خبر السير بين القبعات الدينية- يديعوت

الساعة 09:08 ص|25 ديسمبر 2012

بقلم: يوعز هندل

يتحرك ولدان في بطن الصهيونية المتدينة. أما الأول فيؤمن بأرض اسرائيل، وأما الثاني فيؤمن بشعب اسرائيل. وأحدهما متطرف مؤمن بالقوة قومي منطوي متمايز. والثاني معتدل ليّن قومي صهيوني خادم في الجيش رائد. ان العيص ويعقوب يعيشان جنبا الى جنب لكنهما متباعدان.

لم يعد في دولة اسرائيل حيوان يُسمى صهيونية متدينة كما لا توجد صهيونية علمانية، بالضبط. والخيط الوحيد الذي يربط معتمر القبعة المنسوجة من حفات جلعاد بمعتمر قبعة منسوجة من شمال تل ابيب هو خيط القبعة، فلا توجد ايديولوجية مشتركة. والفروق عظيمة لا في مسألة اخلاء المستوطنات ورفض الأمر العسكري فقط. وتزداد الفروق حدة خصوصا في القضايا الدينية مثل صبغة الدولة اليهودية ومعنى طبيعتها الديمقراطية.

ان منظر الصهيونية المتدينة في هذه الانتخابات يخالف الواقع تماما. ان هذين الولدين أصبحا في العقود الأخيرة في طور الطلاق وهما بخلاف المعتاد لا يفعلان ذلك عن طريق الحاخامية. والبيت لا يستطيع ان يشتمل على توجهين مختلفين بهذا القدر. والتوحيد جيد من اجل عدد النواب لكنه سيء من اجل استيضاح متعمق للاسئلة التي تقلق الصهيونية المتدينة وهي: مكانة المرأة ومكانة غير اليهود ومكانة العلماني. ولا تستطيع اليهودية المعتدلة ان تحيا مع رجال دين يطمسون على وجوه النساء في صحف السبت ويُحرمون الاستماع لصوت امرأة في الجيش. وقد اخطأت وسائل الاعلام الاسرائيلية سنين طويلة حينما نظرت الى الصهيونية المتدينة باعتبارها وحدة واحدة والى المستوطنين باعتبارهم جسما واحدا. والانتخابات الآن تُحدث خطأ مشابها.

ان نفتالي بينيت مثل رفقة من الكتاب المقدس هو نتاج هذا الصراع الداخلي. ومهمته غير ممكنة وهي الاشتمال على الولدين بأمر السياسة. والعيش في البيت نفسه مع ممثلين يُصغون الى رجال الدين وساسة عينوا أنفسهم رُسلا لله. ان بينيت رجل أهل وهو جدي مع قدمين على الارض ومع فهم في الأساس لقوة الالتزام بالرسمية. وأنا أعرفه من الماضي وترعرعنا في مناطق متشابهة. ولن أصوت له لأن بيته السياسي يخالف آرائي وأنا لا أعرف كيف أعيش مع بعض التصورات العامة المختلطة هناك.

زل لسانه في يوم الخميس الأخير واخطأ لا أكثر ولا أقل. ويصعب ألا تخطيء حينما يوجد في البطن تياران كهذين. وقد اخطأت رفقة والدة يعقوب والعيص ايضا. ولا تستطيع دولة اسرائيل ان تحتوي رافضي الأوامر العسكرية ولا يهم من أي اتجاه جاءوا. من المرغوب فيه إظهار حساسية باخلاء مستوطنات لكن لا يجوز إظهار تفهم لرفض الأوامر العسكرية. وبينيت يفهم هذا جيدا برغم ان فريقا من المصوتين له يفكرون تفكيرا مختلفا. وقد فهم ولهذا حاول ان يُصلح وكل ما جاء بعد ذلك مناكفة سياسية ومحاولة لاقتطاع نواب على حساب زلة لسان.

ان الصراع الداخلي الذي يجري في داخل الصهيونية المتدينة لم يبدأ في مساء يوم الخميس عند نسيم مشعل بل هو موجود منذ زمن بعيد. هناك متدينون من اليسار واليمين وفي الدين متطرفون ومعتدلون. ويمثل بينيت بينهم التيار المركزي الأكبر – يعقوب وهو الذي يخدم في الجيش ويدفع الضرائب وهو معتدل في آرائه الدينية وقد وسمت وعيه مشاهد الانفصال. وهذا التيار لا يرفض الأمر العسكري ولا يرفض المحادثة.

ان الحديث عن التيار الثاني المتطرف الذي يبتعد عن الحياة الرسمية والذي أصبح بعد صهيوني لكن من اليمين، مناسب وجدي. وهو يقلقني شخصيا أكثر من متطرفي اليسار ولا يحتاج الليكود الى هفوة بينيت ليعرف ذلك بل يكفيه ان ينظر تحت أنفه. القدس الى أبد الآبدين، تصفيق.