خبر دعم بلا هوادة - إسرائيل اليوم

الساعة 10:22 ص|03 ديسمبر 2012

دعم بلا هوادة - إسرائيل اليوم

بقلم: دان شبيرو

السفير الامريكي في اسرائيل

(المضمون: التعاون الذي أخذنا به مؤخرا هو أحد النماذج الافضل من الزمن الماضي على الشكل الذي ينجح فيه الدعم الامريكي لامن اسرائيل بالتوازي مع التنسيق الوثيق بين الحكومتين في الخدمة المخلصة لمصالح الطرفين المشتركة – المصدر).

        جسد التصعيد الاخير في غزة للعالم الواقع الفظيع الذي يعيشه مواطنو اسرائيل منذ سنوات: الصواريخ التي تطلقها منظمات الارهاب كي تمس بالمواطنين، صواريخ تقتل وتجرح، تزرع الرعب وتشوش الحياة اليومية. طالما كان المخربون يضربون اسرائيل، فان الاسرائيليين هم الذين يخرجون الى الجبهة، ممن يلبسون البزات أم في الجبهة الداخلية.

        وأنا فخور بالدور الذي أدته الولايات المتحدة لضمان حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها وانهاء نار الصواريخ، تهدئة النزاع والحفاظ على سلامة مواطني اسرائيل. ان التعاون الذي أخذنا به مؤخرا هو أحد النماذج الافضل من الزمن الماضي على الشكل الذي ينجح فيه الدعم الامريكي لامن اسرائيل بالتوازي مع التنسيق الوثيق بين الحكومتين في الخدمة المخلصة لمصالح الطرفين المشتركة.

        ان تصريحات وأعمال الولايات المتحدة في الايام الثمانية من المواجهة عادت لتؤكد مدى التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل، حقها وقدرتها في الدفاع عن مواطنيها في وجه الارهاب. ورغم  وجود الرئيس اوباما ووزيرة الخارجية كلينتون في منتصف جولة تاريخية في آسيا، فانهما لم يصرفا نظرهما للحظة عن الشرق الاوسط وأدارا مكالمات هاتفية ومداولات لا تتوقف في الموضوع وبينما شجعت وزيرة الخارجية كلينتون نظرائها في ارجاء العالم على دعم مساعينا لتهدئة المواجهة، تحدث الرئيس اوباما عدة مرات مع رئيس الوزراء نتنياهو. وفي هذه المكالمات اطلع الرئيس على ما يجري على الارض، اشار ووعد رئيس الوزراء بان الولايات المتحدة تقف خلف حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في ضوء الاف الصواريخ التي تطلق نحو مواطنيها من قطاع غزة. وفضلا عن هذه المكالمات، فان الرئيس ووزيرة الخارجية كلينتون والسفيرة في الامم المتحدة سوزان رايس نشروا من اللحظات الاولى لحملة "عمود السحاب" بيانات علنية مصممة وواضحة تعرب عن التأييد غير المتحفظ لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. وأدت هذه البيانات والتصريحات دوما حرجا في التأثير على الرأي العام الدولي لتجنيد الدم من الدول الاخرى والحفاظ على الهدف المركزي لهذه المساعي: وقف نار الصواريخ من غزة.  

        والى جانب ذلك كانت حاجة الى التنسيق الوثيق بين الحكومتين من أجل خلق العناصر لوقف نار ناجح، بمعونة مصر. وساعدت قنوات الاتصال المفتوحة – واحيانا في ساعات غريبة من النهار والليل وفي مواقع زمنية مختلفة من العالم، من واشنطن وحتى القدس وفي بانكوك، ساعدت في خلق وقف لاطلاق النار يضع حدا لنار الصواريخ من جانب حماس وفصائل اخرى في غزة، ولكن على طريق يضمن الامن والمصالح السياسية لاسرائيل، وللولايات المتحدة على حد سواء. وأنتج التنسيق زيارة للسيدة كلينتون في اسرائيل لاعداد زيارتها الى القاهرة، والتي في نهاية المطاف أدت الى اتفاق وقف النار.

        ان التزام ادارة اوباما والتزام الرئيس نفسه ليس جديدا. ففي العام 2008، عندما زار اوباما، حين كان سناتورا، جنوب اسرائيل، شهد الخوف والصدمة في عيون سكان سديروت. وبعد أن تثبت من ذلك بام عينيه، صرح اوباما بانه لو كان يتعين عليه أن يحمي ابنتيه من نار الصواريخ لتصرف بالضبط مثلما تتصرف اسرائيل. كما أن اوباما اعترف بالتزام الولايات المتحدة بعمل كل ما في وسعها كي تضمن بان تعود حياة الاطفال الذين التقاهم الى مسارها الطبيعي بسرعة وان يتمكنوا من ادارة حياتهم اليومية دون خوف من الصواريخ وقذائف الهاون التي تطلق نحو مدارسهم، بيوتهم، ملاعبهم وباصاتهم.

        وبالفعل، فان الكلمات التي قالها في تلك الزيارة تحققت مع تعيينه رئيسا وأصبحت أفعالا ومساعدة امريكية بقرابة 300 مليون دولار لتسريع تطوير ونشر "القبة الحديدية"، منظومة الدفاع ضد الصواريخ. ولا يمكن للكلمات أن تصف نجاح "القبة الحديدية". فهي لم تنقذ حياة الكثيرين فقط وتمنع عددا لا يحصى من الاصابات والاضرار بالاملاك، بل ان هذه المنظومة قد وفرت للقيادات الاسرائيلية المرونة السياسية والعسكرية اللازمة كي تصل الى النتجة التي تضمن أمن سكان اسرائيل.

        عندما أسأل نفسي، من زاوية نظر امريكية، اي عوامل سمحت بتحقيق وقف النار، فاني اجيب عن ثلاثة عوامل: الاول هو الدعم القوي والذي لا هوادة فيه من جانبنا لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. هذه رسالة نكررها على كل المستويات، في المحافل العامة والخاصة، كي لا يكون أي شك بالنسبة لحزمها.

        العام الثاني هو التنسيق الوثيق جدا بين اسرائيل والولايات المتحدة حول تفاصيل وقف النار والخطوات الدبلوماسية اللازمة لتثبيته. اما العامل الثالث فهو التدخل المباشر من جانب الولايات المتحدة واسرائيل مع مستويات قيادية مختلفة في مصر، وعلى رأسها عدة محادثات جرت في اثناء هذا الاسبوع بين الرئيس اوباما والرئيس مرسي وكذا زيارة وفود اسرائيلية الى القاهرة. وقد ضمن هذا التدخل أن تؤدي مصر دورها وتؤثر على حماس للموافقة على شروط وقف النار.  ان الاداء المصري الهام في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية والمكانة الحيوية التي لها في المنطقة كانا واضحين جدا في اثناء الاحداث. ويعد استمرار الاتصال المباشر بين الولايات المتحدة واسرائيل وبين مصر حيوي لتحقيق استقرار أطول في غزة وحل التحديات الاقليمية الكثيرة الاخرى.

        ينبغي لايضاح بان الوضع الراهن ما بعد وقف النار ليس حلا دائما باي شكال من الاشكال. وكل الاطراف مطالبة بان تشدد مساعيها لوقف تهريب السلاح الى غزة كبديل عن السلاح الذي دمر او نفد وذلك لمنع استئناف العنف. على كل الاطراف ان تعمل بشكل ثابت بهدف استئناف المفاوضات المباشرة لتحقيق حل الدولتين، اللازم لتحقيق الاستقرار، الامن والازدهار الدائم للاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. ومثلما هو الحال دوما، فان الولايات المتحدة ستواصل توثيق التنسيق بينها وبين اسرائيل واظهار الدعم الذي لا هوادة فيها لامن اسرائيل.