خبر الفلسطينيون يستقبلون 2013... باستيطان أكثر وأرض أقل

الساعة 12:07 م|31 ديسمبر 2012

غزة

يستقبل الفلسطينيين العام 2013 بتركة ثقيلة من التوسع الاستيطاني الذي بات يحاصر الفلسطينيين ويقضم أراضيهم و ينهب ما تبقى منها، مخلفاً حلماً مشوهاُ لدولة فلسطينية على "حدود" الرابع من حزيران 1967، بلا تواصل جغرافي على الأرض.

وبحسب الخبراء و ذوي الشأن بقضايا الاستيطان ومصادرة الأراضي، فإن العام 2012 هو الأسوأ منذ العام 1967، من حيث تصعيد البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي وتنفيذا للمخططات الصهيونية الموضوعة منذ سنوات طويلة.

وأكد منسق اللجنة الشعبية لمكافحة الاستيطان ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية جمال جمعة لـ "فلسطين اليوم"، أن التوسع الاستيطاني وصل ذروته في العام 2012، حيث أحييت سلطات الاحتلال الصهيوني مخططات استيطانية مصيرية بما يتعلق بمستقبل الضفة.

إحياء لمخططات قديمة

وأوضح جمعة:" أن العام 2012 شهد أكبر حجم توسعات استيطانية منذ احتلال أراضي الضفة الغربية في 1967، و هذا باعتراف الجانب "الإسرائيلي"، وخاصة في الفترة الأخيرة خلال شهر كانون أول/ ديسمبر الحالي".

وقال جمعة إن هذه التوسعات تركزت في مدينة القدس المحتلة، والتي فاقت ما تم الإعلان عنه خلال فترة 44 عاماً من عمر احتلال الشق الشرقي من المدينة.

وبلغة الأرقام، قال جمعة أن 15 ألف وحدة استيطانية جديدة أعلن عنها في آخر شهر بالسنة، منها 13500 في القدس وحدها، والمقصود بمدينة القدس هي مستوطنات داخل القدس، وفي إطار الغلاف التي ضمها الجدار، و حيث يتم حاليا تكريس الاستيطان استعدادا لتطبيق مخطط القدس الكبرى.

ولعل الأبرز في حركة الاستيطان في القدس المحتلة هو تفعيل مخطط E1، و هو مخطط قديم أعلن عنه في العام 1991، و توقف في أكثر من مرحلة لخطورته، والحديث هنا يدور عن مصادرة 6600 دونما، في المنطقة الممتدة ما بين عناتا ومنطقة الطور وصولا إلى الخان الأحمر.

وهذه الخطة، كما يقول جمعة، مخطط كامل لبناء مدينة استيطانية تبدأ من بلدة عناتا شمالا، وبناء منطقة صناعية، ثم مقر رئيسي للشرطة و حرس الحدود، و خزان مائي، و أكثر من 6000 غرفة فندقية استيطانية في المنطقة الممتدة ما بين عناتا وحتى الخان الأحمر.

والمخطط الثاني، والذي لا يقل خطورة عن المخطط الأول هو مخطط بناء مستوطنة جديدة تحت مسمى "جفعوت"، والتي من المقرر أن تضم 13 الف وحدة استيطانية، في المنطقة الواقعة على أراضي قريتي نحالين والولجة، وتصل هذه المستوطنة بين مستوطني غوش عتصيون وبيتار عيليت.

هذه المستوطنة، كما يقول جمعة، ستشكل حزام استيطاني متواصل يمر عبر اراضي الولجة حيث سيجري بناء مدينة استيطانية جديدة فيها حوالي 15 الف وحدة استيطانية بالاضافة الى التوسعات في جيلو جنوب القدس، و"جيفعات متوس" التي تلتقي من جيلو في ثلاث مناطق استيطانية مع مستعمرة جبل أبو غنيم، وهو ما سيشكل قوس متواصل من الحزام الاستيطاني الذي يفصل القدس كليا عن بيت لحم جنوبا.

استيطان يقطع الضفة

و في باقي مدن ومحافظات الضفة لا يختلف الأمر كثيرا عما يجري في مدينة القدس، فالتوسع  الإستيطاني يجري على ثلاث نطاقات، بدءا من أصبع ارئيل وقدوميم الذي يترسخ في كتل استيطانية متواصلة مع بعضها البعض، وتم تحويل بؤر عشوائية الى مستوطنات رسمية كما حدث في منطقة سلفيت، فيكتمل الخط الاستيطاني المتواصل حتى غور الأردن.

ويعتقد جمعة أن هذا الكم من التوسع الاستيطاني قتل إمكانية قيام أية دولة أو كيان فلسطيني في الضفة، وهو ما تم العمل عليه ضمن خطة مكثفة بدأ العمل بتطبيقها منذ العام 2001 فيما يسمى خطة الفصل أحادي الجانب، والتسارع الاستيطاني سببه تسريع إنهاء هذه الخطة وبالتالي طرح كل العطاءات الاستيطانية لتنفيذ هذا المخطط.

و جمعة أن الاستيطان في الضفة يجري على ثلاث مقاطع  الأول إصبع ارئيل الممتد من كفر قاسم غربا وحتى غور الأردن شرقا، وفي الوسط من القدس وحتى البحر الميت شرقا، وجنوبا غوش عتصيون التي تلتف حول محافظة بيت لحم وحتى السفوح الشرقية للبحر الميت.

وتابع جمعة:" من الأمور التي تمت ملاحظتها أيضا خلال العام الحالي هو تكثيف السيطرة على مصادر المياه في الضفة الغربية، حيث تم السيطرة على 76 نبع وعين مياه، عدا عن توسيع البؤر الاستيطانية التي تقام بحجج التوسع الطبيعي".