خبر الليكود الحقيقي -هآرتس

الساعة 10:47 ص|24 ديسمبر 2012

الليكود الحقيقي -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

ان المناكفة اللفظية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت هي مناكفة عابثة. الطرفان الصقريان يخرجان منها كاسبين: ودولة اسرائيل خاسرة. نتنياهو يخرج كاسبا من المناكفة لانها تعرضه في ضوء وهمي من الاعتدال؛ اما بينيت في تصريحاته المتطرفة فيراكم المزيد من المقترعين من اليمين. ولكن الحقيقة هي أنهما كلاهما يقوداننا في ذات الطريق الى نحو ذات الضياع السياسي والفارق بينهما طفيف.

        عندما يقول بينيت انه سيرفض اخلاء يهودي من بيته ويرد عليه نتنياهو بان الاقوال خطيرة وانه لن يشرك رافضين في حكومته – ينشأ الانطباع بانه وجهة نتنياهو نحو تسوية سياسية وان بينيت وحده هو العائق الوحيد الذي يقف في طريقه. اما الحقيقة فهي أن ليس لنتنياهو أي نية في الوصول الى تسوية يخلى فيها يهود من بيوتهم ولهذا فان الحديث يدور عن جلبة كبيرة على لا شيء.

        ان نتنياهو وبينيت هما ممثلان لليمين المتطرف الذي لا يؤمن بالتسوية مع الفلسطينيين ووجهته نحو تعميق الاحتلال وبناء المزيد فالمزيد من المستوطنات من أجل عرقلة كل فرصة للتسوية. بينيت هو الليكود الحقيقي بقدر لا يقل عن نتنياهو، والاختيار بين الاثنين هو اختيار بين مساري استيطان واحباط للتسوية.

        في المقابلات للتلفزيون كرر نتنياهو الرسالة في أن اسرائيل بحاجة الى رئيس وزراء قوي. رئيس وزراء قوي، يواصل ما فعله هو وبالاساس ما لا يفعله، في ولايتيه السابقتين اللتين كان فيهما رئيس وزراء سيء لاسرائيل. ولاية اخرى من الشلل السياسي، من اقعد ولا تفعل شيئا، من تفويت الفرص ومن تعميق عزلة اسرائيل في العالم هي خطر حقيقي.

        مع بينيت وبدونه، حكومة الليكود بيتنا لا تعتزم السعي نحو انهاء الاحتلال. نتنياهو في أربع سنواته في رئاسة الوزراء الحالية فعل كل ما في وسعه كي يضعف السلطة الفلسطينية، شريك السلام، وأن يستفز حفنة الاصدقاء الذين تبقوا لاسرائيل في العالم. لا يوجد مؤشر على أن نتنياهو يعتزم في ولايته الثالثة أن يغير طريقه، حتى لو بقي بينيت خارج حكومته. فقيادة الليكود بيتنا مليئة برجال اليمين المتطرف من نوع بينيت، والمعركة معه لا ترمي الا الى طمس هذه الحقيقة المقلقة.