خبر أين اختفى الاحتمال المعقول - هآرتس

الساعة 11:55 ص|02 ديسمبر 2012

ترجـمة خـاصة

أين اختفى الاحتمال المعقول - هآرتس

بقلم: أمير أورن

(المضمون: احجام من المستشار القانوني للحكومة فنشتاين والنيابة العامة عن محاكمة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بتهم فساد لأنهم رأوا كيف قضت المحكمة اللوائية في القدس في قضية اولمرت من قبل - المصدر).

ان ابراهام لنكولن حي يُرزق ويتلقى اموالا بصورة غير قانونية في قبرص. هو أو ربما اريك لافي وامنون لبكين وآفي لوزون أو شخص ما متصل بالشركة التي تديرها ابنة افيغدور ليبرمان. من يمكن ان يكون هذا؟ هذا تحدي تحقيقي كبير ولغز لا يوجد له حلال.

في ملف ليبرمان المأساوي – الكوميدي من السخيف ان نسمع ذرائع الغاء مسودة الاتهام قريبا (ما عدا الترفيع المرفوض لمنزلة السفير زئيف بن – آريه)، ومن المحزن ان نرى تعوج المستشار القانوني للحكومة. ان المحامي يهودا فنشتاين، وهو رجل حروب في تصوره لذاته، هزمته قوى لم يكن بعضها تحت سيطرته؛ وهو لا يُنكر الايقاع البطيء بصورة مخيفة لعلاجه الشخصي للملف الجنائي.

في 13 نيسان 2011 أعلن فنشتاين انه يرى ان ليبرمان خالف مخالفات جنائية شديدة منها احتيال وخيانة ثقة والحصول على اشياء باحتيال وتبييض اموال وغير ذلك؛ واذا "رغب" ليبرمان فسيعرض على المستشار دعاوى حقائقية وقضائية في الاستجواب. وليس المتهمون المحتملون معنيين دائما بالاستجواب لئلا يُكشف فيه عن الخط الدفاعي ويساعد ذلك النيابة اذا حوكموا في نهاية الامر.

كان فنشتاين في ذلك اليوم ولأكثر من سنة بعده على يقين من تأثيم ليبرمان. وهو يُقدر الآن ان لائحة الاتهام التي استقر رأيه عليها كانت ستتحطم على صخور المحاكمة. ان مستشار شتاء 2011 ينفي نفسه كيف كان في ربيع 2011. ان ليبرمان برغبته في الاستجواب قد أنقذ فنشتاين الذي كان سيؤثم ثم يخرج مُبرئا. ان فنشتاين يعارض دحرجة ملفات جنائية حدودية من النيابة العامة الى المحاكم، وهو يرى ان المسؤولية تقف عنده. وقد أحسن فنشتاين الصنع لأنه تراجع وقد تحول ملف جنائي صلب الى ملف حدودي فجأة.

بيد ان الاستجواب ليس ذريعة، بالعكس. ان جميع الدعاوى ارتفعت وانخفضت في استعدادات فريق الادعاء. ولا جديد في احجام مواطني دول اجنبية عن الشهادة على وزير عظيم القوة. ان رئيس شعبة التحقيق والاستخبارات في الشرطة يوآف سغلوفيتش الذي يعارض بما أوتي من قوة اغلاق الملف ويراه فنشتاين صاحب خبرة وقيم يستطيع ان يُحدثه عن مبلغ انتشار هذا الاحجام وان هذا لا يدل على كيفية سلوك المدعوين الى الشهادة. فما الذي يوحي به جهاز فرض القانون باستسلامه.

ان لتراجع فنشتاين سببا آخر خارجيا وهو نقص مفاجيء من التوازن المسمى "احتمالا معقولا للتأثيم"، فاذا كانت النيابة العامة وعلى رأسها المستشار ترى وجود احتمال كهذا فانها تقدم ادعاءا وإلا أغلقت الملف الجنائي. وقد كان مثل هذا الاحتمال في نيسان 2011 وفي الصيف من هذا العام ايضا. فأين اختفى؟ ومن الذي أخفاه؟.

ان الجواب المعوج ثلاثي، انهم القضاة موسيا أراد ويعقوب تسبان وموشيه سوفال الذين أدهشوا المدعين – ومعهم مراقب خبير غير مشارك مثل فنشتاين – حينما برأوا اولمرت في قضيتي ريشون تورز وتلانسكي. وقد رُفع استئناف على قرارهما المُغضب لكن روح الادعاء في تلك الاثناء سقطت من غير قيام. وارتجف الفريق حول فنشتاين الذي تحول عن تأييد جازم لاتهام ليبرمان الى ضعف الرأي. لا يشُكون هناك بالحقائق ولا في تفسيرها القضائي بل في ردود القضاة الذين قد يبحثون في قضية ليبرمان في نفس المحكمة اللوائية في القدس.

صُور فنشتاين باعتباره محاميا عظيم الانتصارات مثل داود في مواجهة جولييت المؤسسي. ولم يعد محاربا وحيدا باعتباره رئيس الادعاء فهو الملك داود مع يوآف بن – سرويا ووزراء الجيش والفرق العسكرية الذين أصابتهم روح الاستسلام. وهكذا ينقضي مجد الروح القتالية.

ان الطريقة الوحيدة لمنع ضرر لا يمكن اصلاحه هي تأجيل القرار على اتهام ليبرمان حتى بمواد خطيرة الى ان تبت المحكمة العليا في استئناف الدولة في قضية اولمرت. فاحتمال التأثيم المعقول الذي ضاع في المحكمة اللوائية قد يظهر من جديد في المحكمة العليا. ان الزمن ومحاكمة اولمرت عملا في مصلحة ليبرمان الى الآن، وقد يعملان في غير مصلحته الآن.