبل على مدار أعوام عدة بدمع العيون وبمرارة الأيام وعند هدوءه والتقاط أنفاسه من محاولة هدم الفاخورة والتي أوقع جزء غير يسير منها ..  قال :"ناشدنا مرات ومرات بلدية غزة حتى لا ينفذ القرار الظالم بالفاخورة ولكنها لم تستجب وأريد أن اهدم الفاخورة على أعينهم وحتى تكون شاهدة على إجرامهم بحق التراث" على حد ما قال.


هدم الفاخورة

وذكر عطالله الأسباب والذرائع التي تسوقها بلدية غزة لإزالة الفاخورة التي وصفها بالغير مقنعة وغير واقعية والتي جاءت بناء على شكاوى كيدية، موضحاً أن فاخورته لا تضر بالصالح العام ولا تتسبب بمكرهة صحية، ومطابقة لمعايير السلامة المهنية والوقائية.

وتتذرع بلدية غزة بأن الفاخورة تحدث مكرهة صحية بالمنطقة، على الرغم من أن الفاخورة لا تستخدم إلا أدوات طبيعية في إشعال وحرق الفخار الذي يحتاج للحرق وهو أحد عمليات إنتاج الفخار، بحسب ما أكد المهندس كمال الكولك رئيس قسم الصحة الوقائية في البلدية.

وأكد الحاج عطالله أنهم تقدموا للبلدية بعشرات الحلول المرضية التي تبدد وتفند مزاعمهم وتسد أبواب الإزالة في وجه الفاخورة والتي كانت أخرها مبادرة شركة "السمنة" إحدى الشركات المعروفة بالقطاع بتطوير آلية تمنع من إصدار أي دخان يضر بالطبيعة -كما تزعم بلدية غزة- بل ويحولها إلى مواد صالحة للبيئة عن طريق أجهزة فلتره عالمية مختصة ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل وبإقناع البلدية في العدول عن قراراتها.

ويتخذ الحاج عطالله كافة إجراءات السلامة التي من شأنها الحفاظ على الصحة العامة بالمنطقة كعمل مدخنة خاصة بالفاخورة تفوق في طولها المباني المجاورة لها، وحرق الفخار بالمواد الطبيعية كجفت الزيتون وحطب الليمون بعيداً عن النايلون والبلاستيك الذي لا يصلح اصلاً للإشعال، وهو ما أوضحه رئيس قسم الصحة الوقائية في بلدية غزة م. كمال الكولك، الذي أكد أن فاخورة عطالله تأخذ بعين الاعتبار كل الشروط الصحية والبيئية وتتخذ تدابير السلامة الوقائية.

وقال الكولك في أوقات سابقة لوسائل إعلام محلية إن "صاحب الفاخورة ملتزم بالمواصفات البيئية والصحية وملتزم بوضع مدخنة أعلى من المنازل المحيطة بعشرين مترا، ويعمل على الموارد الطبيعية كجفت الزيتون والحطب".


هدم الفاخورة

الإضراب عن الطعام .. احتجاجاً

ويعتاش من وراء الفاخورة ما يقرب على عشرة عائلات من أهالي المنطقة المجاورة تعمل بداخلها ليس لهم أي مصادر للرزق سوى تلك الفاخورة وتلك المهنة.

أهالي الحي الذي تربوا داخل تلك الفاخورة قاموا بحملة توقيعات كبرى بالمنطقة تطالب بلدية غزة بالعدول عن قرار الإزالة، ويصرحون فيه بعدم وجود مكرهة صحية ناتجة عنها.

وطالب عطالله رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة إسماعيل هنية بالإضافة إلى وزارة السياحة والحكم المحلي ورجالات الإصلاح بالتدخل وإنقاذ ما اسماها بالمجزرة التاريخية والاقتصادية التي قد تؤثر سلباً على ظروفه المادية.

واختتم الحاج عطالله حديثه وهو يهدد بالإضراب عن الطعام المفتوح في حال اتخذت بلدية غزة إجراءات تنفيذية أخرى بحق الفاخورةالتي تعتبر مصدر رزقه، وزرق العشرات من العائلات الأخرى، علاوة على أنها تعتبر من تراث أجدده منذ أكثر من سبعين عام حيث قال :"في حال أقدمت البلدية على خطوات تنفيذية بحق الفاخورة وهدمها ساقوم بالإضراب عن الطعام المفتوح، أحتجاجاً على قرارات البلدية التي تحاول إذلالي".

 

هدم


هدم
هدم
هدم الفاخورة
هدم الفاخورة
هدم الفاخورة
هدم الفاخورة
هدم الفاخورة
هدم الفاخورة
هدم الفاخورة
هدم الفاخورة

هدم الفاخورة