تقرير مصورون خلال عدوان غزة..قصص صعبة وصور لم تُنشر لبشاعتها

الساعة 10:01 ص|03 ديسمبر 2012

غزة

منذ اللحظة الأولى من العدوان (الإسرائيلي) الأخير على قطاع غزة لم تتوقف عدسات المصورين الصحفيين الفلسطينيين عن التقاط الصور الفوتوغرافية التي تجسد وتصف بشاعة المشاهد التي تخلفها طائرات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

وتمكن المصورون من توثيق أيام العدوان، إلا أن بشاعة المناظر والأشلاء المحترقة والمبعثرة لم تمكنهم من نشر أغلب الصور خوفًا على مشاعر المواطنين من بشاعتها وسلط موقع الرأي أونلاين" الحكومي الضوء من خلال هذا التقرير على عمل المصورين طيلة أيام العدوان.

الإعلامية هدى فضل نعيم والتي تتبع لمؤسسة الثريا للإعلام صورت معظم جثث الشهداء والإصابات الذين وصلوا مستشفى الشفاء تصف ما رأته بعينها من إصابات وجروح كبيرة وتشوهات وأشلاء مبعثرة خلفتها طائرات الاحتلال (الإسرائيلي).

وتقول نعيم لـ"الرأي "أونلاين":" كان يصل لنا أطفال لا يوجد بهم إصابات ولكنهم شهداء.. هناك شظايا كانت تخترق أجسادهم داخليا دون أن نراها على أجسامهم".

مواقف صعبة

وتصف خلال حديثها بشاعة المناظر التي التقطتها بعدستها، موضحةَ أنها تعرضت لموقفين صعبين وهما عائلة الدلو واستشهاد ابن عمها أمام عينيها".

وتقول "كانت أصعب موقف حيث تواصل استقبال جرحى المجزرة لخمس ساعات متواصلة، وصلت النساء دون رأس ودون أقدام، لا يعرف أجزاء الجسم من بعضها، كلها أشلاء".

وتتابع "كما وصل لمشفى الشفاء أطفال بعمر العام و3 أعوام كانوا جثث هامدة، كما أن  الشهيد  محمد إبراهيم عاشور 11 عاماً، كان عمه يحمله وهو فقط برأس ويدين فقط، و الباقي أشلاء".

وتؤكد أن المشهد كان مأساوياً لدرجة أنها لم تحمل رؤية الصور التي قامت بتصويرها، متسائلة كيف يمكنه نشرها وعرضها على المدنيين في العالم الذين لا يحتملون مشاهدة مثل هذه المشاهد المؤذية لمشاعرهم،  "لكن أريد أن يراها العالم ليعرف أن الاحتلال استخدم أسلحة من نوع فتاك قاتل". على حد قولها

واستطردت "الموقف الثاني الذي تعرضت له حينما التقطت صورة للشهيد ابن عمها عبد الرحمن نعيم دون أن تعرف انه ابن عمها وعندما وجدت عمها الطبيب مجدي نعيم يأتي مسرعا إلى غرفة العمليات ليتفقد ابنه، ذعرت من أن التي التقطت له صورة للتو هو ابن عمها".

وتساءلت نعيم :" كيف لصاروخ من طائرة أباتشي يقصف الدور الأخير لبرج نعمة يؤدي إلى مقتل ابن عمها  وهو في حضن أمه في الطابق الثاني للبرج دون أن يصيب عبدا لرحمن  بأي شظايا أو غيرها، لافتة إلى أن ابن عمها لم يكن به أي آثار سوى نقطة دماء تسيل من انفه؟؟

وتضيف "المشاهد التي وثقتها الكاميرات هي مشاهد جرائم حرب وإبادة تعرض فقط كدلائل ضد الاحتلال لما يقوم به من جرائم واستهداف بأسلحة غير قانونية"، لافتة إلى أن المشاهد لا يمكن أن يحتملها المشاهد عبر الفضائيات أو غير ذلك نظراً لبشاعتها واستحالة النظر إليها دون توتر نفسي شديد.

وتشير إلى أن الجثث والإصابات التي وصلت مستشفى الشفاء كانت مدعاة للسؤال الذي راود الجميع حول نوعية الأسلحة التي تستخدمها قوات الاحتلال (الإسرائيلي) وقانونيتها، لافتة إلى أن الجرائم (الإسرائيلية) التي ارتكبت بحق الفلسطينيين خلال الأيام الثمانية الماضية كان لها اثر كبير على نفسيتها.

فضح الاحتلال

المصور الصحفي رائد عروق الذي ذهب لمجمع الشفاء الطبي لالتقاط صور الإصابات التي تصل، مستذكرا ما ألم به من حزن حيت التقطت عدسته صورا لشهداء وجرحى دون أن يتعرف على هويتها أو تعرف بعدما أنهى عمله.

وتعرض عروق أثناء فترة عمله خلال فترة تصعيدية نفذتها طائرات الاحتلال ضد المدنين العزل خلال العام الماضي إلى مشهد صعب لم يتمالك نفسه بعدما أنهي من تفقد الصور التي التقطها ليجد أن الشهداء هم زوج أخته وعدد من أبناء أخته وإصابة أخته وأطفالها.

من ناحيته، يوضح مسئول التصوير في المكتب الإعلامي الحكومي عمرو بدوي أنه منذ اليوم الأول للعدوان (الإسرائيلي) بادر بتوثيق جرائم الاحتلال على المدنيين الفلسطينيين العزل خلال التصوير الفوتوغرافي للجرحى والمصابين وأماكن الاستهداف ونشر الصور عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.

ويلفت إلى أن المصور في طبيعة عمله يحاول أن يفقد أحاسيسه العاطفية لنقل الصور على حقيقتها  ليُري العالم طبية الاحتلال، مضيفًا "بعد الانتهاء وتفقد الصور لعرضها وأرشفتها أتساءل بداخلي كيف أني التقطت ذلك ولم أتأثير في المشهد إلا بعد تفقده".

ويصف  بدوي لـ"رأي اونلاين" بشاعة الصور التي التقطها، مضيفًا "ما تم التقاطه من صور كانت لضحايا مدنيين وأطفال ونساء جميعهم عزل وآمنين في بيوتهم ترميهم طائرات الغدر بحممها لنجد عائلات بأكملها تنقل للمستشفى جرحى أو شهداء، وأبرز تلك الجرائم جريمة عائلة الدلو وأبو زور والعائلات الأخرى".

ويعبر عن أسفه لعدم نشر كافة الصور التي تم التقاطها حفاظا على مشاعر المشاهدين، مضيفًا "هناك صورا لا توصف على الإطلاق.

خطورة التنقل

كما يأسف أيضا لعدم تمكنه من التقاط صورا لاماكن الاستهداف بسبب صعوبة التنقل وخطورة الحركة في همجية العدوان الذي كان يقصف كل شيء يتحرك على الأرض دون تمييز بين فلسطيني وفلسطيني.

ويرى أن فكرة معرض بنك الأهداف (الإسرائيلية) الذي أقامه المكتب الإعلامي الحكومي في مجمع الشفاء أدى رسالته بسرعة لإظهار الحقيقة في حينها، منوها إلى أن المعرض حاول إيصال الصورة للزوار العرب والأجانب ليروا عن قرب جرائم الاحتلال.

ويقول :"معرض بنك الأهداف كانت فكرته رائعة جدا، حيث انه أدى رسالته من خلال عرض صور لبشاعة العدوان (الإسرائيلي) على المدنيين دون تمييز ما أثرت في نفوس  زوار الدول العربية والأجنبية الذين عبروا عن شجبهم واستنكارهم لبشاعة العدوان على شعب أعزل".

وكان المكتب الإعلامي الحكومي أقام على أرض مجمع الشفاء الطبي خلال فترة العدوان (الإسرائيلي) معرضًا مصورًا والذي يحمل اسم "بنك الأهداف (الإسرائيلية) ليجسد آثار العدوان ويظهر الوجه الحقيقي للعدوان لمخاطبة العالم بالصوت والصورة والفيديو.