خبر جهل وتلون ونفاق- اسرائيل اليوم

الساعة 09:33 ص|11 ديسمبر 2012

 

بقلم: إيزي لبلار

أسِفتُ لأنني سمعت ان القادة اليهود الاصلاحيين في امريكا الشمالية استقرت آراؤهم على التنديد بخطة اسرائيل للبناء في القدس وفي المنطقة E1. نحن نتحمل تبعة ذلك لأننا لم نُبين الحال كما ينبغي. وأسهم في ذلك كلام رئيس الوزراء السابق اهود اولمرت في الولايات المتحدة الذي اتهم فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه بادر الى هذا الاجراء لاذلال الرئيس اوباما فقط.

أُقدر ان الأكثرية المطلقة من اليهود الاصلاحيين في الولايات المتحدة لا يعلمون ألبتة ان التنديد المتواصل والهستيري باسرائيل في شأن الاستيطان لا يتناول أكثر من 2 في المائة من المناطق. وهم لا يعلمون ان الجزء الأكبر من تخطيط البناء للسكن يُلبي حاجة الزيادة الطبيعية فقط من سكان المستوطنات القائمة وان البناء الذي يتم التنديد به الآن محصور في ظواهر القدس أو في الكتل الاستيطانية التي تشملها كل خطة سلام في داخل حدود اسرائيل.

تتألف المنطقة E1 من 12 كم مربع تُجاور معاليه ادوميم وهي مدينة فيها 40 ألف ساكن يهودي تقع على مبعدة 6 كم فقط عن القدس. وان قرار ان تبقى هذه المدينة في داخل حدود اسرائيل قد صادق عليه من جديد كل زعيم سياسي ومنهم اسحق رابين (الذي زود رئيس بلدية معاليه ادوميم بوثائق ضم في بداية اتفاقات اوسلو)، وشمعون بيرس واهود باراك وتسيبي لفني بل يوسي بيلين. وقد صادق الرئيس كلينتون وقت المحادثات في كامب ديفيد على ان هذه المنطقة تشتمل عليها حدود اسرائيل المستقبلية. ووافقت ادارة بوش هي ايضا على ان تبقى مناطق تشتمل على كتل استيطان مركزية تحت سيادة اسرائيل بحسب التغييرات السكانية.

ان الادعاء الفلسطيني الذي يقول ان هذا المشروع سيمنع دولتهم التواصل الجغرافي، خطأ لأن شارعا التفافيا تشتمل عليه الخطة سيضمن للفلسطينيين حرية الحركة في أنحاء المنطقة.

استجابت اسرائيل أكثر من عقد للطلبات الدولية تأجيل البناء في المنطقة لغرض ارضاء الفلسطينيين. لكن حتى بعد تجميد البناء عشرة اشهر ظلت السلطة ترفض مفاوضة اسرائيل واستمر أبو مازن على التحريض على كراهية اسرائيل، بل انه أنكر وجود صلة يهودية بالقدس، وبعد ان نكث في تحدٍ باتفاقات اوسلو بدفعه قدما بالاعتراف في الامم المتحدة، شعرت حكومة اسرائيل بأنها انتظرت وقتا كافيا واستقر رأيها على الدفع قدما بخطة البناء في هذه المنطقة متأخرة كثيرا.

يبدو الآن ان أكثر المجتمع الدولي يشعر بالارتياح لأنه مُنح الفرصة لابعاد نفسه عن دور التأييد الذي اضطر الى منحه لاسرائيل حينما وقف الى جانبها في مواجهة هجمات حماس الصاروخية. ان التنديد بمبادرة البناء سوقي ولا يُفرق أي تفريق بين بناء بيوت في مستوطنات معزولة حددته الحكومة وبين كتل الاستيطان المركزية التي لا شك ألبتة في أنها ستبقى في داخل حدود اسرائيل.

لا يوجد أي اعتبار لحقيقة ان رئيسي وزراء اسرائيليين متواليين اقترحا على الفلسطينيين أكثر من 95 في المائة من المناطق المتنازع عليها لكنهم رفضوا. وتخلت أكثر الدول في الامم المتحدة عن اسرائيل بالتصويت ممتنعة أو مؤيدة للسلطة وهكذا تخلت عن القرار 242 الذي صدر عن مجلس الامن ومنحت الفلسطينيين جائزة عن النُكث بالتزاماتهم.

لم يتم التعبير عن أي غضب خلال السنوات التي أُطلقت فيها صواريخ على اسرائيل. ولم يُسمع انتقاد للسلطة لأنها حرضت أو انتقاد لتحويلها قتلة النساء والاولاد الاسرائيليين شهداء. ولم تندد أية دولة بأبو مازن الذي يتهمنا بـ "تطهير عرقي"، ولأنه أعلن انه لن يُسمح لأي يهودي بالعيش في دولته.

أحدث المجتمع الدولي جلبة أكبر بسبب بناء البيوت في اسرائيل تفوق ما فعل في الرد على القتل الفظيع في سوريا. بل حينما أراد مرسي، الرئيس المصري، ان يفرض حكما دكتاتوريا في دولته سُمع همس احتجاج خافت فقط. من المؤكد ان المعايير المزدوجة التي يستعملها المجتمع الدولي في مواجهة اسرائيل تتلخص بالجهل والتلون أو بالتأليف بين الاثنين.

بازاء التهديد الوجودي الذي ينبع من جهود ايران لاحراز قنبلة ذرية، يجب علينا ان نعزز مكانتنا عند حليفتنا الأهم الولايات المتحدة. ومع ذلك ستحافظ اسرائيل على القدس وعلى معاليه ادوميم وعلى الكتل الاستيطانية المركزية، وهذا شأن يجب ان نُصر عليه في صلابة. ولا يمكن توقع ان نجمد البناء الى الأبد لأن قادة الفلسطينيين يرفضون التفاوض.