خبر الدكتور الهندي : الصراع مع الاحتلال لا ينتهي بالضربة القاضية

الساعة 07:15 م|02 ديسمبر 2012

غزة

قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي إنّ نتائج الصراع مع الاحتلال لا تنتهي بالضربة القاضية وإنما جولة وراء أخرى "فشعبنا يحقق الانتصار في الجولات كل مرة، رغم أن فصائل المقاومة صغيرة مقارنة بالجيوش المنظمة إلا أنها حركات تنتصر لأنها تعرف طبيعة الصراع".


وأوضح الدكتور الهندي خلال لقاء سياسي في مسجد العمري بمدينة غزة بعنوان "وإن عدتم عدنا"  نظمته حركة حماس  أنّه أصبح ممكنا الآن أن يرجع الاحتلال خطوة إلى الخلف مع كل مواجهة "فبعد المواجهة الأولى التي فشل فيها أواخر 2008، حاول فرض معادلات جديدة في حرب الثمانية أيام ويستعيد قوته ويكسر شوكة المقاومة لكنه فشل مرة أخرى".

وفي سياق متصل، أكدّ الهندي أنّ الإتيان بدولة فلسطينية من خلال المفاوضات والسلام والمحادثات مع الاحتلال كلها أوهام، مبينًا أنّه منذ 20 عاما يُسّوق البعض أهمية المفاوضات التي لا ينتج عنها سوى المزيد من التهويد والاستيطان.


وقال: "كان واضحا في المواجهة الأخيرة أنّ العدو فاشل وأنّ المقاومة هي الطريق فقط لتحرير فلسطين، فالاحتلال لا يعرف إلا لغة القوة والمقاومة، وهو ما يدعونا إلى الاستمرار في الوحدة بين فصائل المقاومة مثلما عملت بتنسيق عالي في المواجهة الأخيرة".


في حين قال الناطق باسم حماس والنائب عنها بالمجلس التشريعي صلاح البردويل إنّ استراتيجية المقاومة في المرحلة القادمة تنطلق من أن فلسطين لا يمكن تحريرها إلا بالمقاومة وتلك النظرية تعززت عندما رأينا انتصار الفصائل بما تملكه من أسلحة قتالية بسيطة على المنظومة العسكرية الإسرائيلية الفتاكة".

وأضاف "آن الأوان بعد اللحمة الميدانية التي شاهدناها في الحرب الأخيرة وضع استراتيجية وطنية موحدة تقوم على بناء المؤسسة الفلسطينية بشكل شرعي يقوم على الشراكة الوطنية وليس التبعية".


وبيّن أنّ منظمة التحرير الفلسطينية لها اعتراف ومكانة دولية لكنها "خربة ومهترئة" ولا بد إعادة بنائها بشكل يقوم على الشراكة الوطنية ويرقى لنضالات الشعب الفلسطيني.


وأكد أن البرنامج الوطني يجب أن يسبق كل جولات الحديث عن المصالحة، ولا بد أن يكون قائمًا على الثوابت الفلسطينية المشتركة.
ولفت إلى أنّه يجب استخلاص العبر والاستفادة من كل الانجازات والإخفاقات التي مرت بها المقاومة في المواجهة الأخيرة على مستوى الامكانات العسكرية والاستخبارات والأمن، وأن تقوم الاستراتيجية القادمة على زيادة المفاجئات العسكرية وأن لا نسمح للاحتلال بأن يخترق منظومتنا الأمنية لكي لا يكتشف قدراتنا.


وأشاد البردويل بالتنسيق والالتحام الميداني العسكري على الأرض بين فصائل المقاومة، مشيرًا إلى أنّ ذلك التنسيق كان رائعًا في حرب "حجار السجيل" ولم يستطع الاحتلال اختراقه بأي شكل من الأشكال، "ويحتاج ذلك الأمر لمزيد من التفعيل والتنسيق والتطوير".


ودعا إلى استثمار الوضع العربي وتغيراته لنصرة المقاومة ودعمها، مطالبًا المقاومة بتطوير علاقتها مع دول الربيع العربي إلى ما هو أبعد من المواقف المساندة سياسيا، "ولا بد أن تساند تلك الأنظمة في تسهيل عملية توريد السلاح وتدريب عناصر المقاومة".
وشدد البردويل على ضرورة تطوير منظومة الإعلام في فلسطين "فلا ينبغي أن يظل صوتنا مخفيا ويزور الاحتلال كل الحقائق لأنّ العالم يسمع الآن الرواية الإسرائيلية فقط".