خبر انعدام للخيارات سوى المقاومة..الأزمة المالية تُهدد استمرار السلطة

الساعة 10:41 ص|30 ديسمبر 2012

رام الله (خاص)

قطعت زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى رام الله يوم أمس كل أمل على إمكانية "تفعيل شبكة الأمان العربية" التي وعد بها وزراء الخارجية العرب و كانت السلطة تعول عليها الكثير في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها، بعد حجب إسرائيل لأموال الضرائب الفلسطينية.

هذا الحال، يعني استمرار الأزمة المالية لدى السلطة و تطورها بشكل أكبر و أوسع مما يهدد وجودها و استمرارها في ظل عجزها عن استجلاب الأموال لصرف رواتب موظفيها و سد العجز و الديون التي وصلت حدا غير مسبوق.

عن ذلك يقول الخبير بالشؤون الاقتصادية نصر عبد الكريم لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن الخيارات المتاحة لدى السلطة ضيقة للغاية و تكاد تكون معدومة، فأما الاستمرار على التعويل على المساعدات المالية الدولية، و إسقاط الخيار العربي بالكامل أو الاعتماد على وضع خطة اقتصادية متكاملة.

وتابع عبد الكريم:" العرب لا يستطيعون تقديم ما التزموا به، و لا يمكن الاعتماد عليهم بالمقابل للضغط على إسرائيل لتحرير العائدات الضريبية للسلطة الفلسطينية".

عجز اقتصادي متأصل

ويعتقد عبد الكريم أن الحلول المتاحة الأن أمام السلطة للخروج من مأزقها المالي تبقى مجزوءة و انتقائية، متوقعا أن يكون هناك سياسية تقشف عالية، قائلا أن التعامل مع الأزمة يحتاج لمزيد من التكاشف والصراحة بين الحكومة و الشعب، و حصر الموارد المحدودة و الصرف بأقل التكاليف و أكبر أمكانية ممكنة من العدالة.

وانتقد عبد الكريم أداء السلطة الاقتصادي متسائلاً: لماذا لم تقر السلطة أي سياسية اقتصادية لمواجهة هذه الأزمة، ففي ظل تدفق مالي بالمليارات على السلطة في الأعوام السابقة، لماذا لم يخصص جزء من هذه المساعدات على شكل احتياط سيادي أو طوارئ؟.

الوضع الاقتصادي المتردي للسلطة، و انعدام الحلول القريبة في الأفق يلقي بظلاله على الوضع السياسي، المرشح لمزيد من التأزم أيضا، و الذي لربما يحمل في طياته الحل لكل هذه المشاكل، الاقتصادية و السياسية، كما يقول النائب في المجلس التشريعي د. حسن خريشة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" .

و قال د. خريشة:" أن مستقبل السلطة يعتمد على قدرة القيادة تحمل القيود و إدارة الأزمة بطريقة حقيقية، بأن تجذب الشعب الى مفهوم الوطنية الفلسطينية، فإن كانت الأزمة لها علاقة بالقضايا الوطنية سيكون الشعب على استعداد للصمود طويلا".

إلى جانب ذلك، يرى د. خريشة ضرورة تفعيل الضغط الشعبي على الاحتلال من خلال انتفاضة أو هبة شعبية تكون جزء من خطة مستقبلية للسلطة، تستهدف كل أهداف الاحتلال في الضفة الغربية، و تكون جزء من خطة لتأزيم المنطقة، و ليعود العالم و يشعر بالقضية الفلسطينية و أهمية الضغط على الاحتلال.

وانتقد خريشة تعامل الرئيس مع الأزمة التي تمر بها السلطة و تصريحاته التي قال فيها أنه ينوي" تسليم مفاتيح السلطة لنتانياهو بعد الانتخابات الإسرائيلية إن لن تفعل مفاوضات السلام"، قائلا:" أن كان أبو مازن يرغب في التنحي عن منصبه فهذا شأنه، و لكن عليه أن يسلم مفاتيح السلطة للشعب الذي انتخبه، فهذه الأرض ملك للفلسطينيين و متمسكون بها و نتانياهو هو الطارئ عليها".

و يعود خريشة للتأكيد على الخيار الوحيد المتبقي لدى السلطة من خلال الانتفاضة " أو الهبة الشعبية" ضد الاحتلال، و خاصة في ظل تنامي الشعور لدي الفلسطينيين بأن المقاومة هي الطريق المناسب للتعامل مع الاحتلال في إعقاب العدوان على غزة.

و تابع خريشة:" أعتقد أن حاله العزة و الكرامة التي استعيدت في العام 2012، إلى جانب عامل الإحباط في ظل انغلاق الأفق السياسي عوامل أساسية مساعدة لاندلاع هبة شعبية قوية في العام 2013".