تقرير « مهندسو المتفجرات » .. « استشهاديّون » فكّكوا الموت!

الساعة 07:11 م|18 ديسمبر 2012

صحيفة فلسطين

"هيا بسرعة اطلب "الكبّاش"..أي وقتٍ سيمر سندفع ثمنه حياتنا" صاحَ أبو حسّان مخاطبا

ً أبا العز، بعد أن نجَحا أخيراً في تفكيك صاعق قذيفة من نوع (mk82) كانت سقطت أمام باب جامعة الأزهر، عشية أول أيام العدوان على قطاع غزة، ولم تنفجر.

في تلك الليلة اجتمَعَت تفاصيل "الرعب" كافة لتصوّر مشهد "النهاية":(رجلان وحيدان في شارعٍ يُسمع للإبرة فيه إن سقطَتْ رنين، يتحركّان أمام قذيفة يزن رأسها المتفجر 250 كيلو جرام، ويستقلّان (جيب ماغنوم) أسود اللون، تعرِف طائرات الاحتلال الحربية جيداً أنه يخص إدارة هندسة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية).. إذاً :"لا وقتَ للانتظار.."، أجاب أبو العز واتَّجَه نحوَ صندوق السيارة يبحثُ عن شيءٍ ما فيه.

- "يا حبيبي.. ما العمل؟ كيف سننقلُها من هنا؟" أردَفَ أبو حسان متسائلاً.
- يا رجُل.. لن تُعجِزَنا قذيفة "هَامْلة" كهذه.

وكلمة "هَامِل" كما يَنطِقُها السكان المحليون في قطاع غزة، بفتح الهاء وكسر الميم، ليست إلا تعبيراً يستخدمونه لوصف الشيء الذي يستهترون بقدراته.. ولكن لاحِظ عزيزي القارئ :الموصوف هنا يبقى.. " قذيفة"!

اشتدّ الخطَر، وبدأ صوتُ القصفِ يقتَرِب.. نظَرَ أبو حسّان إلى أبي العزّ الذي كان قد جلَبَ من السيارة "بطانية" عادية نظرة "استهجان".. بدا وكأنه يسأل :"أتراها ستنجح طريقتُك هذه؟".. وحتى لحظات التردد تلك كانت تستهلك وقتاً من "العُمْر"!

فرَشَ الاثنان البطانية أرضاً، وشرَعا يدحرجان ناحيتها القذيفة حتى استقَرَّت جهة الوسط منها، ثم حملاها كلٌّ منهما يشدُّها من طرف، ووضعاها في السيارة أخيراً.. نعم.. لقد فعلاها حقاً..!!

أبو حسان (وهو النقيب مدحت البطش)، وأبو العز (المساعد أول محمد المغني)، أو فريق "الاستشهاديين" كما يطلق عليهما زملاؤهما في إدارة هندسة المتفجرات، هما اثنان فقط من أبطال "تفاصيل" الخطَر.. أولئك الذين اختاروا مجالاً "الموتُ" فيه هو أوَّلُ احتمالات "الخطأ"... وآخرها أيضاً!

وبالمناسبة إدارة هندسة المتفجّرات: هي إحدى الإدارات التابعة لجهاز الشرطة الفلسطينية، التي أُعلِنَ عن تأسيسها بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993م، وتُوْكَل إليها مهمة تأمين القذائف والصواريخ التي كانت تطلقها الطائرات الحربية الإسرائيلية داخل حدود قطاع غزة فلا تنفجر لأعطالٍ فنية تصيبها، وأرقام هواتفها المباشرة للمعنيين هي : (100- 109- 101).

الصاروخ "الحمار"!

طوال ثمانية أيام –هي عمر العدوان الأخير على قطاع غزة- مكثَ البطش والمغني داخل ذلك "الجيب" يصارعان خيالات "الموت"!.. يتلقّيان إشارات "الخطر" من غرفة العمليات المركزية، ومن مهمةٍ إلى أخرى، كانا يترقبان بـ "رضا" قدر الله خيره وشرّه..

- "للأسف نواجه مشكلة كبيرة في أوقات التصعيد (..) اكتشفنا أن معظم أبناء الشعب الفلسطيني هم "خبراء متفجرات"! قالها المغني وقد ضحِكَ حدَّ "القهقهة"..

لقد تذكّر موقفاً عاشه ورئيسه البطش ثالث أيام العدوان، عندما وصلتهم إشارة حول صاروخٍ يزن "طناً" سقط في حيّ الشيخ رضوان ولم ينفجر:

• في حيّ "الرضوان" امتطى أطفالٌ ظهر صاروخ وصاحوا: "حااا"
- وصلنا إلى المنطقة، وفوجئنا بحوالي 20 طفلاً يتحلّقون حول الصاروخ، بل إن بعضهم حوّلوه إلى "حمار" امتطوا ظهره كأنه حقيقة!!

يعلق البطش :"إنها فعلاً مصيبة"، مضيفاً :"وكثيرون يعرضون أنفسهم للخطر، فأحياناً عندما نحاول تفرقة المتجمهرين قرب القذيفة أو الصاروخ، نواجه ردود فعل عنيفة من قبل بعض الذين يرفضون الانصياع لأمر المغادرة، ويكتفون بعبارة (اللي كاتبه ربنا بنشوفه)".

اعتدل المغني في جلسته، وتابع عن صاحبه الحديث :"وهناك من ينصاع للأوامر بمكر، فيغادر ليراقبنا من خلف جدارٍ قريب".

يضحك مستهجناً ويزيد :"وكأن الجدار سيحميه من الإصابة أو الموت في حال انفجر الصاروخ!!".

ولك عزيزي القارئ أن تتخيل كم من المهمات التي أوكلت للبطش والمغني، كانت نتيجتها "فشنك" بسبب ضعف وعي المواطنين بطبيعة الأجسام المشبوهة، ودرجة الخطر فيها.

"لا نتأفف أبداً من أي اتصالٍ نتلقاه حتى ولو كان تشخيص صاحبه خاطئاً، فالمهم سلامة المواطن"، توجّه البطش بقوله ذاك إلى المغني مستدركاً بسؤال :"أليس كذلك يا أبو العز؟".. ضَحِك الأخير بدوره.. لقد بدا وكأنه تذكّر شيئاً:

في مرةٍ من المرّات، وصلنا اتصال من عائلة اللوح التي تقطن قرب مفترق السرايا (..) لقد بدا الخوف جلياً في صوت المتحدث، قال :"هناك صاروخ سقَطَ فوق بيتي ولم ينفجر، أرجوكم، أنا وعائلتي في خطر".

قارَبَ الوقتُ آنذاك أذان العشاء، وكانت ضربات الطيران الحربي الإسرائيلي بلغَتْ أوجها عدداً وقوّة، لكن كان على الاثنين التنفيذ..

انطلقنا في تلك اللحظة، وفي الطريق حدث انفجار على بعد خمسة أمتارٍ منا فقط، شعرنا أن الجيب ارتفع عن الأرض وعاد ليحط عليها من جديد.. لكننا وصلنا.. صعدنا إلى سطح المنزل، واكتشفنا أن "الصاروخ الذي تحدث عنه الرجل، لم يكن إلا جزءا من عامود باطون سقط فوق بيته جراء استهداف منزلٍ قريب"!

وفي المقابل، فوجئ البطش والمغني لما رأياه من تضحية بعض المواطنين بممتلكاتهم حرصاً على سلامة عناصر الهندسة.

• دعاء أبي منذر قبل فك "الصاعق": "يا رب شقفة واحدة مش شقفتين"
يدلل البطش على ذلك بقوله :"في منطقة الزيتون شرق مدينة غزة، سقط صاروخ فوق أحد المنازل ولم ينفجر، وعندما وصلنا إلى المنطقة، فككنا الصاعق، وحملنا الرأس المتفجرة لنضعها في صندوق السيارة، بينما تركنا "الماسورة" (الاسطوانة المكملة للصاروخ) هناك خوفاً من إثارة انتباه الطائرات الحربية، فما كان من رب البيت إلا أن قال :"ولو أردتم ترك الرأس المتفجّرة أيضاً لا يهم.. بدورنا سنخلي البيت، والبيت يمكن تعويضه.. المهم سلامتكم".

تفجير "النهفات"!

قد يجول في خاطر البعض إذا ما سمع عن فلان أنه يعمل كفني "متفجرات"، أن حياته محصورةٌ بين القنابل والبارود! ولن يتوقع أبداً أن صاحب هذه المهنة، ليس إلا "إنساناً" كغيره من بني آدم.. يحتاج أحياناً إلى "استراحة محارب".. يبكي فيها.. ويضحك أيضاً!

يقول البطش :"لم تختفِ النكتة من يومنا خلال الحرب أبداً.. كنا نختلق "المقالب" ونفجّر "النهفات" حتى (نطرِّي الجو)"، مستذكراً موقفاً وقد نظر جهة المغني يتوعّده :"في مرة فرغتُ من الوضوء، وكنا بالقرب من متنزه البلدية، وكنت أضمَرتُ في نفسي أن أصلي فوق "النجيل" (العشب الأخضر)، فإذا بأبي العز يضع يده فوق كتفي متسائلاً :"ماذا ستفعل يا أبا حسان؟"، أجبتُه :"سأصلي بالانجيل"، فقطب حاجبيه وهزّ رأسه يميناً وشمالاً ثم قال :"أنتَ يا أبا حسّان؟ هذا آخر ما توقعتُه"، ثم طفق يخبرني أنه سمع شيخاً يؤكد عدم جواز الصلاة بالانجيل أبداً".

يكمل المغني :"بالعربي أبو حسان "ضرب لخمة" وصار يتساءل :"كيف ذلك؟.. أقنعني؟.. اشرح لي..الخ، حتى إذا مضى بعض الوقت قلت له :"الشيخ قال :المسلم لا يصلي بالانجيل أبداً بل يصلي بالقرآن يا أبا حسان""، معقباً بعد أن احمرّت وجنتاه:"كنتُ سأُضرب يومذاك".

شارك البطش صديقه الضحك، وأكمل :"وفي مرةٍ من المرات، اتصل ضابطٌ اسرائيلي ببيت أحد العناصر من العاملين معنا في الهندسة، وردّت أمه –تبعاً لرواية الشاب- فإذا بالضابط يطلب منها بلهجةٍ حادة ترك البيت على وجه السرعة لأن الطائرات الحربية ستقصفه"، وحين سمع الضابط ردَّ المرأة لم يتمالك نفسه من الضحك، وأغلق السماعة فوراً..

- قالت له :"لااااا... أنا بطلعش من بيتي إلا بعد ما أشاور زوجي"!! والمفارقة أنها –كما أخبرنا ابنها- كانت أول من أطلق ساقيه للريح بعد سقوط أول صاروخ "تحذيري" من قبل طائرات الاستطلاع "الزنانة" فوق سطح منزلها.

نفّذ البطش والمغني قرابة 100 مهمة، من ضمن 365 أخرى نفّذتها الإدارة على مستوى القطاع خلال ثمانية أيامٍ فقط.

"مثل البدوي"!

ولأن الإمكانيات المتوفرة لدى إدارة هندسة المتفجرات –في قطاع غزة- محدودة، سواءً على صعيد الأجهزة أو المعدات الخاصة بالفنيين من ملابس ودروع واقية، كان لا بد لكل عامل فيها أن ينمّي ملكاته الشخصية ويدربها، فيجعل عقله وأذنيه أقوى من أي جهازٍ حساس تم اختراعه ليخدم المجال ذاته على الصعيد العالمي.

الرائد (أبو أحمد)، يعدُّ عمله في مجاله كفني متفجرات "فرض عين" لا "كفاية" كونه واحدا من مجموعةٍ قليلة يعرف أفرادها آلية تفكيك الأجسام المتفجرة والمشبوهة، قائلاً :"عندي أربعة أطفال لا أطيق بعداً عن أحدهم، لكن واجبي الشرعي يحتم عليَّ تركهم وقت التصعيد –وهو للعلم أكثر الأوقات التي يحتاج فيها الأطفال والدهم- وذلك حتى أتمكن من الحفاظ على حياة أطفالٍ آخرين من الممكن أن يذهبوا ضحيةً لقذائف وصواريخ لم تنفجر".

• الصواريخ التي تزن أقل من 250 كجم "مزحة" و"البطانية" كثيرة عليها!
في يومٍ من أيام التصعيد، ولن أحدده، تم استهداف مكان أخفى فيه المقاومون بعض الصواريخ الجاهزة للإطلاق.. وكان المشهد كالتالي: كل الصواريخ أصابها الضرر.. وأي حركة كانت ستتسبب بكارثة تكلف كل سكان المنطقة حياتهم!.. والطائرات تحلّق فوقنا، ونحن نتحرك نحو الهدف لنقف وسط عشرات الصواريخ "المشحونة"!!

هل تخيّلت عزيزي القارئ ذلك الموقف؟ لكن "رجال الهندسة" كانوا "قَدْها":

- كنتُ أرى أولادي يمرّون أمام عيني واحداً تلو الآخر كلما همَمْتُ برفع صاروخٍ من تلك التي اكتظَّ بها المكان.. وبفضل الخالق وحده، أنجزنا المهمّة.. وكُتِبَ لنا عمراً جديداً.

يوم استهداف منزل عائلة "الدلو"، كان أبو أحمد برفقة بعض عناصر الهندسة موجوداً في المنطقة على بعد حوالي 350 مترا، وحَدَثَ أن بدأ كل واحدٍ منهم يحلل تلك الضربة.. نوعها وموقعها، فبعضهم قال : هي في أرضٍ فارغة، وآخرين قالوا :إنه صاروخ "زنانة".. ليؤكد هو بدوره أنه صاروخ أطلقته طائرة (إف 15) وعقّب : وليرحم الله كل من في المنزل.

البدوي لأنه يعيش في الصحراء حدَّقَ جيداً فقرَأ القمر، وفقدان الأدوات المساعدة لنا كفنيي متفجرات تبعاً للحصار جعل ملكاتنا أقوى.

"يارب شقفة وحدة.."

وضَحِكَ (أبو منذر) كثيراً، وهو من خبراء هندسة المتفجرات في منطقة "الوسطى"، عندما سألناه عن دعاءٍ معيَّن يتلفَّظ به قبل الشروع بتفكيك أي صاروخ أو قذيفة، مردفاً بعاميةٍ غزّية :"أقول :يا رب شقفة وحدة مش شقفتين" (أي إنه يدعو الله أن لا تتحول جثته إلى أشلاء إذا ما انفجر الصاروخ).

ويستطيع كل متخصص –بما أعطاه الله من فراسة- تبعاً لأبي منذر، التعامل مع أنواع الذخائر كافة، فيبدأ بتفحّص المكان الذي تتواجد فيه القذيفة عن بعد قبل لمسها، ويحدد مكان الصاعق أو الكبسولة، ومن ثم يبدأ عملية التفكيك.

في اليوم الثالث بعد إتمام التهدئة، وجدنا قنبلة نوعها (M117) وتزن 500 كيلو جرام غير منفجرة، ولكن بعد إخراجها من الحفرة التي سقطت بداخلها بشكل آمن عن طريق الكبّاش (الجرافة)، اكتشفنا أن الصاعق الخاص بها موجود لكنه مكسور! (بمعنى أن إخراجها كان خطراً أصلاً).

في ذلك الموقف، تم إخلاء المنطقة كلها من السكان، ومن ثم تفجير القنبلة عن بعد، وبلطف الله لم يصب أحد بأذى.

إلى صديقنا "أبو العرّيف"

ويعرّف مدير عام إدارة هندسة المتفجرات المقدم إبراهيم محيسن، الأجسام المشبوهة، بأنها جميع الأجسام المألوفة وغير المألوفة التي لا يمكن معرفة ما بداخلها، مصنفاً إياها إلى قسمين، الأول:
الأجسام المألوفة وتشمل الحقائب والأدوات الكهربائية، وأجهزة الاتصالات...

أما القسم الثاني فهو الذخائر العسكرية (وتشمل الطلقات المتفجرة، والقنابل، والقذائف بأنواعها، والألغام..) والتي يمكن أن تكون متروكة دون أن تستعمل، أو أنها أُطلقت لكنها لم تنفجر بسبب خللٍ ما "وتكون غالبا حساسة جداً لأي عبثٍ فيها من قبل غير ذوي الاختصاص".

وتتواجد هذه الأجسام –كما يؤكد محيسن- غالباً وفي الوضع الطبيعي لها على خطوط التماس، أو عند الحدود المتنازع عليها، أو في ميادين التدريبات العسكرية، أو في المناطق التي تعرضت لاجتياحات وتوغلات من قبل الجيش الإسرائيلي.

"والأطفال للأسف هم الأكثر عرضة من غيرهم لخطر الأجسام المشبوهة، وذلك بسبب الفضول المتأصل في طبيعتهم، وحبهم للمغامرة، وعدم إدراكهم للخطورة الكامنة فيها".

"وهنا تكمن أهمية الوقاية" قال محيسن، مشدداً على ضرورة عدم الاقتراب من المناطق الساخنة ونقاط التماس، وعدم التجمهر لدى العثور على أي جسم مشبوه.

• ترى ما العلاقة بين "العبوّات الناسفة" و"كيد النساء"؟
"الاستعانة بذوي الاختصاص من خبراء تفكيك المتفجرات، هي الخطوة المطلوبة من قبل كافة المواطنين، وللأسف بعضهم يتقمّص شخصية "أبو العريف" فيعمد إلى استخدام العنف مع الجسم المشبوه لمعرفة محتوياته، أو نقله إلى منزله إلى حين "يلاقي له صرفة"!

ومن الإجراءات الواجب اتباعها لدى مصادفة أي جسم مشبوه، كما تُبيّن منشورات قسم التوعية والإرشاد في إدارة هندسة المتفجرات:
أولاً: عدم الاقتراب من الجسم أو لمسه أو تحريكه.

ثانياً: عدم وضعه في النار أو استخدام العنف لفتحه.

ثالثاً: الابتعاد عن المكان، وعدم اصطحاب الجسم إلى منطقة سكنية.

رابعاً: على الشخص الذي وجد الجسم، سلوك الطريق ذاته الذي أتى منه متتبعاً آثار خطواته.

قنابل "كيد النساء"!

"أبو العز"، و"أبو حسان"، هل تذكرونهما؟ نعم.. نعم.. هما أصحاب فكرة "البطانية" أعلاه.. تماماً.. تخيّل عزيزي القارئ، أنهما كانا ضحيةً لفكرةٍ جهنّمية جسّدت قول الله في كيد النساء إنه "عظيم"!!!

يقول أبو العز :"في مرةٍ من المرات، جاءنا اتصال من امرأة تصرخ :"الحقونا، هناك عبوة ناسفة في صالة "كذا" للأفراح (وذكرت لنا العنوان بالتفصيل)، فانطلقنا إلى هناك نسابق الريح، حتى إذا وصَلنا وجدنا حفل زفافٍ انفضّ بمجرد وصول العروسين.. وبعد التحقيق تبيّن التالي:

امرأة، انتظرت دخول العروسين قاعة الفرح، حتى إذا استقر مقامهما في "الكوشة" نادت امرأة كانت تقف بالقرب من الباب، وأعطتها حقيبة نسائية سوداء اللون، وأوصتها أن تعطيها لأخت العريس لأنها تخصّها..

ذهبت المرأة "المرسال" بالحقيبة، إلى المرأة المطلوبة، التي استغربت بدورها من ماهية هذه الحقيبة، وفتحتها علّها تجد فيها ما يدل لها على صاحب.. فإذا بها تجد علبةً سوداء اللون، كُتِبَ فوقها بالقلم العريض (عبوة ناسفة)..

لم تكذب المرأة خبراً، وانطلَقَت تلطُمُ خدودها وتصرخ :أخلو القاعة.. هناك قنبلة، ثم اتصلوا بإدارة الهندسة، التي وصل صاحبانا لتفكيك العبوة "التي اكتشفا في النههاية أنها محشوة بالرمال".. نعم.. كان قصد الفاعل "المجهول" تخريب العرس فقط!

يعقّب أبو حسّان :"أعتقد أن إدارة هامة كالتي نعمل بها، أكبر من أن تلاحق ترّهات كهذه، وهذا ما على المواطنين أن يدركوه.. ففي الوقت الذي نتجه به لتفكيك عبوة "وهمية" من الممكن أن يذهب أناسٌ كثر ضحيةً لعبوات حقيقية".

نقلا عن صحيفة فلسطين.