خبر واجب المعارضة... هآرتس

الساعة 12:12 م|09 ديسمبر 2012

بقلم: حزقيال درور

(المضمون: يجب ان تجتمع احزاب المعارضة جميعا على صوغ خطة سياسية عامة تشتمل على حل الصراع الاسرائيلي العربي عامة وفيه الصراع مع الفلسطينيين وإلا فستفشل مرة اخرى في الانتخابات القادمة - المصدر).

يستطيع السائرون فقط بعيون مغمضة نحو الهاوية ان يتجاهلوا ضرورة مبادرة سياسية – امنية جديدة، تُخرج اسرائيل من الورطة التي علقت فيها، ولا يهمنا الآن ان نعلم من المذنب. ويستطيع متجاهلو التاريخ فقط ومن لا يفهمون الصراع فهما عميقا ان يعتقدوا ان الاتفاق مع الفلسطينيين في حد ذاته ممكن أو انه سيفضي الى سلام مستقر غير مصحوب بأخطار امنية شديدة جدا. وفي المقابل يستطيع من يعتقدون فقط انه يكفينا الايمان بعدالة طريقنا من جهة تاريخية أو دينية ان يؤمنوا بأن دولة صغيرة متعلقة بالآخرين تستطيع ان تفرض بقوة اعمالها وجيشها ارادتها على المحيطين بها من القريب والبعيد مع التمسك بقيم "ارض اسرائيل الكاملة" بهذه الصيغة أو تلك. ان اليسار واليمين معا مصابان بجميع هذه التقصيرات، وكل مجموعة وحزب مع أوهامهما وآمالهما الباطلة.

توجد حالات "لا مناص" في التاريخ. وهي حالات من الضروري فيها المخاطرة الشديدة من اجل البقاء مع الحفاظ على قيم أساسية وليست هذه حال دولة اسرائيل. لأنه توجد اختيارات سياسية فيها ما يُحدث تحولا حادا الى أفضل من غير ان تضطر اسرائيل الى التخلي عن حقيقة وجودها باعتبارها دولة يهودية زاهرة آمنة. يمكن ان نفهم الاحزاب الحاكمة التي يصعب عليها الانفصال عن التصورات العامة التي أدت بها الى السلطة والتي تضمن لها نجاحا في الانتخابات القريبة، وإن كانت هذه التصورات ستنتهي الى فشل ذريع. لكنه لا يوجد تفسير للعجز الخلاق السياسي بين احزاب المعارضة وبخاصة اذا تذكرنا الكلام الذي قاله هنري كيسنجر (وإن كان فيه شيء من المبالغة ايضا) وهو قوله: ما لا نتعلمه في المعارضة يكون متأخرا جدا تعلمه في الحكم.

تتمسك جميع احزاب المعارضة اليوم بصورة ما من صور اتفاق مع الفلسطينيين، لكن الحديث عن ايهام. أنا أعتقد ان رئيس الوزراء يشعر بذلك وإن تكن استنتاجاته خطأ. وفي مقابله فان المعارضة على اختلاف احزابها لم تتعلم من التاريخ انه لا احتمال لاتفاق مع الفلسطينيين؛ وانه اذا تم احراز اتفاق فانه لا يوجد احتمال تقريبا لتحقيقه بازاء الوضع بين الفلسطينيين وتأثير المحيط السيء الذي لا ينوي التخلي عن الصراع مع اسرائيل.

يتضح من هنا استنتاج ان من الواجب على قادة احزاب المعارضة الرئيسة ومنها حزب العمل و"الحركة" ويوجد مستقبل وميرتس ان تجلس وتصوغ في دورة مغلقة خطة سياسية جديدة مشتركة في مبادئها في مركزها مبادرة سلام عامة في الشرق الاوسط. وسيكون حل الدولتين للشعبين عنصرا مهما في هذه الخطة مع وقف البرنامج الذري الايراني وكف جماح "جبهة الممانعة"، والعودة الى حدود 1967 مع تبادل اراض، وتسوية خاصة للقدس وحل اقليمي شامل لمشكلة اللاجئين وترتيبات امنية موثوق بها تشتمل على ضم اسرائيل الى حلف شمال الاطلسي وانشاء علاقات كاملة بأكثر الدول العربية والمسلمة.

ليس جوهر الفكرة في هذا التفصيل أو ذاك (هذا الى ان الخطة تحتاج الى تفكير عميق)، بل في التوصية باجتماع احزاب المعارضة حول برنامج سياسي مشترك في أساسه مع أو بلا توجه مشترك الى الانتخابات لكن مع التزام واضح بالعمل معا على تقديم مبادرة سياسية اسرائيلية جديدة. فاذا لم تفعل احزاب المعارضة ذلك فستفشل مرة اخرى وذلك بسبب تفكير ضيق ومصلحي ومحافظ، ومقدار كبير من الأنا المنتفخة عند قادتها.