خبر أخلاقيات مزدوجة -معاريف

الساعة 11:49 ص|06 ديسمبر 2012

 

أخلاقيات مزدوجة -معاريف

بقلم: زئيف كام

        (المضمون: على خلفية ذبح الاسد لمواطنيه، والاستخدام المحتمل  للسلاح الكيماوي من قبل النظام، فان الغضب العالمي على البناء في المستوطنات يدل على الازدواجية الاخلاقية - المصدر).

        ها هي جملة سمعناها غير قليل في الفترة الاخيرة من بعض من سياسيينا: مسلم به أن لنا حق في البناء في عاصمتنا، القدس، ولكن في الوقت الحالي هذه سخافة سياسية. والان حاولوا أن تتذكروا للحظة كم مرة سمعتم هذه الجملة (بهذه الصيغ او تلك) في السنوات الاخيرة. الكثير جدا. كيفما اتفق يكاد يكون كل مرة هذا ليس الوقت المناسب. مرة لان نائب الرئيس الامريكي يصل الى البلاد، ومرة اخرى لانهم يحاولون استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، ولا حاجة بالذات لان نبني لهم بين العينين. في حالة اخرى نحن نوجد على الاطلاق في فترة تجميد للبناء، وبالتالي فان هذا ليس مناسبا أبدا.

        ليست المسألة هي أن نبني أم لا. فعلى هذا بالتأكيد يمكن الجدال. هذه قصص الجدة التي يروونها لنا. ولا أريد أن ابدو كيساري متطرف يعتقد بان محظور على الدولة أن تبني في عاصمتها، ولهذا فكل واحد يغلف هذا بصيغة اخرى. هذا ليس التوقيت/هذا ليس الموسم/هذا ليس الزمن. وكأنه يمكن أن تكون وضعية اخرى، تأتي فيها يحيموفتش، لفني أو لبيد لقولوا: نعم هذا هو الزمن للبناء في القدس، في يهودا والسامرة. البناء الان، الكثير وبسرعة. فهل حقا.

        من الجهة الاخرى، يجدر طرح السؤال التالي: لو لم نكن الان في فترة انتخابات، وما كانت اصوات اليمين عزيزة هكذا فجأة، فهل كانت الحكومة ستسير بكل القوة على اقرار البناء؟ قرروا بأنفسكم.

        واذا ما تحدثنا عن الازدواجية، فتعالوا نرتفع درجة اخرى في المجال. في الايام الاخيرة قرأنا غير قليل من التقارير عما سيحصل وقريبا في سوريا. من جهة، يقترب الثوار اكثر فأكثر من قصر الاسد. ومن الجهة الاخرى، بذات السرعة تتقدم وتتعاظم ايضا الاستعدادات لاستخدام السلاح الكيماوي الذي لدى الحكم السوري. 43 الف شخص قتلوا حتى اليوم في اطار المذبحة الجارية على مسافة بضع كيلومترات من هنا فقط.

        ورغم ذلك ما الذي يعنى به العالم بشكل عام ودول اوروبا بشكل خاص؟ يعنون ببيانات الحكومة عن البناء في منطقة E1.

        اعترفوا بان هذا هذيان. فالسرعة التي استدعي فيها سفراء اسرائيل لمحادثات التوبيخ في عدة مدن في اوروبا لم تكن أقل من مذهلة. بعد يومين – ثلاثة ايام من البيان عن البناء، فاذا بها تبدأ مسيرة السفراء. وعندما بدأت الثورة في سوريا، وقتل النظام عشرات ومئات الاشخاص، مرت أسابيع عديدة الى أن بدأوا باستدعاء السفراء السوريين في تلك الدول. بكلمات اخرى، أخذت اوروبا وقتها عندما كان الناس يقتلون، ولكن عندما فكرون في اسرائيل بالبناء في القدس – فان كل المنظومات تدخل في حالة تأهب.

        وتتشدد الازدواجية عندما يكون في الاخبار العالمية اليوم موضوعان مركزيان فقط يستهلان النشرات المختلفة. فمن جهة، اقرارات البناء للحكومة في اسرائيل، ومن الجهة الاخرى، الاقرار لخلط المادة الكيماوية في سوريا تمهيدا لامكانية استخدامها ضد المواطنين السوريين. المعركة على الاهتمام العالمي في هذا الموضوع متلازمة وصعبة.

        لو كنت مكان الرئيس السوري الاسد لما فقدت الامل. فبعد قليل من الجهد من جهته، فقد ينجح في أن يغير الوضع ويتجاوز اسرائيل في كمية التغطية الاعلامية العالمية. اما في هذه اللحظة، فما العمل، فانه لا يزال يتخلف عنها. هكذا هو الحال عندما يذبح العرب فقط، ولا يبنى لهم بيوت امام العينين.