خبر حماس وفتح .. « شهر العسل » ما زال بعيدًا

الساعة 11:00 ص|17 ديسمبر 2012

وكالات

بعد إعلان حماس انتصارها "العسكري" على إسرائيل في معركة أطلقت عليها "حجارة السجيل"، وانتصار حركة فتح "السياسي" بانتزاع صفة المراقب لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، تعالت أصوات قادة الحركتين بضرورة طي صفحة الاقتتال الداخلي والتصالح بأسرع وقت.

وبادرت كلتا الحركتين، بخطوات "حسن نوايا" فعلية، حيث سمحت حركة حماس بعودة (17) عنصراً من حركة فتح إلى قطاع غزة، غادروا القطاع عقب سيطرة حماس عليه في يونيو/ حزيران 2007.

بدورها شاركت فتح في مهرجان ذكرى تأسيس حركة حماس في قطاع غزة، وسمحت أيضاً لحماس بإقامة مهرجانات بالضفة الغربية للاحتفال بالانطلاقة لأول مرة منذ 6 سنوات.

لكن المحللين السياسيين والمراقبين، لا يرون في تصريحات قادة الحركتين، وخطواتهم "الايجابية" أي مؤشرات حقيقية تؤكد قرب تحقيق المصالحة، بالنظر إلى المعوقات "الهائلة" على أرض الواقع.

فرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أكد في زيارته الأولى لغزة بعد سنين قضاها في المنفى، أن حماس لن تعترف بإسرائيل وأنها ترفض مشروع حل الدولتين، ومستمرة في المقاومة المسلحة.

لكن حركة فتح في المقابل لازالت متمسكة بمشروع حل الدولتين، وبالكفاح السلمي، ونبذ الكفاح المسلح.

وفي تصريحات لمراسل وكالة الاناضول للأنباء رأى المحلل السياسي هاني حبيب، الكاتب بعدد من الصحف الفلسطينية والعربية من قطاع غزة، أنه "رغم المؤشرات الايجابية إلا أن إتمام المصالحة ليس سهلا حتّى اللحظة".

وأشار إلى أن "البرامج السياسية لكلا الحركتين، وقناعاتهما الفكرية، لم تقف عائقاً في وجه المصالحة"، منوهاً إلى أن "العائق الأكثر تعقيداً هو مسألة المصالح الحزبية، والرؤيا الضيقة للمصلحة الفئوية".

وذكر حبيب أن "عدم توفر إرادة حقيقة لدى الطرفين لإنهاء حالة الانقسام تقف عائقاً أمام تنفيذ المصالحة."

وبالرغم من حالة "اللين" التي أظهرتها الحركتان في الفترة الأخيرة، إلا أن هناك مواقف سياسية لا زالت متجمدة ولا تقبل كل من حركتي فتح وحماس النقاشَ فيها، ولربما تكون حاجزاً أساسياً يوقف عملية المصالحة، ويدفع بالرؤيا الفلسطينية إلى أرض الواقع، بأن المصالحة لم تجد مناخها الجيد بعد في الساحة الفلسطينية.

فما زال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يربط الحوار الوطني بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وانتخابات المجلس الوطني في فلسطين، لكنّ حماس تعتبر هذا التمسّك رفضاً للمصالحة ومماطلةً في تنفيذ بنودها.

وترفض حماس إجراء انتخابات قبل المصالحة الفلسطينية، حيث تعتبر أن الانتخابات تتويج للمصالحة، وترى أن إجراء الانتخابات يحتاج إلى ضمانات كي لا تحدث عمليات تزوير.

وأبدى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، تشاؤما من إمكانية تحقيق المصالحة في الأمد القريب، قائلاً "لازال شهر العسل بين الفصيلين بعيداً"

وأوضح بقوله لمراسل الأناضول إن "توقيت المصالحة الفلسطينية يتوقف على موقف  عباس من رؤيته من اتفاقية المصالحة فإذا كان هدفه انتخابات قبل المصالحة، فإنه بذلك يكشف عن نوايا بأنه لا يريد مصالحة فلسطينية"-حسب قوله.

وأشار الصواف إلى أنه "يمكن للحركتين أن تلتقيا بعدةِ نقاطٍ، وتختلف في أخرى"، مضيفاً "اعتراف فتح بإسرائيل لن يعيق المصالحة، وفتح ستدرك في المستقبل فشل المشروع السياسي، وتنخرط في المقاومة المسلحة، أو تذوب وينتهي وجودها الفاعل".

ولم تنجح أي من الجهود حتى الآن في تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام السياسي السائدة منذ عام 2007 رغم توقيع "حماس" و"فتح" عدة اتفاقيات للمصالحة كان آخرها في القاهرة نهاية العام الماضي.