خبر أصغوا إليه فانه يتوسل - هآرتس

الساعة 05:45 م|28 نوفمبر 2012

ترجــمة خـاصة

أصغوا إليه فانه يتوسل - هآرتس

بقلم: افرايم سنيه

(المضمون: ان توجه السلطة الفلسطينية الى الامم المتحدة للحصول على مكانة دولة مراقبة سيكون ذا منفعة لاسرائيل اذا التزم عباس بألا يستعمل المكانة الجديدة للقطيعة مع اسرائيل ومحاكمتها في محكمة الجنايات الدولية - المصدر).

قبل ان تهبط طائرة "إل عال" التي أعادتني من الشرق في مطار بن غوريون حلقت فوق تلال الضفة الغربية. ان نظرة من النافذة تُبين أكثر من ألف كلمة ضائقة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية. فالى جانب كل مستوطنة تقريبا بُني أو يُبنى حي جديد.

ان ما رأيته بنظرة خاطفة من نافذة الطائرة يراه مواطنو عباس كل يوم. ان حكومة اسرائيل تدأب في جد في تغيير الخريطة في حين تُبين للشعب وللعالم انه لا يوجد من نتحادث معه. قبل زمن قصير زرت مع مجموعة من الضباط الكبار في الاحتياط عباس في رام الله. ان العكس على الاطلاق هو الصحيح. فالرجل يكاد يتوسل من اجل التفاوض ويكرر التزامه بعدم العدول الى الارهاب والعنف. وقد ساء وضع عباس على أثر سيطرة الاخوان المسلمين على مصر، ففضلا عن انه لم يعد يملك الدعم المصري الذي كان يجده انتقل هذا الدعم الى أعدائه اللدودين.

أسقطت دول الخليج تأييدها له في واقع الامر، بل ان قطر تدعم حماس بسخاء، ومحطة "الجزيرة" التي يملكها الحكام هي بوق لحركة الرفض والارهاب هذه. ويرى الحزب الحاكم في تركيا، وهي دولة مسلمة مهمة ادعت في الماضي أنها مُقرة للسلام الاقليمي، يرى حماس أخته الصغيرة. فأي مفر بقي اذا للرئيس الفلسطيني المهدد من الداخل والمعزول من الخارج وهو يواجه حكومة اسرائيلية تريد إبعاده؟.

ان التوجه الى الجسم الوحيد في العالم الذي قد يؤيده هو آخر ملاذ بقي له قبل العنف. يقول عباس بصورة قاطعة انه سيدخل التفاوض بلا شرط مع كل رئيس وزراء اسرائيلي من غد التصويت في الامم المتحدة. لن يكون اعتراف الامم المتحدة بفلسطين دولة مراقبة سيئا لاسرائيل. بالعكس. فله معنيان ايجابيان – تصريحيان فقط لكنهما جوهريان جدا.

ان استقرار رأي الامم المتحدة على الاعتراف بفلسطين دولة ينشيء حاجزا في وجه اللاحل للدولة الواحدة الثنائية القومية. وهذا القرار يُثبت ايضا بعد 65 سنة من التاسع والعشرين من تشرين الثاني تقسيم ارض اسرائيل في حين يكون للدولة اليهودية 78 في المائة من مساحتها وللدولة العربية 22 في المائة – أي نصف ما أُعطي لها في 1947، وهذا انتصار مهم للصهيونية بعد ست حروب وانتفاضتين.

ان الاعتراف بفلسطين أنها دولة غير عضو لا يناقض اتفاقات اوسلو، فاتفاقات اوسلو تقول شيئا بسيطا وهو انه اذا حارب الفلسطينيون الارهاب فسيحصلون على دولة بمساعدة اسرائيل. وتعمل السلطة الفلسطينية على مواجهة الارهاب بصورة ناجعة. ويُصدّق قادة الجيش الاسرائيلي و"الشباك" في الميدان ذلك، لكن الشعب الفلسطيني لم يحصل على الدولة المستقلة الموعودة.

ان التهديدات بالعقاب التي تصدر عن وزراء الحكومة بحماسة تنظر الى الانتخابات التمهيدية هي تهديدات باطلة فهي تعبر عن مزاج قتالي وعن خوف، لكنها اذا تحققت فلن تكون بمنزلة اطلاق رصاصة على رجل اسرائيل بل على كبدها مباشرة. فسقوط السلطة الفلسطينية سيوجب على الجيش الاسرائيلي ان يُدبر أمور الضفة الغربية وهو تدبير كلفته المالية والدبلوماسية عظيمة. وحل قوات الامن الفلسطينية سيوجب تكبيرا كبيرا لوجود الجيش الاسرائيلي في الضفة بمقادير عرفناها في سني الانتفاضة. وحينما تصبح سيناء والجولان السوري في أيدي السلفيين فان الأمن الجاري سيبتلع موارد الجيش الاسرائيلي ويُضعف قدراته كما كانت الحال عشية حرب لبنان الثانية.

يجب ان تشترط اسرائيل وصديقاتها على السلطة شرطا واحدا وهو ألا تستعمل مكانتها الجديدة استعمالا معاديا كالتوجه الى المحكمة الدولية في لاهاي والقيام بأعمال قطيعة مختلفة. فاذا التزم عباس بذلك فينبغي تأييد مطلبه وألا يهاجَم بهستيريا وحماسة.