خبر وجه الدولة.. هآرتس

الساعة 12:12 م|09 ديسمبر 2012

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: ان الساسة الاسرائيليين يمثلون تمثيلا صادقا المجتمع الاسرائيلي ولهذا لا ينبغي ان تكثر الشكوى منهم - المصدر).

ان حديث اليوم الآن هو عن مبلغ كون السياسة قذرة. هل انشق عمير بيرتس؟ تباً له؛ وهل أُبعد دان مريدور؟ إخسأ. والنص الضمني هو أننا أفاضل وناجحون وساستنا فقط ويا لشدة قذارتهم، يُفسدون علينا أمورنا؛ ان الشعب المختار يشتكي من منتخبيه. ان السياسة الاسرائيلية مع مضامينها وتدبيراتها صورة صادقة للمجتمع الذي تمثله. من كان يحب ان يفرقع بلسانه ويزعزعه ما يحدث في "السياسة"، فيحسن به ان يعترف بأن وجه هذا الجيل كوجه الكلب (السياسي). يمكن اعتقاد ان الاسرائيليين غارقون في اسئلة اخلاقية وضميرية وثقافية ويمتنعون عن كل حيلة ويبتعدون عن كل صفقة مُريبة، مع ورقة حساب أو بغيرها – وان الساسة وحدهم هم الفاسدون. ويمكن ان نظن انه توجد أكثرية اسرائيلية تؤيد السلام والديمقراطية والحفاظ على حقوق الانسان وان السياسة فقط تُفسد الامور بقوميتها وعنصريتها وعنفها الذي تدعو اليه.

بيد ان الامر ليس كذلك. فالحال في الديمقراطية كالحال في الديمقراطية وصورة المرشحين للكنيست هي صورة جماعية لاسرائيل 2012. نشرت شركة "غوغل" في الاسبوع الماضي ما يتعلق بالروح العامة لاسرائيل. وفي مقدمة قائمة البحث الساخن في الشبكة هذا العام أفضل صفقة في سوق الهواتف المحمولة. ان هذا هو ما شغل الاسرائيليين أكثر من كل شيء آخر وهذا ايضا ما يشغل ساستهم.

صحيح انه مع رؤية قائمة الليكود – بيتنا مثلا يثور شعور بالاشمئزاز بل بالخوف. ان أفيغدور ليبرمان واسرائيل كاتس وحاييم كاتس وداني دنون وزئيف إلكين وياريف لفين وميري ريغف وباينا كرشنباوم في قيادة ستكون قيادة الدولة. لكن ألا تمثل غوغائية ريغف وسذاجتها جزءا كبيرا من الاسرائيليين؟ وهل التأليف بين الكاتسين غريب علينا حقا؟ أولا يعبر ايمان ليبرمان بالقوة وقوميته عن أمزجة أصيلة؟ وصحيح انه حينما نسمع كلام شيلي يحيموفيتش على ان "الاسرائيليين لا يهتمون بـ E1"، يثور شعور بالامتعاض لكن أليست على حق؟ أوليس حينما يقول يئير لبيد "تعالوا نتحدث في الامور المهمة حقا" ويتحول الى مشكلة السكن، أوليس يصيب قلوب الناخبين مباشرة؟ وحينما يزعم من لا يُحصون من الساسة – الجصاصين يزعمون ان المشكلة الفلسطينية لا تعني أحدا، أليسوا على حق؟ من المؤكد أنهم كذلك.

هذا هو وجه الامور. وبقي ان نسأل فقط هل السياسة ترمي الى ان تكون صورة فقط ان ترمي الى التغيير ايضا؛ وهل تعبر أم تُشكل ايضا. فاذا كان عملها ان تكون صورة فقط فان عندنا كنيست وحكومة ممثلتين لا مثيل لهما وينبغي ألا نستمر في الشكوى منهما. فمنتخبونا ليسوا أكثر سوءا وعنفا وقومية ومعاداة للديمقراطية أو عنصرية من ناخبيهم. وتوقعنا من الساسة ان يكونوا نخبة ممتازة لا مجرد صورة وان يسلكوا ويسعوا الى التغيير أمر مختلف؛ ربما يكون دعوى مبالغا فيها. ان ما لا يُقبل هو النفاق: فكيف يختار شعب رائع جدا اخترع اشياء كثيرة مع ما لا يحصى من جوائز نوبل ومع ميدالية تقريبا في سباق قوارب الأشرعة، كيف يختار لنفسه قادة كهؤلاء.

ان التوقع هو المبالغ فيه كما يبدو. فمن المبالغ فيه ان ننتظر من يحيموفيتش ومن لبيد ان يرفعا المشكلات الحقيقية فوق السطح ويواجهاها حتى حينما لا تثير اهتمام الجمهور. ومن المبالغ فيه توقع ان  يناضل منتخبو الليكود لتعزيز الديمقراطية والعدل والمساواة في حين لا يفهم أكثر الاسرائيليين أهميتها لمستقبل الدولة. ومن المبالغ فيه ان نتوقع ان يكون المرشحون في مستوى شخصي أعلى من المتوسط في الجمهور. ومن المبالغ فيه ان نتوقع ان يرأس مجموعة الحيل والصفقات منتخبون مستقيمون. ومن المبالغ فيه ان نتوقع انه حينما يدفن الخطاب العام رأسه في الرمل ويهرب من المشكلات الحقيقية، ويكون أجوف وفارغا ومقطوعا عن الواقع العالمي ويعيش في لاه – لاه – لاند مع قوانين خاصة به – أن يكون منتخبوه مختلفين. ولهذا تعالوا نعترف بالواقع: ان مجتمعا وضعه ليس جيدا ينتخب منتخبين غير جيدين مثله بالضبط.