خبر سقطت المؤسستان الرسميتان الأعز -هآرتس

الساعة 09:18 ص|31 ديسمبر 2012

سقطت المؤسستان الرسميتان الأعز -هآرتس

على قلوب الاسرائيليين ضحية لهوس الليكود

بقلم: يوسي فيرتر

 (المضمون: الانقضاض على قضاة المحكمة العليا الذين لم يوافقوا على رفض ترشح حنين الزعبي للكنيست والهجوم على الرئيس بيرس لأنه قال ان أبو مازن شريك في السلام، دلالة على الدرك القيمي الذي بلغ اليه الحزب الحاكم - المصدر).

أي يوم سعيد وأي يوم لذة مر اليوم على متحدثي الليكود: إنقضوا في الصباح بقسوة تميزهم ليس فيها جلال ولا فخامة على تسعة قضاة المحكمة العليا الذين عملوا بحسب القانون وسمحوا لعضو الكنيست حنين الزعبي من حزب التجمع بالمنافسة في الانتخابات. وبعد الظهر رفعوا قبضات أيديهم وضربوا رئيس الدولة شمعون بيرس الذي تجرأ على ان يقول الكلمتين الفظتين "سلام" و"أبو مازن"، في جملة واحدة في خطبة أمام سفراء اسرائيل. انها غلة حسنة. ففي غضون ثماني ساعات، أي في يوم عمل متوسط، سقطت المؤسستان الرسميتان الأعز على قلوب الاسرائيليين ضحية لهوس الليكود.

لنبدأ ببيرس. طلب اليه قبل بضعة اسابيع المدير العام لوزارة الخارجية ان يستضيف السفراء الاسرائيليين في مسكنه، وأن يحاضر فيهم محاضرة سياسية وان يُجيب عن اسئلة في الشأن السياسي. واستجاب بيرس راغبا. وحُدد اللقاء ليكون اليوم. وحضر بيرس وفصل على مسامع الدبلوماسيين نظريته المعروفة المعلومة أو حتى المتعبة قليلا كما يجب ان نقول فقال: "أبو مازن شريك. وهو ضد للارهاب ومؤيد للسلام ومؤيد لدولتين". وماذا يوجد من جديد آخر في عالمنا.

وهاجوا وماجوا في الليكود بيتنا. يبدو أنهم توقعوا ان يقرأ بيرس في استكانة من ورقة الرسائل التي يصدرها مقر انتخابات القائمة المشتركة. وحينما تجرأ المذكور آنفا على ان يقول رأيه لم يتأخر مجيء الرد العنيف البافلوفي الذي زعم ان بيرس "مقطوع عن مواقف الجمهور". يمكن ان نفهم الليكود بيتنا. انهم في مشكلة: وهي انه ليس لهم خصم في هذه الانتخابات. فمن المؤكد ان نتنياهو هو رئيس الوزراء القادم. وهذا الواقع النادر يجعل مصوتين كثيرين من اليمين يتابعون احزابا اخرى من كتلة اليمين أو حتى من كتلة المركز. وكل من يهاجمه الليكود يقوى فقط مثل نفتالي بينيت وشاس.

ما الذي بقي ومن الذي بقي إن لم يكن شمعون العزيز. عليه، على الشخص الذي نشر الدعاية اربع سنوات وبيّن ودافع عن نتنياهو عند زعماء العالم، والشخص الذي ليّن وصد ومنع هجمات وتنديدات الى ان كادت تزهق قوته – عليه يمكن ويُراد الانقضاض بأظفار مسلولة واتهامه بـ "الأخذ بموقف سياسي". وهكذا يحصلون على ثلاثة بثمن واحد: فهم يُحيون الجدل السياسي في أبو مازن وفي الصراع؛ ولا يخسرون ايضا، من اجل التغيير، نوابا في الطريق لأن بيرس ليس في الملعب السياسي؛ ويبتعثون ايضا ذكريات عن تآمر لا يكل. ما أفضل ان يكون بيرس ما يزال معنا هنا، فهو مورد لا ينفد وهو كيس ضرب ثابت وهدف ساكن.

إن بيرس بالطبع ليس ساذجا. فحينما صعد ليخطب فوق المنصة في مسكن الرئيس، عرف بالضبط أي صدى سيثيره كلامه ومن الذين سيخدمهم. ويجوز لنا ايضا ان نرتاب فيه أنه استمتع بذلك وبحق. فقبل نهاية ولايته بسنة ونصف يشعر بأنه أكثر حرية وتحررا ليقول رأيه. وقد بدأ يفكر في التركة التي سيُخلفها وراءه في تموز 2014 حتى إن الوزيرين جلعاد أردان وبوغي يعلون لن يُخيفاه. وبالمناسبة نقول من الذي قال ان نتنياهو لا يستخلص الدروس: فقد نشر اليوم اعلانا مهذبا يحترم بيرس. وهو يدرك كم يساعد هذا الصوت السليم الدولة.

ونُنهي مع النائبة الزعبي: ترأس قضاة المحكمة العليا التسعة الذين قضوا بالاجماع بأن قرار لجنة الانتخابات المركزية كان مخالفا للقانون، ترأسهم آشر غرونس وهو نفس غرونس الذي جند اليمين كله نفسه لتعيينه وريثا لدوريت بينيش كي يصنع نظاما ويُعيد الى دار العدل قليلا من القيم الوطنية المنتصبة القامة.

ليست هذه أول مرة يرفض فيها غرونس ان يرقص على ناي اعضاء الكنيست من الليكود واسرائيل بيتنا والاتحاد الوطني الذين صوتوا في الكنيست مؤيدين لقانون غرونس. وقد فهم من سمع اليوم عضو الكنيست أوفير ايكونيس، وهو مُرتل لا يكل لجُمل دعاية ضحلة سطحية منقضا على القضاة مشتكيا لماذا لم يوجد منهم واحد، حتى واحد، "يقف عن يمين جنود الجيش الاسرائيلي"، فهم الى أي درك قيمي بلغ الحزب الحاكم الذي هذا واحد من متحدثيه الرئيسين. واجتهد ايكونيس ايضا في ان يذكر كعادته انه ترعرع على نظرية مناحيم بيغن. وكأن بيغن كان يخطر بباله ان يرفض عضو كنيست عربيا لم يخالف أي قانون، أن يُرشح للكنيست. اذا اجتاز حزب التجمع في هذه الانتخابات نسبة الحسم فيجب على الزعبي ورفاقها ان يرسلوا الى ايكونيس باقة ورد كبيرة.