خبر في الثناء على الحرية.. يديعوت

الساعة 10:42 ص|30 نوفمبر 2012

بقلم: حانوخ بار طوف

(المضمون: حصول الفلسطينيين على مكانة دولة مراقبة خطوة مباركة يتمنى الكاتب ان تفضي الى حل للصراع بعد ذلك - المصدر).

ماذا يستطيع شخص جرب صوت اطلاق النار منذ ايامه الاولى ان يقول عن الحرية؟.

ولدت في 1926 وما زلت أتذكر صوت أول اطلاق نار في سن الثالثة قرب كوخ الصفيح الصغير في بيتح تكفا وهو صوت لم يخفت منذ ذلك الحين. وجُندت قبل ان أُتم السابعة عشرة للفيلق اليهودي، وقبل ان يملأ الفرح قلبي باعلان دولتين للشعبين استطعت ان أتعلم سنة واحدة في الجامعة. سيُحفظ التاسع والعشرون من تشرين الثاني 1947 الى الأبد باعتباره يوما تحول فيه الأمل الى سعادة تحولت سريعا الى أسى على شباب قتلوا في الحرب. ان التاسع والعشرين من تشرين الثاني – وهو اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة للامم المتحدة انشاء دولتين مستقلتين، دولة يهودية ودولة عربية – هو اليوم الذي اعترف العالم فيه بنا وباستقلالنا وبحقنا في العيش.

كنت في ذلك اليوم في غرفتي في القدس طالبا جامعيا شابا لكن متزوجا واحتفلت مع رفاقي وكان الفرح مدهشا لا يمكن وصف قوته تقريبا. وقد شربنا الخمر الى ان سكرنا وعدت في الغد مثقلا بالسُكر الى الجامعة العبرية، بعد ذلك بيومين قال قائدي من الهاغاناة انه يجب علينا ان نحضر بعد ساعة. وقد جُندت لحرب الاستقلال وأنا ما أزال في نشوة الخمر.

كنا – من اليسار ومن اليمين – نعارض التقسيم في البداية. وكان الفرق أننا أدركنا في 1947 انه لا يوجد مفر آخر، بيد أننا اصطدنا دبا بعد ذلك اسمه "ارض اسرائيل الكاملة"، وهو الآن يحتضننا بقوة كبيرة بحيث قل هواء التنفس، ومن ذا يعلم الى متى سنستطيع التنفس بعد.

نحن نحيا في ظل الدب منذ عشرات السنين وما نزال نصر على غير الممكن، وها هو ذا العالم يدخل الصورة مرة اخرى. فقد عاد التاسع والعشرون من تشرين الثاني ليُمكّن من العودة الى طريق سلامة العقل والخلاص من هذه المهانة التي دفعتنا اليها حكومة اسرائيل بحيث أصبح العالم كله ضدنا حتى الممتنعون. ولا يوجد الآن سبيل سوى الحضور الى مائدة المصالحة والتخلص من عناق الدب.

ولدت في فلسطين ورأيت دولة اسرائيل تنمو، لكن من المؤسف جدا أنني أراها منذ سنوات كثيرة جدا تذوي وتنفق مالها وقوتها في هذيان ما، ويرى هذا الهذيان ان دول العالم ودعواتها الى حل الصراع غير موجودة. ويرى هذا الهذيان انه لا سبيل سوى القتال مرة بعد اخرى.

كلي أمل ان نفهم جميعا ارادة الحرية الفلسطينية. وأنا أتمنى للفلسطينيين ان يصحوا هم ايضا وان يفهموا أننا سنتغلب معا أو نذوي معا. والسبيل الوحيد هو التفاوض في حدود عشية حرب الايام الستة مع التعديلات المطلوبة، وكلي أمل ان تتغلب السعادة القصيرة التي كانت من نصيبنا بعد اعلان دولتين للشعبين وقبل الحرب الطويلة على العداوة.