خبر الأمين العام للجهاد الإسلامي: ننتظر من العرب السلاح للدفاع عن شعبنا

الساعة 05:39 م|17 ديسمبر 2012

وكالات

دعا الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين"، رمضان شلح، الدول العربية إلى تزويد الفصائل الفلسطينية بالسلاح للدفاع عن الشعب الفلسطيني في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي، رغم أن هذا الأمر "غير مسموح به أمريكيا".

جاء ذلك في مقابلة خاصة مع مراسل وكالة الأناضول للانباء في القاهرة رأى فيها أن مصر لعبت دور "الوسيط الإيجابي" بين الفصائل وإسرائيل خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة من أجل وقفها، فيما لعبت تركيا دورا دبلوماسيا مهما في الاتجاه نفسه تجلى بقوة في الزيارة "الشجاعة" التي قام بها خلال الحرب إلى غزة وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو.

وأوضح شلح، الذي يعد من مؤسسي حركة الجهاد وتولى منصب أمينها العام منذ سنة 1995، أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة عكست "تدهور قوة الردع" الإسرائيلية عندما تمكنت الفصائل الفلسطينية من قصف تل أبيب بالصواريخ وعندما تراجعت إسرائيل عن تهديداتها بالاجتياح البري للقطاع.

وأشار إلى أن إسرائيل رفضت أن يدخل مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى قطاع غزة مؤخرا وهددت بإلغاء اتفاق التهدئة مع القطاع كنوع من "استهداف" الجهاد لأنه دخل معركة رد العدوان الإسرائيلي مع حماس خلافا لما تصوره الإسرائيليون.

وعن الجهود الجارية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، رأى شلح أن هناك أجواء "إيجابية" حاليا وأنه  "إذا  قبلت فتح  وحماس أن تتم المصالحة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب يمكن أن نصل إلى نتائج جيدة".

واعتبر أن انضمام فلسطين لعضوية الأمم المتحدة بصفة مراقب يستند لحل الدولتين وهو ما يصادر حق الشعب الفلسطيني  في "تحرير فلسطين بالكامل".

وإلى نص الحوار

كيف تقيمون محصلة العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة؟

ما جرى في غزة هو حرب بكل معنى الكلمة وليس مجرد عدوان محدود. والمحصلة كانت بكل تأكيد انتصار للشعب الفلسطيني والمقاومة التي أفشلت أهداف العدو من الحرب، وهي تدمير قوة المقاومة واستعادة قوة الردع الاسرائيلي. ولقد تدهورت قوة الردع الصهيوني أكثر وأكثر عندما ضربت المقاومة مدينة تل أبيب، ومنعت العدو من تنفيذ العدوان البري الذي هدد به لأنه لا يحتمل الخسائر المتوقعة.. بكل المقاييس، وعلى كل المستويات، فإن حرب غزة الجديدة كانت محطة فارقة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني وسيكون لها آثار مهمة على مستقبل الصراع والقضية. وهذا يرتب أعباء جديدة علينا وعلى شعبنا وأمتنا.


وما تقييمكم للموقف العربي أثناء العدوان، وماذا تنتظرون منهم مستقبلا؟

الموقف العربي الرسمي، باستثناء بعض المواقف، كان وكالعادة أقل من مستوى الحدث للأسف. ما ننتظره من العرب هو تزويدنا بالسلاح الذي يمكننا من الدفاع عن أنفسنا وشعبنا، وهذا الأمر غير مسموح به أمريكيا، وبعض العرب لا يستطيع أن يغضب أمريكا، بل بعض العرب في أكثر من مكان ربما يعملون على منع وصول السلاح إلى غزة. 


هل تميز الموقف المصري في هذه الحرب عن الحرب السابقه؟

كان هناك فرق واضح في حرص مصر على وقف العدوان الاسرائيلي، لكنها عمليا لم تستطع عمل الكثير، فحافظت على دور الوسيط بيننا وبين اسرائيل، وأستطيع أن أقول الوسيط الإيجابي، لذلك نحن نقدر دور مصر لأننا ندرك أنها مستهدفة بهذه الحرب وكانوا يريدون احراجها واختبارها بل تثبيت دورها كوسيط فقط.

كيف ترون الدور الذي لعبته تركيا خلال الحرب وما قدمته من دعم إلى غزة خاصة بعد زيارة وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو لغزة؟

تركيا كان لها دور دبلوماسي سعت من خلاله إلى وقف العدوان، وزيارة السيد أوغلو إلى غزة كانت خطوة شجاعة ومهمة. وموقف الشعب التركي ودعمه لنا محل احترام واعتزاز كبير من جانبنا في المقاومة وجانب شعبنا.

رأينا تقاربا بين حركتي حركة الجهاد وحماس في الدفاع عن غزة، هل هذه بداية لاتحاد الحركتين؟

وحدة الحركة الاسلامية، بل الوحدة الوطنية لكل قوى شعبنا هدف رئيس بالنسبة لنا، لكن الوحدة لها أشكال مختلفة منها "الوحدة من خلال التعدد" أي أن نتفق على الأهداف، والاستراتيجية، وبرنامج المقاومة، وأن يكون هناك تعاون وتنسيق ميداني وسياسي، وهذا كله موجود بيننا وبين حركة حماس والحمد لله، مما يؤكد وجود الوحدة من خلال التعدد التي نرجو أن تتطور في المستقبل إلى مستوى أرقى.

هل تفكر الجهاد الاسلامي في نقل مقرها إلى مصر في ظل مجيئ الاسلاميين إلى الحكم؟

أولا: الجهاد الاسلامي مقرها ووجودها وثقلها داخل فلسطين، ووجود القيادة السياسية في الخارج هو مسألة رمزية.. أما اقامتنا في أي بلد فلا تتعلق بطبيعة النظام إن كان اسلاميا أم علمانيا، بل تعتمد على الموقف من قضية فلسطين وقدرة النظام، أي نظام، على أن يقول لا للسياسة الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

هل تفكر في العودة إلى فلسطين والعمل هناك أم تفضل بقاءك خارجها بالفترة الحالية، ولماذا لم تزر غزة مع خالد مشعل، هل كان ذلك قرارا ذاتيا أم أنك منعت كما أعلن؟

كنت قد عزمت على زيارة غزة مع الأخ خالد مشعل، لكني فوجئت بأن الأخوة المصريين أبلغونا بأن هناك رفضا اسرائيليا لدخول أمين عام الجهاد ونائبه الأخ زياد النخالة إلى غزة، وأن اسرائيل تهدد بإلغاء التهدئة إذا دخلا غزة بما يعني التهديد باستهدافهم، ولاحقا أخبرونا أن هناك أخا من حماس هو الأخ صالح العاروري يشمله المنع والتهديد، في ضوء ذلك رفض الأخوة المصريون تنسيق وتسهيل دخولنا إلى غزة لأنهم كما نظن أخذوا التهديد الاسرائيلي على محمل الجد، والأخ خالد مشعل، أبو الوليد، سمع هذا من المصريين وأسف لما أسماه "فيتو"على دخولي لغزة بصحبته.. وهذا يعني أنني منعت ولم أمتنع بقرار ذاتي. أيضاً هذا يجيب على الشق الأول من السؤال وهو أن الاقامة في فلسطين ليست متاحة لنا، والاحتلال ما زال يبسط سيادته على كل شبر من فلسطين، بما في ذلك قطاع غزة ، الذي هو عبارة عن سجن كبير تمتلك مفاتيحه اسرائيل.

 أما لماذا استهداف الجهاد؟.. أنا اعتقد الاسرائيليون في حرب غزة فوجئوا بأداء الجهاد وقوته ودخوله إلى هذه المعركة وكانوا يظنون أن الجهاد بعد اغتيال الجعبري (القائد العسكري لحماس) يمكن أن يقف على الحياد وأن المعركة هي معركة حماس فقط، هم أخطاوا قراءة هذا الشعب الفلسطيني وأن دمنا واحد وأن شعبنا واحد وأن الشعب الفلسطيني بكل فصائله سيدخل هذه المعركة وسيرد على هذه الجريمة لأن الجهاد بما يملك من ثقل ومن سلاح وامكانيات شكل اضافة نوعية الى جانب حماس فكانت معركة حقيقية أدرناها نحن والأخوة في حماس بفضل الله سبحانه وتعالى ميدانيا وسياسيا بأداء أذهل هذا العدو وأجبره على أن يقبل بما لا يريده من شروط للتهدئة.

كيف ترى مستقبل الأمة العربية بعد الربيع العربي، وما هو تأثيره على قضية فلسطين؟

إذا أحسن العرب التدبير نرجو أن يكون المستقبل أفضل. حاليا دول الربيع العربي مشغولة بشؤونها الداخلية، لكن الشعوب لن تنسى فلسطين، وهذا ما رأيناه في تعاطفها مع غزة في الحرب الأخيرة.

ما هو موقفكم من الدخول في الحكم ومشاركة حماس في ادارة قطاع غزة؟

تحفظنا على المشاركة في السلطة لأنها تتم تحت سقف اتفاق أوسلو (للحكم الذاتي الفلسطيني) ومحكومة به إذا كان هناك فرصة أو مشروع لإدارة شؤوننا بعيدا عن أوسلو، وعلى قاعدة برنامج المقاومة، فهذا سيكون محل دراسة واهتمام من قبلنا.

لم تبد موقفا واضحا من قبول انضمام فلسطين كدولة عضو مراقب بالأمم المتحدة، هل ترونها إيجابية؟

هذه الخطوة لها ايجابيات وسلبيات، وأخطر ما فيها أنها تضع سقفا دوليا لحقنا في وطننا فلسطين أقل من نصف ما نص عليه قرار التقسيم عام 1947 أي أنها تصادر حق الأجيال في تحرير فلسطين، وتقطع الطريق على أي حل آخر غير حل الدولتين القائم على حل الاعتراف بإسرائيل، ويكرس شرعيتها ولا يقدم أكثر من وعد جديد بعد أوسلو بدولة فلسطينية في حدود 67، لكن في الواقع لن يتغير شيئ ولن نرى هذه الدولة قريبا.. لذلك نحن نعتبر أن فرحة الشعب الفلسطيني بهذا القرار هي فرحة منقوصة وفرحتنا الحقيقية هي يوم تحرير وطننا واقامة دولتنا على كامل أرضنا فلسطين.

 هل ترون امكانية حقيقية هذه المرة لتحقيق مصالحة فعلية بين فصائل المقاومة وحركة فتح وما هي شروط نجاح هذه المصالحة من وجهة نظركم؟

 في الجانب المعنوي هناك أجواء ايجابية ربما توحي بقرب انجاز المصالحة، لكن عمليا ما زالت هناك تعقيدات كبيرة بحاجة إلى بذل جهود مخلصة من الجميع لتذليل العقبات. وإذا قبلت فتح وحماس أن تتم المصالحة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب يمكن أن نصل إلى نتائج جيدة.

ذكرتم أن الدعم الإيراني كان له دور كبير في صمود غزة أمام العدوان الأخير هل هذا الدعم مستمر؟

إيران لم تبخل ولم تقصر في دعم الشعب الفلسطيني بكل ما يعزز صموده من مال أو سلاح، وهناك آخرون أيضا قدموا الدعم لاسيما الخيري والإنساني ونحن نشكر الجميع.. لكن سؤال الدعم يجب أن يشمل كل العرب والمسلمين لأن فلسطين ليست قضية إيرانية فقط بل هي قضية عربية إسلامية تهم كل العرب والمسلمين، فالجميع يجب أن يقدم لفلسطين، فهذا واجب شرعي وأخلاقي والدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الأمة كلها في مواجهة الأطماع والتهديدات الصهيونية لكل العرب والمسلمين.

أخيرا..ماهو المطلوب من الشعب التركي تجاه قضية فلسطين؟

تركيا بلد تملك كل المقومات الحقيقية لنصرة فلسطين، تملك العقيدة، تملك التاريخ، وتملك الموقع، وتملك الوزن والثقل الاستراتيجي والسياسي في المنطقة والعالم.  ورأينا (مؤخرا) التعاطف الشعبي التركي، وكيف أن فلسطين عادت الى المجتمع التركي الآن بحيوية، كأن فلسطين ضاعت بالأمس، هذه تركيا بالنسبة لنا هي مصدر عزة ومصدر تقدير واحترام.

نحن نتمنى على الشعب التركي وكل الشعوب العربية والإسلامية أن يستمروا في تقديم الدعم المعنوي والمادي وكل ما يعزز صمود الشعب الفلسطيني، والشعب التركي العزيز له خصوصية الآن في ملحمة الصمود الفلسطيني لأنه قدم شهداء ودماء الأتراك اختلطت بدمائنا وامتزجت بمياه البحر الأبيض المتوسط طالما بقى موج المتوسط يتحرك فإن الدم في عروقنا سيتحرك، ويتذكر الشعب التركي وشهداء تركيا وشهداء فلسطين.