خبر في ثناء قطع الاتصال -هآرتس

الساعة 10:03 ص|13 ديسمبر 2012

في ثناء قطع الاتصال -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        وثقت الكاميرات لحظات متوترة، تنتهي بلا اصابات: جنود الجيش الاسرائيلي في مدينة منقسمة كالخليل وفي قرية فلسطينية ككفر قدوم يصطدمون بالمتظاهرين، يرشقون بالحجارة، ينزلون اسلحتهم، يقطعون الاتصال، ويعودون الى قواعدهم.

        يا للعار، يضج المستوطنون، ومعهم ايضا المنتقدون من اليمين، ممن يبكون على حد قولهم على تراث الجيش الاسرائيلي؛ الويل للردع المجيد الذي ضاع. هذا رد فعل عاطفي، يتنكر للحقائق ويتمسك بمفاهيم قديمة. فالردع لا يسري على مجموعات من الافراد، بل يسري فقط بين الدول او منظمات كالدول، مثل حماس وحزب الله. اما قمع الارهاب في النصف الاول من العقد الماضي، فقد تحقق بالسيطرة على الارض وفي قتال عنيد، ليس بالردع المحلي الذي يراد فرض رعبه على المتظاهرين.

        أعمال حفظ النظام بين السكان المدنيين ليس من شأن الجنود. فلهذا الغرض توجد هيئات شرطية، ولا سيما حرس الحدود. أما استخدام جنود الهندسة والمدفعية، أو حتى وحدات سلاح المشاة، في مهام لا تشبه القتال يفترض، في نظر الجيش، أن تكون استغلالا موفرا للقوة النظامية. اذا ما استخدم في المهمة جنود، فمن الافضل تجنيد جنود احتياط، يكونون كبارا في السن واكثر توازنا من جنود الخدمة الالزامية ويستدعون أساسا للتدريبات والعمليات. ولكن أمرا كهذا هو عمليا خيانة لثقة المقاتلين من جانب القيادة السياسية والقيادة العسكرية العليا. وهكذا فانه يلقى بالجنود الى الاحتكاك مع المدنيين، والكثيرون منهم فتيان، دون أمل في النجاح، بالتأكيد لعدم الوصول الى النصر أو الحسم.

        القادة الفهيمون، الذين يصطدمون بالحاجة الى الاختيار بين اطلاق النار على المدنيين وبين الانسحاب، يعرفون بان لا معنى للاصرار في مهمة كهذه. ففتح النار من شأنه أن يتصاعد الى مذبحة. ومن الافضل التعرض الى الحرج والانتقاد من اسقاط الضحايا، الخوف من رعب القانون – العسكري والدولي – والحاق الاضرار السياسية. ضبط النفس هو قوة؛ ضبط النفس أمام الكاميرات هو أيضا عقل. ما هو صحيح للقيادة التكتيكية صحيح بقدر مضاعف على المستوى الاستراتيجي. ليس لاسرائيل منفعة أو جدوى من مواصلة الاحتكاك مع الفلسطينيين. هناك حاجة الى رسم حدود – لدولتين. ان رفض الاعتراف بذلك يحكم على أجيال اخرى من الجنود بمشاهد الخليل وقدوم.