بالصور أرصفةُ طرقات غزة ليست للمواطنين .. ولا تصلح للآدميين !!

الساعة 09:23 ص|30 ديسمبر 2012

غزة (تقرير خاص)

ليس غريباً في قطاع غزة أن يسير المارة جميعاً بالطريق المخصص للسيارات ولكنه ليس صرعاً من الأمن والأمان أو لأنهم يفضلون المسير بتلك الطرقات، ولكن السبب وراء ذلك كله أنهم لم يجدوا طريقاً أو رصيف خاص بهم ولإنتهاك حقهم المستمر والمستباح من جهات عدة.

وأبرز تلك الانتهاكات هي (خلجان العشوائيات) حيث أنه لكل محل أمامه بسطة تفوق ما يختزنه المحل الأساسي من البضائع فتارة تجد تجار السيارات ينتهكون الرصيف وأخر بائع الفاكهة وأخر محل للكاوتشوك.. الخ مما طال ذكره وحصره.

ومن تلك الترهلات التي تعاني منها الأرصفة وجود (الفسيفساء) وانتشار منظومة الترقيع العفنة التي تشوه ملامح المدينة، حيث لا تجد رصيف بغزة (عن حصر) يكاد تتشابه تفاصيله ببعضها البعض فتارة تجد (حفرة، رمل، باطون، بلاط شوارع، وبلاط منزلي، بلاط كرميكا، أسفلت زفته، أحيانا لا تجد رصيف) وبأحيان أخرى يتساوى الرصيف مع طريق السيارات.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" رصدت الظاهرة والتي جاءت بناء على العديد من شكاوى المواطنين وتحدثت إلى بلدية غزة بهذا الخصوص.

السير بين السيارات !!

الشاب رامي فؤاد (25 عاماً) والذي وجدناه خلال رصد الوكالة للظاهرة يسير بين السيارات لوجود عوائق وتعديات تمنعه من المسير على الأرصفة فقال:"أسير أنا بين السيارات لأنه لا يوجد البديل المناسب وكل صاحب محل يضع أمامه بأمتار بضاعته ليروج لها ويعيق مرورنا".

وأضاف :"الأرصفة بقطاع غزة بحاجة إلى إعادة تأهيل وبلدية غزة لا تتقِ الله في إصلاح تلك الأرصفة التي أكل عليها الدهر وشرب".

وأوضح أن من الخطورة الكبيرة وجود أرصفة متهالكة إن وجدت أصلاً خاصة في فصل الشتاء حيث أنها تعيق المارة وربما توقع الكثيرون في مشاكل التعثر وربما الكسر  لوجود  حفر عميقة ناهيك عن مصارف مياه الأمطار التي تُترك مفتوحة وتُؤذي الكثيرين.

ووجه فؤاد دعوته للمواطنين المتضررين من جراء الإهمال الذي وصفه بالمتعمد إلى تقديم شكاوى قضائية ضد بلدية غزة.

واختتم حديثه بتحميل بلدية غزة المسؤولية الكاملة عن حالة الترهل التي تعيشها أرصفة قطاع غزة وأية أضرار ناتجة عن تلك الحالة كالحوادث وتعثر المارة.

وضمن حالة الرصد التي تقوم بها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" التي أوضحت استفحال الظاهرة واشتداد الأزمة والتي أظهرت تعبيرات استياء عام من الطلاب والطالبات والشيوخ والمرضى والمعاقين والذين تركوا جميعهم بلا استثناء صغيرهم وكبيرهم تركوا الأرصفة لأصحاب المحلات الذين امتدت بضائعهم حوالي5 أمتار  تجاه الرصيف بلا حسيب ولا رقيب.

يضطر المواطنون للسير بين السيارات لإنعدامية القدرة على المسير فوف الرصيف ولوجود تعديات (الصورة توضح)

طريقات وتعديات

الضرير والطريق !!

الضرير الشيخ الضرير محمد أبو وادي (60 عاماً) والتي كانت خطواته تتقدم أمتار وتتراجع أمتار خوفاً من التعثر ووجود ثغرات كبيرة ووجود اختلاف في أرصفة الشارع كوجود بلاط "كراميكا" الذي يؤدي إلى خطر التزحلق.

وأوضح بحرقة، أن الطرقات الخاصة بالمشاة أصبحت يندى لها الجبين نتيجة عدم متابعة وعمل الإصلاحات اللازمة فيها.

وقال :"ليس لأنني ضرير أشكو الشوارع والطرقات والأرصفة حتى الذين يروا يستاءون من تلك الحالة وذلك الإهمال".

وأضاف، أن تطور كل منطقة أو مدينة بالعالم يقاس بتطور طرقاتها ومرافقها، وهنا في قطاع غزة لا يوجد طرقات للمشاة والمارة بتاتاً وإن وجدت فيندى لها الجبين ونضطر إلى الخوض بين السيارات لتجنب العشوائيات المنتشرة على جنبات الطرق كمكاتب السيارات".

وطالب بلدية غزة والجهات المسئولة بضرورة وقف ما أسماه بـ"المهزلة" التي تحصل في شوارع المدينة والتي تليق بحضاراتها.



طريقات وتعديات

أزمة الفسيفساء .. والمسئولين

من جانبه، أقر مدير عام الهندسة والتخطيط ببلدية غزة نهاد المغني بوجود إشكالية الحفر في الأرصفة خاصة بالشوارع القديمة كشارع الوحدة بالمدينة ومن وجود إشكالية الترقيع والترهل العام بالأرصفة.  

وقال :إشكالية الأرصفة والتعديات عليها أمر يعيق المارة ويسيء للبلدية، ونحن نحاول قدر المستطاع أن نطور من الأرصفة والطرقات العامة بالقطاع".

واتهم المغني بعض المواطنين في المشاركة في الترهل العام للأرصفة عن طريق التدخل المباشر في رفع الطرقات دون التوجه إلى الجهات المختصة بالبلدية وعمل أحياناً شق في الطرق لمصالح خاصة كعمل إمدادات خاصة لمنازلهم.

ووجه نداءه عبر "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى المواطنين الذين يشكون الأرصفة السيئة أو كل شخص يرى طريق أو حفرة في الأرصفة أن يتوجه فوراً إلى دائرته (الهندسة والتخطيط بالبلدية) أو إلى المدير المغني شخصياً لتبليغ عن ذلك وعمل الصيانة اللازمة في اليوم التالي من التبليغ.

ولم يخف المغني ضعف الإمكانيات التي تواجهها البلديات في قطاع غزة والتي تعيق عملها بالمنطقة والتطوير اللازم، على حد قوله.

واختتم المغني حديثه بأن البلدية تعكف على مشروع كبير يستهدف شارع الوحدة لتطويره بما يليق بهذا المكان باعتباره عصب المدينة من المكان والرمزية.


ازمة الفسيفساء وسياسة ترقيع الطرقات التي تنتهجها البلدية
طريقات وتعديات

 

أزمة التعديات .. "القانون هو العائق"

أما عن أزمة التعديات والعشوائيات على أرصفة قطاع غزة التي من المفترض أن تكون خالية أمام أرجل المواطنين على اقل تقدير بدوره لم يخف مدير عام الإدارة العامة للتنظيم ببلدية غزة حاتم الشيخ خليل مشكلة التعديات التي تؤرق المواطنين الغزيين وخطورتها عليهم والتي أوضح خلال حديثه مصرع طفل وكنتيجة لعدم وجود رصيف والتعدي عليه ولجوؤه إلى السير على طريق الخاص بالسيارات.

وأكد الشيخ خليل أن دائرته تعمل على مدار الساعة  في إزالة التعديات على الطرقات، وعزى أسباب انتشار حالة العشوائيات على طرقات القطاع إلى فقدان البلدية لقانون رادع وحاسم أمام المتعدي وجهل المواطن بخطورتها.

وقال :"إن دائرتنا مستمرة في عملها للتخلص من إشكالية التعديات من خلال الترغيب والترهيب والإرشاد".

وأضاف :"القانون يقف عائق أمام البلدية من خلال انه لا يفرض غرامات كبيرة تجعل الشخص يفكر ملياً عند  التعدي وقبله، ونحاول سن ووضع قانون وفرض غرامات أكبر".

لكن الأمر مختلف عند رصد للظاهرة التي أفاد العديد من المواطنين أن بلدية غزة لم تخبرهم ولم تعاقبهم نتيجة وتلك التعديات والعشوائيات على شوارع وأرصفة المدينة بل أنها أصبحت تتجاوز الارصفة تدخل كالخلجان في "الإسفلت".

وأفاد الشيخ خليل أن دائرته ستقوم بدء من الأسبوع القادم من صدور التقرير "بحملة كبرى" بالعمل على إزالة التعديات على الطرقات تستهدف خلالها شارع الجلاء وشارع الوحدة الذي تنتشر فيه العشوائية وانعدامي التنظيم.

وتعهد الشيخ خليل بالتعامل مع بلاغات المواطنين ومعالجتها والتي تفيد بوجود عشوائيات في أية منطقة يشتكي فيها المواطن بغزة خاصة المنتشرة على الأرصفة.

 


طرقات وتعديات
طرقات وتعديات
طرقات وتعديات
طرقات وتعديات
طريقات وتعديات
طريقات وتعديات
طريقات وتعديات
طريقات وتعديات
طرقات وتعديات