خبر بعد الاعتراف لنهاتفه، الان- يديعوت

الساعة 11:50 ص|02 ديسمبر 2012

ترجـمة خـاصة

بعد الاعتراف لنهاتفه، الان- يديعوت

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: ابتداء من هذا المساء نجد ابو مازن ملزما بالحرص على عدم اغضاب نتنياهو وإثارة اعصاب ليبرمان. فاذا ما استؤنفت اعمال اخلال شاذة بالنظام، اذا ما نفذت لا سمح الله عملية ارهابية، فانه سيقع في كمين الليكود بيتنا وسيعيد العجلة الى الوراء- المصدر).

جارنا (الطيب؟ الشرير؟ هذا منوط بمن تسأل) محمود عباس يحمل خمسة ألقاب على الاقل: أبو مازن هو قبل كل شيء الرئيس الفلسطيني، رئيس السلطة الفلسطينية، رئيس المنظمة التي تمثل الفلسطينيين، رئيس منظمة فتح، وكذا القائد العام لقوات الامن الفلسطينية. وفي نهاية الاسبوع أضافوا له في الضفة اللقب الملزم "أبو الدولة" الفلسطينية التي على الطريق. وهكذا مع جملة الالقاب المنتفخة (وهو غير مستعد لان ينسى لقب "الارهابي السياسي" الذي ألصقه به ليبرمان) وهو يعود حاملا للاوسمة على اصراره على عدم التراجع أمام الضغوط والتهديدات.

في طريقه الى رام الله يلاحظ أبو مازن كومة عالية من المشورات والتحذيرات من اصدقائه كيف ينبغي له ألا يضيع الانجاز في الامم المتحدة: التاريخ الرمزي والصفعة الرنانة على الخد الاسرائيلي، العدد المثير للانطباع، 138 دولة مؤيدة، والخطاب الذي رسم له صورة المقاتل من أجل السلام. وفي الرواية الفلسطينية مضمون له منذ الان كمن ليس فقط رفع مستوى مكانة شعبه الدولية، بل وشطب اتفاقات اوسلو أيضا.

ينبغي الان أن نرى ما الذي يعتزم عمله في اليوم التالي. قالوا عنه عندنا أنه ليس شريكا وليس ذا صلة، إذن قالوا. أبو مازن يفهم بان المعسكر الوطني ليس فقط يغلي بل وينتظره عند الزاوية ايضا. وأن إقرار بناء 3 الاف وحدة سكن جديدة بين القدس ومعاليه ادوميم هو مجرد تلميح أول شديد الوضوح. فنتنياهو يمكنه أن يجعل له الموت مع عقوبات اقتصادية، مع قيود حركة على الشخصيات الهامة، مع حواجز جديدة تقطع التواصل في الضفة وتعرقل خطط البناء والتجار.

في الشهر الماضي، في مقابلة مع "يديعوت احرونوت" شرح أبو مازن لماذا ملح له التوجه الى الامم  المتحدة بالذات في 29 تشرين الثاني، ولماذا لا يعتزم التنازل. في تلك الفرصة شرح بان فقط شيء واحد سيوقفه: اذا ما رفع نتنياهو له الهاتف ودعاه الى العودة للمسيرة السياسية. هذا لم يحصل.

في مكتبه في المقاطعة في رام الله كان أبو مازن مقتنعا بان الفلسطينيين سينتصرون على حملة الضغوط الاسرائيلية. والحقيقة هي أن عندنا أيضا عرفوا بان معارك الصد هي عمل ضائع. وحسب رواية "ابو الدولة" فان رفع المستوى يرمي الى جلب الفلسطينيين الى المفاوضات من موقع محسن. في هذا الموضوع نجده محقا. اذا كان نتنياهو رفض الشروع في البحث في حدود الدولة الفلسطينية، واذا كان تبادل الاراضي الذي رسمه اولمرت لم يطرح على الخرائط على طاولة المباحثات في القدس، فمن الان قولوا  حدود 67.

غير أن أبو مازن لا يمكنه أن يسمح لنفسه بان يكون سعيدا: ابتداء من هذا المساء نجده ملزما بالحرص على عدم اغضاب نتنياهو وإثارة اعصاب ليبرمان. فالرقص في الشوارع، وبحر الاعلام والاعلانات هي شيء. ولكن اذا ما استؤنفت اعمال اخلال شاذة بالنظام، اذا ما نفذت لا سمح الله عملية ارهابية، فانه سيقع في كمين الليكود بيتنا وسيعيد العجلة الى الوراء. وفي مكانته الجديدة بالذات نجده ملزما بتعميق التعاون الامني مع اسرائيل والحرص على ان تتصرف فلسطين حسب المعايير الواردة لمن ارتبط بالاسرة الدولية.

لقد دعا أبو مازن بعد التصويت في الامم المتحدة اسرائيل، بالضبط مثلما وعد مسبقا، للعودة الى طاولة المفاوضات. من ناحيته، ما أن رفع المستوى، فانه يمكن التقدم. وهو يخمن منذ الان بانه لا يفرش له احد بساطا أحمر في القدس وانه ملزم بان ينتظر خمسة اشهر على الاقل: حتى الانتخابات، حتى تشكيل الحكومة الجديدة عندنا وحتى يتقرر ما الذي ينبغي فعله بحق الجحيم مع هذا اللجوج من رام الله.

وهذه ستكون خمسة أشهر اختبار غير بسيطة للطرف الفلسطيني. وسيحاول الرئيس استخدام هذا الزمن المستقطع لتحقيق المصالحة التي لا نعرف كم بلغ عددها مع حماس. فهل سينجح؟ ليس مؤكدا.  ينجح ولكن "الصلحة" لا تصمد؟ مثل هذا السيناريو محتمل ايضا. هذا سيكون تنغيصا للحياة غير بسيط لكل الاطراف. فاسرائيل تفقد حرية العمل احادية الجانب. خالد مشعل يبعث باشارات باسلوب جديد، مصر ستنبش، وكل هذا يمكن أن يتدحرج الى اوضاع لا أحد يحلم بها عندنا. ولكن لا يزال، حتى هذا المساء، ليس متأخرا رفع الهاتف من القدس الى رام الله.