خبر الليكود فقط سيُعيد -يديعوت

الساعة 09:03 ص|26 ديسمبر 2012

الليكود فقط سيُعيد -يديعوت

بقلم: ايتان هابر

هنا أمامكم "خلاصة" هذه المقالة لاولئك من بينكم الذين لا تقدر قواهم النفسية على الحقيقة المُرة وهي ان بنيامين نتنياهو لن يكون كما يبدو مختلفا عن جميع رؤساء الوزراء من الليكود الى الآن، وحينما سيواجه الواقع المؤلم القاسي سينسى نظريات الماضي التي اتجه الى الانتخابات بهدي منها – مثل بيغن وشمير وشارون واولمرت.

كان لليكود اربعة ونصف من رؤساء الوزراء منذ 1977 (والنصف هو اولمرت الذي سنوسع الحديث عنه فيما بعد). وهم، أكثر من رؤساء وزراء العمل لم يفوا قط بوعودهم لجمهور الناخبين وتهديداتهم للفلسطينيين والدول العربية. إن رؤساء الوزراء من الليكود قد قادوا في واقع الأمر الى أكبر التنازلات وأوسعها حتى اليوم، وهذه حقيقة.

من لم يكن يؤمن بذلك ويحتاج الى حقائق فاليه أولها: وعد مناحيم بيغن وهو أهم ايديولوجي في الحركة القومية بعد زئيف جابوتنسكي، وهو زعيم حركة سرية قاد حركته من معارضة لسنين طويلة الى الحكم، وعد بجبال وتلال ودم وعرق ودموع. فماذا حدث له؟ حينما بلغ الى ديوان رئيس الوزراء، درس "المادة"، وفهم الواقع وطوى وانطوى في شبه جزيرة سيناء وعن منطقة يميت. كان في منطقة يميت 15 مستوطنة لكن من سوى سكانها يذكر أسماءها اليوم؟.

لكن بيغن في عروض التشدد احتل الذُرى: مرة حينما مكث رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان باتفاق استراتيجي مع اسرائيل، وجاء السفير الامريكي سام لويس الى بيت بيغن في القدس ليُبلغه ذلك فانقض عليه بيغن صارخا: "نحن لسنا أتباعكم" وأرسل سكرتير الحكومة آريه نئور ليظهر أمام عدسات تصوير التلفاز لاظهار القوة والزعامة. فقال "لسنا أتباعا" مُقلدا بيغن في صراخه. والنهاية معروفة لكن لا في أيام ريغان بل في ايام كارتر، فبيغن الذي وعد بأنه سيحزم أمتعته اذا طلبوا إليه ان يُخلي بيتا واحدا في منطقة يميت أو عند مشارف رفح، عاد الى البيت من كامب ديفيد من غير سيناء ومن غير مستوطنات منطقة يميت.

وننتقل الى اسحق شمير الذي كان، وينبغي ان نعترف بهذا، الأكثر تشددا في هذه المجموعة. فقد بيّن شمير لجميع المحيطين به في سني ولايته أنه لن يغير شيئا صغيرا من ايديولوجية الليكود وأنه من المؤكد أنه لن يُجري تفاوضا مع الفلسطينيين. وقال: "اذا كان الأمر معلقا بي لأطلت التفاوض عشر سنوات أو عشرين سنة أو مئة سنة".

وهذا بالضبط هو الأمر: فذلك لم يكن معلقا به أو لم يكن معلقا به وحده. حينما وجد الرئيس جورج بوش (الأب) ووزير خارجيته المتشدد خاصة جيمس بيكر "اختراعا" فريدا في نوعه وهو "وفد اردني فلسطيني" وكان التأكيد للشرطة الصغيرة الرابطة بينهما، وافق شمير على إغماض عينيه والقضاء على الوباء فشارك في مؤتمر مدريد وخطب هناك خطبة عصماء وحظي بهتاف رفاقه في الليكود الذين لم يفهموا حتى ذلك الحين أن الخطوة السياسية الاولى هي المقررة وتأتي بعدها التنازلات الاخرى من تلقاء نفسها تقريبا.

ثم جاء الأكثر صرامة وبروزا بين الجميع وهو اريئيل شارون. وهو الرجل الذي أخاف كل رؤساء الوزراء. فهو لم يتحدث فقط بل فعل وأمر ببناء مستوطنات على كل تل وتحت كل شجرة ناضرة لكي يمنع تقسيم البلاد. كان شارون أكثر رؤساء وزراء الليكود فظاظة في كلامه حتى ذلك الحين ومنذ ذلك الحين، وقد استعمل كلمات شديدة وأقسم يمين الولاء لكتلة اليمين واستوطن وجعل الآخرين يستوطنون والنهاية معروفة.

وقد أذاع رئيس وزراء آخر من الليكود هو نتنياهو وعودا عشية الانتخابات وكان يبدو فخر الحركة التي انشأت وربّت فيها "حارس الأسوار"، والايديولوجي الخالص والرجل الذي سيسحق م.ت.ف ولن يُعيد حبة تراب. هل تذكرون؟ انه رئيس الوزراء الذي وقع على اتفاق واي وأخرج الجيش الاسرائيلي من الخليل في مرحلة أولى، في اطار اتفاق على اعادة 13 في المائة من المناطق الى الفلسطينيين.

لا حاجة الى إكثار الحديث عن "نصف" رئيس الوزراء اهود اولمرت الليكودي ورجل كديما: فقد وافق كما يقول على ان يتنازل عن أكثر من 95 في المائة من المناطق وقطع أكبر مسافة يمكن ان تخطر بالبال.

هكذا هم: إنهم صارمون ومُحذرون ورادعون – ومُعيدون. وكذلك ايضا سيكون نتنياهو كما يبدو اذا أصبح رئيس الوزراء التالي. ونستنتج أن نفتالي بينيت ورفاقه يلاحظون احتمال أن يتحول بيبي الى اتجاه شيلي يحيموفيتش ويئير لبيد واشباههما وأن يمضي على أثر أسلافه، ويفهمون جيدا ما الذي ينتظرهم.